ايران: "لدينا حساسية بالغة ازاء لغة التهديد والوعيد"
٣٠ مارس ٢٠٠٦في أول رد فعل على بيان مجلس الأمن الذي صدر أمس وأمهل ايران 30 يوما للانصياع للمطالب الدولية، قال سفير ايران لدى الامم المتحدة جواد ظريف ان طهران لا تريد اسلحة نووية لكنها لن تتخلى عن حقها في الطاقة النووية. واتهم السفير الولايات المتحدة بتدبير احالة ملف ايران الى مجلس الامن. وقال ظريف في مؤتمر صحفي بعد أن حرم من فرصة القاء كلمة امام المجلس "ايران دولة تنفر من الضغوط والتهديدات والتخويف." واضاف السفير الايراني أن بلاده ستدرس البيان وسترد عليه لكنه اضاف قائلا "ايران واضحة تماما، سنمارس حقوقنا. نريد تهدئة أية مخاوف بشان الطبيعة السلمية المطلقة لبرنامجنا." وقال ظريف أيضا ان ايران ما زالت ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي التي تعطي الحكومات الحق في انتاج الطاقة النووية لكنها تهدف الى منع استخدام المواد النووية المدنية للاغراض العسكرية. وكانت طهران قد هددت في احدى المراحل بالانسحاب من المعاهدة وطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اذا احيل ملفها الى مجلس الامن الذي يملك سلطة فرض عقوبات. واختتم ظريف تصريحاته بقوله: "ايران لم تشن حربا على أي بلد منذ 250 عاما، وهي عضو في جميع المنظمات الدولية، وايران لا تمتلك اسلحة نووية ولا تعتزم امتلاكها. هذه الاقوال لا يمكن ان تنطبق على اسرائيل."
مهلة دولية لايران
جاءت تصريحات السفير الايراني في سياق رد فعل بلاده على بيان تبناه مساء أمس أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15 بالاجماع وأمهل فيه ايران ثلاثين يوما لتعليق نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم. ودعا المجلس في بيانه ايران الى اتخاذ الاجراءات التي اوصى بها مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تعتبر اساسية لبناء الثقة من قبل الاسرة الدولية حول الطابع السلمي الحصري لبرنامجها النووي. واضاف الاعلان ان المجلس "يشير في هذا المجال الى الاهمية الخاصة التي يعلقها على اعادة تعليق جميع النشاطات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بشكل كامل ودائم بما في ذلك في اطار البحث والتنمية وان يتم التأكد من ذلك من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وفي معرض تعليقهم على هذا البيان شدد الغربيون على ان اعلان مجلس الامن يشكل "رسالة قوية" الى ايران بانه يتوجب عليها ان تنصاع لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان- مارك دو لا سابليير قال انه في حال لم تتقيد ايران بالاعلان فان "مجلس الامن سيتحمل مسؤولياته وان الكرة الان هي في ملعب ايران". اما نظيره الاميركي جون بولتون فقال "خلال ثلاثين يوما سيصبح مجلس الامن مؤهلا ومستعدا للتحرك". ولكن لا المندوب الفرنسي ولا المندوب الاميركي اراد ان يتطرق الى ما يمكن ان يقرره المجلس اذا جاء في التقرير الذي سترفعه الوكالة الدولية للطاقة الذرية نهاية نيسان/ابريل الى مجلس الامن الدولي ان ايران لم تنفذ مطالبها.
تنازلات اللحظة الأخيرة
من جهة أخرى يرى المراقبون أن البيان قدم تنازلات مهمة لروسيا والصين اللتين حرصتا على تفادي أية عبارات قد تستخدم للضغط من اجل فرض عقوبات على ايران اذا واصلت التحدي. وقال دبلوماسيون غربيون ان توصل الدول الخمس لاتفاق جاء بعد حذف فقرة تنص على أن "مجلس الامن مسؤول عن السلم والامن الدوليين" باصرار من موسكو. وخشيت روسيا والصين أن مثل هذه الفقرة قد تستخدم فيما بعد كأساس قانوني لفرض عقوبات على ايران او توجيه ضربة عسكرية اليها. وانتقد بولتون روسيا والصين لاصرارهما على حذف الفقرة قائلا انها اقتباس مباشر من ميثاق الامم المتحدة. وقال دبلوماسيون ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرجي لافروف وضعا اللمسات الاخيرة على الاتفاق في محادثات هاتفية في اللحظات الاخيرة. روسيا والصين أن مثل هذه الفقرة قد تستخدم فيما بعد كأساس قانوني لفرض عقوبات على ايران او توجيه ضربة عسكرية اليها. وانتقد بولتون روسيا والصين لاصرارهما على حذف الفقرة قائلا انها اقتباس مباشر من ميثاق الامم المتحدة. وقال دبلوماسيون ان وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرجي لافروف وضعا اللمسات الاخيرة على الاتفاق في محادثات هاتفية في اللحظات الاخيرة.
من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندلايزا رايس تعليقا على بيان مجلس الأمن "ان ايران أصبحت الآن معزولة أكثر من أي وقت مضى". وأضافت الوزيرة "ان محاولات طهران اضفاء طابع السرية على برنامجها النووي والتهرب من التزاماتها الدولية غير مقبولة على الاطلاق." واشارت رايس الى أن اعلان مجلس الأمن دليل واضح على أن المجتمع الدولي متفق تماما على المخاوف التي يثيرها البرنامج النووي الايراني. أما الصين فقد قالت على لسان تشين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية انه "مازال هناك مجال لحسم القضية النووية الايرانية من خلال المفاوضات الدبلوماسية وعلى المجتمع الدولي الا يتخلى عن هذه الجهود."
من جهة أخرى يرى المراقبون أن البيان قدم تنازلات مهمة لروسيا والصين اللتين حرصتا على تفادي أية عبارات قد تستخدم للضغط من اجل فرض عقوبات على ايران اذا واصلت التحدي. وقال دبلوماسيون غربيون ان توصل الدول الخمس لاتفاق جاء بعد حذف فقرة تنص على أن "مجلس الامن مسؤول عن السلم والامن الدوليين" باصرار من موسكو. وخشيت
لقاء برلين اليوم
يجتمع في برلين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا ونائب وزير الخارجية الصيني داي بينغو والممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا اليوم الخميس على غداء عمل بدعوة من وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير. ويبرز هذا الاجتماع الدور الفاعل للدبلوماسية الألمانية لحل هذه الأزمة. وقبيل الاجتماع أكد السفير فريدريك جرونينج، رئيس إدارة الحد من التسلح ونزع الأسلحة بوزارة الخارجية الألمانية، على أن مؤتمر برلين لن يناقش فرض أي عقوبات أو أي "خيار عسكري" ضد إيران. وقال جرونينج: "على عكس ما قيل فانه لا يوجد خيار عسكري مطروح على المائدة. ولا تجري مناقشات بشأن العقوبات". مضيفاً بأن "الأمر مازال في مرحلة الدبلوماسية". ومن جانبها شددت الصين، التي تعارض فرض عقوبات على إيران، على أهمية اجتماع الدول الست "كعنصر مهم في جهود المجتمع الدولي لحل المسالة النووية الإيرانية بشكل ملائم عبر المفاوضات"، وفقا للمتحدث باسم الخارجية الصينية، الذي أضاف بأن بلاده ستكون منفتحة على كل اقتراح يمكن أن يسمح بالتوصل إلى حل ملائم لهذا الملف عبر المفاوضات، حسب تعبيره. وجدد المسئول الصيني موقف بلاده المعارض لتهديد طهران بفرض عقوبات عليها والمؤيد لبقاء المسالة ضمن إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.