ألمانيا ترحِّب بالتقارب مع سوريا وتشدِّد على حقوق الإنسان
١٧ فبراير ٢٠١٠وصفت الحكومة الألمانية قرار الإدارة الأميركية باعادة سفيرها إلى سوريا بعد سحبه قبل خمس سنوات بـ"الخطوة المهمة". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية شتيفان بريدول لـ "دويتشه فيله" إن حكومته ترحب بالقرار وبالتقارب الجديد الحاصل بين الولايات المتحدة وسوريا.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما رسميا عن ترشيحه روبرت فورد الذي يعمل حاليا نائبا للسفير الأميركي في العراق سفيرا جديدا لبلاده في دمشق. وسبق لفورد أن عمل سفيرا في الجزائر وقبل ذلك نائبا لرئيس البعثة في البحرين. ويُعتبر الدبلوماسي الرفيع المستوى خبيرا في شؤون المنطقة ويتحدث اللغة العربية بطلاقة. وأعلنت دمشق قبل أيام قليلة موافقتها على ترشيح واشنطن لفورد.
وكانت واشنطن استدعت عام 2005 في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش سفيرها في دمشق إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في عملية تفجير ضخمة في وسط بيروت حُمِّلت سوريا المسؤولية عن تنفيذها.
ونفى الرئيس السوري بشَّار الأسد الأمر مرارا وتكرارا، لكنه أصدر قرارا بسحب الجيش السوري من كامل الأراضي اللبنانية بعد بقائه فيها فترة 30 سنة تقريبا على خلفية الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان عام 1975.
برلين: سوريا بلد مهم لتحقيق تقدم في عملية السلام
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن ألمانيا تنظر إلى سوريا "على أنها بلد مهم في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق تقدُّم في عملية السلام فيها". وعن الانفتاح السياسي والدبلوماسي الغربي الحاصل حاليا تجاه سوريا على مستويات عالية أكد بريدول أن حكومة بلاده مشاركة في ذلك. وقال في هذا لسياق إن زيارات عدة بين الجانبين حصلت في الماضي كما في الأشهر الأخيرة على مستوى المسؤولين في وزارتي خارجية البلدين، لكنه لم يتطرق إلى إمكان قيام وزير الخارجية الألماني بزيارة إلى العاصمة السورية قريبا أو العكس.
وكانت ألمانيا من أوائل الدول الغربية التي فتحت باب الاتصالات السياسية مع دمشق في عهد وزير الخارجية الألمانية السابق فرانك فالتر شتاينماير بعد طرحه مبادرة جديدة تهدف إلى فكَّ التحالف القائم بين سوريا وإيران.
"برلين تطرح مسألة حقوق الإنسان باستمرار مع دمشق"
وعن موقف الدول الغربية من مسألة حقوق الإنسان في سوريا قال بريدول إن حكومته "تطرح هذا الموضع مع المسؤولين السوريين خلال الزيارات التي يقوم بها دبلوماسيوها كما من خلال السفارة الألمانية في دمشق التي تتابع الأمر يوميا". وأشار إلى "توقعات ومطالب من المجتمع الدولي في هذا الخصوص تُرفع إلى الحكومة السورية"، لافتا إلى التقارير الدورية التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان في هذا الصدد. وأضاف: "نعتقد أن المرء بحاجة إلى الأمرين: تمكين سورية من لعب دور في تحقيق عملية السلام في المنطقة، وطرح موضوع حقوق الإنسان فيها والتأكيد عليها، ونحن نقوم بذلك".
ولا يزال الغرب يفرض عقوبات محددة ضد سوريا، خصوصا الولايات المتحدة، لكن العزلة السياسية التي كانت مفروضة عليها تتراجع حاليا بسرعة. فقد زار دمشق هذا الأسبوع نائب رئيس الحكومة التشيكية، وسيزورها أيضا نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز بعد زيارات عدة قام بها المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل. ومن المقرر أن يأتي رئيس الحكومة الفرنسية ووزير خارجية النمسا الأسبوع المقبل إلى دمشق، والرئيس الإيطالي الشهر القادم.
وذكرت وزارة الاقتصاد الألمانية أن وكيل الوزارة برند بفافنباخ سيسافر الاثنين المقبل إلى العاصمة السورية بدعوة رسمية للمشاركة في تأسيس مجلس اقتصادي سوري ـ ألماني مشترك.
الكاتب: اسكندر الديك
مراجعة: عبده جميل المخلافي