أردوغان يوجه رسائل تصالح لمصر والخليج.. وينتقد واشنطن مجددا
٢ يونيو ٢٠٢١قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء (01 يونيو/حزيران) إن بلاده تأمل في زيادة تعاونها مع مصر ودول الخليج إلى أقصى حد "على أساس نهج يحقق الفائدة للجميع"، بينما تعمل أنقرة على إصلاح علاقاتها مع القاهرة وبعض دول الخليج العربية بعد توتر دام سنوات.
وتوترت علاقات تركيا بمصر والسعودية بسبب قضايا عدة، من مواقف متعارضة تجاه الإسلام السياسي والصراع الليبي وشرق البحر المتوسط إلى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد فريق اغتيال سعودي في قنصلية المملكة بإسطنبول في أكتوبر تشرين الأول 2018، كما توترت العلاقات بسبب الدعم التركي لقطر في الأزمة الخليجية.
وسعت تركيا جاهدة في الشهور القليلة الماضية إلى إصلاح العلاقات مع القوى الإقليمية. وأرسلت وفدا إلى القاهرة لإجراء محادثات، وأجرى وزير خارجيتها جاويش داود أوغلو مباحثات في الرياض مع نظيره السعودي.
وقال أردوغان لقناة (تي.آر.تي) الإخبارية "لدينا إمكانات كبيرة للتعاون مع مصر في نطاق واسع من المجالات من شرق البحر المتوسط إلى ليبيا". وأضاف أنه "يحب" الشعب المصري "وبالتالي فإننا مصممون على استئناف هذه العملية".
وفي إطار هذه المساعي، عقد وفد تركي محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة الأسبوع الماضي في أول اتصال مباشر بين القوتين الإقليميتين المتنافستين منذ سنوات، بعد خلاف نجم عن إطاحة الجيش المصري عام 2013 بالرئيس المنتخب محمد مرسي المتخب.
وفي إطار منفصل، خففت أنقرة حدة انتقادها لمقتل خاشقجي وسط مقاطعة سعودية غير رسمية للصادرات التركية. وقال جاويش أوغلو بعد محادثاته في مايو أيار مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن البلدين سيواصلان الحوار.
انتقادات لواشنطن
من ناحية أخرى وجه أردوغان، قبل أسبوعين من القمة المرتقبة بينه وبين نظيره الأمريكي جو بايدن، تحذيراً إلى الولايات المتحدة من أنّها تخاطر "بخسارة صديق قيّم" إذا ما سعت إلى "حشر" بلاده في الزاوية.
ورداً على سؤال عن العلاقات التركية-الأمريكية قال أردوغان إن "أولئك الذين يحشرون الجمهورية التركية في الزاوية سيفقدون صديقا قيّماً".
والعلاقات بين هاتين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي متوترة منذ 2016، وقد زادت تدهوراً منذ تولّي بايدن السلطة في كانون الثاني/يناير خلفاً لدونالد ترامب الذي بنى معه أردوغان روابط شخصية.
وبلغ التوتر بين البلدين أوجه في نيسان/أبريل بعد اعتراف واشنطن بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها 1.5 مليون أرمني في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وفي هذا الصدد تساءل أردوغان في مقابلته التلفزيونية "ما سبب توتّراتنا (مع الولايات المتحدة)؟ إنّه ما يسمّى بالإبادة الجماعية للأرمن". وأضاف مخاطباً إدارة بايدن "أليست لديكم مشكلة أخرى تعالجونها سوى تأدية دور محامي أرمينيا؟".
وقال أردوغان "إذا كانت الولايات المتحدة حليفتنا فعلاً، فهل ينبغي أن تقف إلى جانب الإرهابيين أم إلى جانبنا؟ للأسف، إنّها تواصل دعم الإرهابيين"، وذلك في إشارة إلى الميليشيات الكردية في سوريا والتي تعتبرها تركيا "جماعات إرهابية".
ع.ا/ع.ج.م ( أ ف ب، رويترز)