أوروبا الموحدة مختلفة حول إلزامية التعليم الديني في مدارسها
يقول بيتر شراينر، رئيس اللجنة الأوروبية للكنيسة والتعليم إن طرق تعليم الدين تختلف من بلد أوروبي إلى آخر وإن الاتفاق على صيغة عامة في جميع البلدان الأوروبية أمر صعب. وعلى هذا الأساس فإن تنظيم دروس تعليم الدين ومحتوياتها والبدائل التي قد تطرح عنها مسألة يقررها كل بلد بمفرده. وتبعاً لهذا يختلف التعامل مع قضية تعليم الدين في المدارس من بلد أوروبي لآخر. فعلى سبيل المثال في جنوب ووسط وشرق أوروبا وفنلندا وإيطاليا والنمسا وألمانيا يتم تخصيص درس دين خاصة بكل طائفة دينية. أما في بلدان أخرى فيتم تعليم الدين من خلال مادة تعطي فكرة عامة وشاملة عن الأديان السماوية. ويطلق على هذه المناهج عدة تسميات مثل " دروس الأخلاق" أو "الفلسفة" أو "القيم والأخلاق".
بدائل لتعليم الدين في ألمانيا والنمسا
يعتبر تعليم الدين في المدارس الألمانية إلزاميًا في جميع الولايات حسب الدستور الألماني، غير أن هناك استثناء يعرف بـ "فقرة بريمن" التي تنص على ما يلي: "هناك وفي الأول من يناير/ كانون الثاني 1949 حيث لا يوجد تعليم ديني إلزامي يتم تدريس تاريخ الإنجيل ونظم الحياة والأخلاق وعلوم الدين". وتعتبر برلين الولاية الألمانية الوحيدة التي لا يعد فيها تعليم الدين من مسؤوليات الولاية، وإنما من مهام الكنيستين البروتستنتية والكاثوليكية وبشكل طوعي.
أما النمسا فلا يقتصر تعليم الدين فيها على المسيحية فحسب، فهو يشمل كذلك الدين اليهودي والإسلام والبوذية. أما التفاصيل التي تتعلق بمناهج تعليم هذه الأديان، فتتم مناقشتها والاتفاق عليها بين الحكومة من جهة والكنيسة وممثلي الأديان الأخرى من جهة أخرى. وإلى جانب تعليم الدين كمادة إلزامية هناك تجربة تقوم على تقديم مادة بديلة عنه يجري تطبيقها منذ عام 1997.
إلزامية تعليم الدين في إيطاليا والنمسا
يتم تعليم الدين المسيحي الكاثوليكي في كافة المدارس الحكومية في إيطاليا. كما أن دروس الدين ليست حكرا على أحد، وباستطاعة الجميع المشاركة فيها. ومع أن هذه الدروس أصبحت منذ عام 1984 غير إلزامية، إلا أن معظم التلاميذ يواظبون على الالتحاق بها. ويجوز للطوائف الأخرى تعليم أديانها ولكن على نفقتها الخاصة في حال رغب التلاميذ أو أهاليهم بذلك. ولا شك أنه بمقدور التلاميذ تعلم مادة بديلة عن الدين، إذا أرادوا، مثل مادة "حقوق الإنسان والمواطن". أما الحال في اليونان فهو على عكس ذلك تماماً، فالدين المسيحي الأرثوذكسي إلزامي لجميع التلاميذ بغض النظر عن أديانهم أو اعتقاداتهم، ومن لايريد الالتزام بذلك فعليه مغادرة المدرسة.
الثقافة الدينية للجميع بريطانيا وشمال أوروبا
في شمال أوروبا وبريطانيا تقدم المدارس هناك ما يعرف بـ "مادة الثقافة الدينية"، حيث يتعلم التلاميذ أسس لأديان المختلفة. ولا يقتصر الحياد في هذه المادة على القيم، وإنما يشمل أيضا الأيدلوجية، كما أوضح السيد فريدريش شفايتسر، البروفسور في كلية علم الدين الإنجيلي في جامعة توبنغن. ويقول شفايتسر إن دروس الدين هي جزء من مهمات التعليم العامة.
وفي ومقاطعة ويلز البريطانية قامت دوائر التفتيش المحلية الخاصة بالمدارس بالتعاون مع الكنيسة الإنجيلية وممثلين عن طوائف أخرى بتطوير مناهج مدرسية خاصة تشكل فيها الديانة المسيحية الموضوع الرئيسي. ومنذ عام 1994 أصبح باستطاعة كل من المسلمين والهندوس والسيخ واليهود والبوذيين بالإضافة إلى ديانات أخرى المشاركة في وضع هذه المناهج.