أول مناظرة بين المرشحين لخلافة ميركل.. من خرج منتصرا؟
٢٩ أغسطس ٢٠٢١في أول مناظرة بين المرشحين الثلاثة لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل اليوم الأحد (29 أغسطس/ آب 2021)، سعى مرشح التحالف المسيحي أرمين لاشيت لإحياء حملته الانتخابية خلال مواجهة ساخنة مع منافسيَه بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلف حزبه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وتبادل لاشيت، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حزب ميركل، الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك، التي اتهمت الائتلاف الحاكم في برلين (المكون من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي) بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.
وقالت بيربوك في المناظرة التي نظمتها قناة (RTL) التلفزيونية الخاصة مخاطبة لاشيت "من الواضح أنه ليس لديك خطة" وتعهدت بتركيب الألواح الشمسية على جميع أسطح المباني وحظر بيع السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق اعتبارا من عام 2030.
ورد لاشيت، الذي واجه انتقادات منذ أن ضبطته الكاميرات وهو يضحك خلال زيارة الشهر الماضي لبلدة اجتاحتها الفيضانات، إن سياسات بيربوك ستلحق الضرر بالصناعة الألمانية.
وحافظ نائب المستشارة ووزير المالية أولاف شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي والأكثر شعبية في استطلاعات الرأي، على الهدوء مع احتدام النقاش، مع التركيز على الموضوعات المالية مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية.
استطلاع: شولتس في المقدمة
ووفق استطلاع أجراه معهد "فورزا Forsa " لاستطلاعات الرأي بعد المناظرة مباشرة لصالح قناة RTL الألمانية الخاصة حول أداء المرشحين، قال 36% ممن استطلعت آراؤهم أن المرشح الاشتراكي شولتس كان الأكثر إقناعا وبالتالي فاز في المناظرة. وحلت مرشحة الخضر بيربوك، وفق الاستطلاع نفسه في المركز الثاني بـ 30% فيما حل المرشح المحافظ لاشيت في المرتبة الأخيرة بـ 25%.
وكان التأييد للحزب الاشتراكي الديمقراطي قد ارتفع نقطتين من الأسبوع الماضي إلى 24 في المئة، وهي أعلى نتيجة له منذ أربع سنوات وفقا لاستطلاع أجراه مركز (INSA) لحساب صحيفة "بيلد أم سونتاغ". وتراجع المحافظون نقطة واحدة إلى 21 في المئة، وهو أدنى مستوى خلال استطلاع أجراه المركز. أما الخضر، فلم تتخط نسبة التأييد لهم 17%.
وكانت الترجيحات لا تزال تشير قبل بضعة أسابيع إلى فوز اليمين المحافظ بعد عهد ميركل التي هيمنت على المشهد السياسي الألماني لمدة 16 عامًا حاجبة ظهور مرشحين جادين. لكن مع عدم تمكن أي من المرشحين من البروز، أعيد خلط الأوراق.
وأيا كانت نتيجة الانتخابات، فإن عملية تشكيل الحكومة المقبلة قد تكون في غاية التعقيد، مع صيغة لم تتضح بعد بين الأحزاب الثلاثة، واحتمال أن ينضم إليها الليبراليون من الحزب الديموقراطي الحر الذين يحظون بنحو 12% من نوايا الأصوات، ما يمنحهم دور صانعي الملوك، وربما أيضا حزب "دي لينكه" اليساري المعارض.
وترى أورسولا مونش مديرة أكاديمية التربية السياسية في توتزينغ أنّه "من الصعب أن يقاوم (المرشحون الثلاثة) المقارنة بميركل" التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في البلاد، "وإنْ لم يكن كلّ شيء على ما يرام في ظلّ حكم المستشارة، كما تُظهر الأزمة الحاليّة في أفغانستان".
وفي ظل هذه الأوضاع، يعزز المرشح الاشتراكي أولاف شولتس (63 عاما) حظوظه مراهنا على كفاءته وخبرته، وهو وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية، في حين أن منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الاتحادية.
وأظهر آخر استطلاع للقناة الثانية العامة "ZDF" أن حوالي نصف المستطلعين سوف يختارونه مستشارا، مقابل 17% يفضلون أرمين لاشيت، و16% ينتخبون أنالينا بيربوك، لو كان بإمكانهم التصويت في انتخابات مباشرة، غير أن البرلمان هو الذي ينتخب المستشار بحسب النظام الألماني.
وما يدعم شولتس رغم افتقاره إلى الكاريزما، أن قام حتى الآن بمسار خال من أي شائبة، في حين أن خصميه ارتكبا الكثير من الأخطاء. وأعلن مؤخرا "المواطنون والمواطنات يعرفونني"، مستلهما أحد الشعارات الرئيسية في حملة ميركل لانتخابات 2013 "أنتمى تعرفونني". ورأت مجلة "دير شبيغل" أن "أولاف شولتس بات يشبه ميركل".
وكانت هذه أول مناظرة من أصل ثلاثة تنظم قبل الانتخابات التشريعية في 26 أيلول/سبتمبر.
أ.ح/ع.ج.م (رويترز، د ب أ، ا ف ب)