أحمدي نجاد: ايران تنضم الى النادي النووي العالمي
١٢ أبريل ٢٠٠٦عندما بدأت صحف ومجلات أمريكية وبريطانية رزينة مثل "فاينانشال تايمز" و"واشنطن بوست" و"نيويوركر" في الأسبوع الماضي نقل أخبار عن خطط أمريكية جاهزة لقصف أهداف في إيران ونشر البيت الأبيض في السادس من أبريل / نيسان الجاري ما يسمى بـ" الوثيقة الاستراتيجية للأمن القومي" التي أكدت على حق الولايات المتحدة في شن هجمات وقائية ضد دول تشكل لها تهديدا، بدأ المحللون السياسيون والمراقبون باستباق الأحداث والتذكير بوثيقة مشابهة أعلنت عنها الإدارة الأمريكية قبل أشهر من الحرب على العراق والتحدث عن سيناريوهات الحرب على إيران وما بعدها. وفي حين قوبلت الأنباء التي كشفت عنها الصحف المذكورة بالنفي من قبل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، باشرت القيادة الإيرانية بإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق بالقرب من مضيق هرمز الذي يعتبر أهم ممر للنفط العالمي وتجارب على صواريخ جديدة بعيدة المدى وطوربيدات بحرية.
تخصيب اليورانيوم
يبدو أن تلك المناورات لم تكن الا مقدمة للخبر الذي أعلنه مساء أمس الرئيس الايراني أحمدي نجاد والمتمثل في نجاح العلماء الإيرانيين في تخصيب اليورانيوم. وقالت ايران أن هذا التخصيب هو لانتاج الوقود النووي وليس لانتاج أسلحة نووية. ويأتي هذا الاعلان قبل 15 يوما من انتهاء المهلة التي حددتها الامم المتحدة لايران لتعليق كل نشاطات تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يتوسع لتشمل انتاج نواة قنبلة نووية. وفي كلمة نقلها التلفزيون مباشرة, قال نائب الرئيس الايراني رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغازاده "في التاسع من نيسان/ابريل نجحنا في تخصيب اليورانيوم على درجة 5,3%", وهي درجة النقاء المطلوبة للوقود المستخدم في المفاعلات المدنية. واكد المسؤول الايراني ان التقدم في تخصيب اليورانيوم "يمهد الطريق لاجراء عمليات تخصيب على المستوى الصناعي", كما كشف عن امتلاك ايران 110 اطنان من غاز هكسفلورايد اليورانيوم الذي يتم وضعه في اجهزة الطرد المركزي ليتم تخصيبه. واضاف ان ايران "عازمة" على استكمال العمل على مفاعل الماء الثقيل في اراك الذي يمكن ان ينتج خلال ثلاث سنوات البلوتونيوم الممكن استخدامه لانتاج سلاح نووي. وقوبل الاعلان الذي تم في مدينة مشهد في شمال البلاد امام عدد من كبار المسؤولين في النظام الايراني, بصيحات "الله اكبر".
اما الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد فقد دعا المسؤولين في المجال النووي الى تسريع برنامج بلاده للطاقة النووية من اجل تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي. وقال احمدي نجاد في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مباشرة "اطلب من كل المسؤولين في المجال النووي تسريع العمل لانتاج الوقود لمحطات الطاقة (المستقبلية) في البلاد". واوضح ان امتلاك التكنولوجيا النووية يشكل "ارادة وطنية" ونصح الدول الاخرى "بالاعتراف بحق ايران واحترام هذا الحق". وجدد التأكيد ان "برنامج ايران النووي سلمي محض" وان ايران لا تسعى الى امتلاك السلاح الذري.
قفزة تكنولوجية
جاء الرد الاميركي سريعا على لسان المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان, الذي تتهم حكومته الجمهورية الاسلامية بالسعي للحصول على اسلحة نووية. وقال ماكليلان ان ايران "تسير في الاتجاه الخاطئ", مضيفا ان اعلان ايران نجاحها في تخصيب اليورانيوم يضاعف قلق المجتمع الدولي حيال الانشطة النووية الايرانية ويزيد عزلتها. وفي 29 اذار/مارس دعا مجلس الامن الدولي ايران الى تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم كضمانة بان برنامجها النووي هو لاغراض سلمية وطلب من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقديم تقرير حول التزام ايران بذلك بعد 30 يوما. ومن المقرر ان يصل البرادعي الى طهران اليوم الاربعاء. الا ان ايران التي تصر على انها ترغب في استخدام التكنولوجيا النووية لتوليد الطاقة الكهربائية, رفضت المهلة النهائية رغم التهديد بفرض عقوبات عليها وربما شن حملة عسكرية ضدها. وقال دبلوماسي اجنبي انه اذا صح الاعلان الايراني, فانه يعني ان الجمهورية الاسلامية حققت "قفزة تكنولوجية" وتحرز تقدما اسرع مما كان يعتقد. واضاف "اذا صح ذلك, فانه يعني انهم يتحركون اسرع مما نعتقد, كما انه يمثل قفزة تكنولوجية الى الامام, لان اتقان البحث والتطوير هو اكثر اهمية من الانتقال من البحث والتطوير الى الانتاج على المستوى الصناعي". وتقول القوى الغربية انه يجب منع ايران من اتقان هذه العملية الحساسة التي يمكن استخدامها لاغراض مدنية, الا انه يمكن ان تزود البلاد ايضا بالمعرفة التقنية لصناعة قنبلة.
من جانبه نفى الرئيس الأمريكي أن تكون بلاده تخطط لشن حرب على إيران. ووصف بوش في خطاب ألقاه بجامعة جونز هوبكينز التقارير بأنها "تكهنات غير منطقية،" مشددا على أن الحكومة الأمريكية ما زالت تسعى لحل الأزمة مع إيران عبر الوسائل الدبلوماسية. وكان مقال نشرته مجلة "نيويوركر" أشار إلى أن واشنطن تكثف خططها للقيام بهجمات محتملة ضد إيران، وأن القوى العسكرية العادية بدأت فعلا تسللها لإيران. أما الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان فقد نفى هو أيضا أن تكون الإدارة الأمريكية لديها خطط جاهزة لمهاجمة الأراضي الإيرانية، نافيا هو أيضا الأخبار التي نشرتها المجلة الأمريكية.