أمريكا تلمح إلى التحرك خارج إطار الأمم المتحدة بشأن سوريا
٣١ مايو ٢٠١٢قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث الأربعاء (30 أيار/ مايو 2012) عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع حلفاء رئيسيين من الاتحاد الأوروبي. وبحث أوباما مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي تطورات الوضع في سوريا، وأضاف "بحثوا التطورات الأخيرة في سوريا ورؤاهم المشتركة حيال أهمية إنهاء العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد شعبها وضرورة تحقيق تحول سياسي".
التحرك خارج إطار الأمم المتحدة
وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي قد أعربوا عن مخاوفهم إزاء مسار أعمال العنف التي تجتاح سورية عقب جلسة استماع حول الأزمة المتفاقمة وجهود السلام من جانب المبعوث الدولي كوفي عنان. فقد قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس إنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على سوريا لحملها على إنهاء حملتها التي مضى عليها 14 شهرا على المعارضة فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد لا تجد أمامها من خيار سوى التحرك خارج إطار الأمم المتحدة.
وكانت رايس تتحدث للصحفيين بعد أن أدلى جان ماري جوهينو نائب الوسيط الدولي كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي بتقييم متشائم عن آثار جهود عنان لوقف العنف في سوريا. وقالت رايس إن الصراع في سوريا قد ينتهي بأحد ثلاثة أشكال. "الشكل الأول سيكون إذا قررت حكومة الرئيس بشار الأسد الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة عنان للسلام ذات النقاط الست ومنها وقف الهجمات العسكرية على المدن السورية وسحب الأسلحة الثقيلة وإعادة القوات إلى ثكناتها والحوار مع المعارضة بشأن الانتقال السياسي".أما الخيار الثاني "فسيكون قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراء للضغط على دمشق لتلتزم التزاما كاملا بخطة عنان". ويرى المراقبون أنه ليس متوقعا أن تسفر الأحداث عن أي من هذين التصورين لأن دمشق لم تبد اهتماما بالوفاء بالتزاماتها فيما أوضحت روسيا أنه ليس واردا اتخاذ أي تحركات في مجلس الأمن لزيادة الضغط على حكومة الأسد من خلال العقوبات.
"أسوأ التصورات"
وأضافت رايس "في غياب أي من هذين التصورين فانه يبدو أن هناك بديلا واحدا آخر وهو حقا أسوأ التصورات". وقالت إنه مما يبعث على الأسف أن ذلك فيما يبدو هو "التصور الأرجح". وأوضحت السفيرة الأمريكية هذا التصور بالقول "إن العنف سيتصاعد والصراع ينتشر ويشتد. وتتورط فيه بلدان في المنطقة. ويتخذ أشكالا طائفية على نحو متزايد ويصبح لدينا أزمة كبيرة لا في سوريا وحدها وإنما في المنطقة كلها". وأضافت قولها أنه حينئذ تكون خطة عنان قد ماتت ويتحول العنف في سوريا إلى "حرب بالوكالة تأتي فيها الأسلحة من كل الأطراف". وقالت أنه لن يبقى بعد ذلك أمام "أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي إلا خيار دراسة ما إذا كان لديهم استعداد للتحرك خارج إطار مبادرة عنان وسلطة هذا المجلس." ولم تشرح ما هو التحرك الذي كانت تقصده.
من جانبه قال السفير الألماني بيتر فيتيج إن أعضاء المجلس عبروا عن استيائهم من المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من شخص بينهم كثير من الأطفال على الأرجح على أيدي قوات الحكومة السورية والميلشيا الموالية لها. وحث فيتيج المجلس على دراسة قرار يفرض عقوبات على "مفسدي" خطة عنان والنظر فيما إذا كان ينبغي توسيع مهمة المراقبين غير المسلحين في سوريا.
غير أن السفير الروسي فيتالي تشوركين، قال إن موسكو التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ترفض فكرة زيادة الضغط على دمشق من خلال فرض عقوبات للأمم المتحدة. وقال تشوركين "بصراحة موقفنا من العقوبات ما زال سلبيا." وأضاف أن موسكو تريد أن تكف البلدان عن تزويد المعارضين السوريين بالسلاح. وعبر أيضا عن القلق لتزايد وجود متطرفين في سوريا. وسئل تشوركين عن إمداد روسيا حكومة الأسد بالسلاح فقال "الأسلحة التي ربما قدمناها لسوريا بموجب تعاقدات مختلفة أبرمت منذ وقت طويل تتمشى تماما مع القانون الدولي ولا تساهم في العنف المسلح الحالي في سوريا".
وقال تشوركين إن طرد دبلوماسيين سوريين من عدة بلدان منها الولايات المتحدة قد يساء فهمه على أنه مقدمة لتدخل عسكري أجنبي في سوريا. وأضاف "أرجو أن يبذل جهد حتى لا يساء فهم هذه الخطوة على أنها شيء يؤذن بشكل ما من التدخل العسكري الأجنبي في المستقبل القريب والأمر ليس كذلك".
(ع.خ/د.ب.ا، ا.ف.ب.، رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي