Islamkonferenz Vorbericht
٢٤ يونيو ٢٠٠٩تبدأ يوم غد الخميس (24 يونيو/ حزيران 2009) أعمال " مؤتمر الإسلام" في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شوبيله، وهي آخر جلسة في عهد الحكومة الحالية التي ستنتهي ولايتها (فترتها النيابية) في الخريف المقبل. وحول النتائج التي جاء بها هذا المؤتمر منذ انطلاقه عام 2006 قال شويبله في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين، إنه لم تُحل كافة المشكلات ولكنه تم تحقيق الكثير خلال الثلاثة أعوام والنصف الماضية مؤكدا أن دور السياسة لا ينبغي أن يقتصر على وضع القوانين فحسب، بل على تغيير الوعي أيضا. كما دعا شويبله إلى مواصلة هذا الحوار مع ممثلي المسلمين في ألمانيا حتى بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة والمقرر إجراؤها خريف هذا العام.
ومن بين القضايا التي الرئيسية التي سيتطرق إليها المؤتمر في جلسته الحالية مسألة تدريس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية على حد قول الوزير الذي قال: "إذا توافرت هذه الرغبة لدى المسلمين فسيكون لهم نفس الحق في المطالبة بذلك مثل الكاثوليك والبروتستانت" موضحا في ذات الوقت أن السلطات المختصة في الولايات الألمانية تعمل على هذا الأمر الذي يتطلب شريكا من الجانب الإسلامي حيث أن الدولة الألمانية لا يمكنها القيام بهذا الأمر نظرا لالتزامها بمبدأ الحياد العقائدي على حد قول الوزير.
الجدير بالذكر أنه إلى جانب وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله من المقرر أن يشارك في المؤتمر خمسة عشر ممثلا عن الحكومة الاتحادية والولايات والبلديات الألمانية. أما من جانب الجالية المسلمة فسيشارك في المؤتمر خمس منظمات وروابط إسلامية كبيرة تمثل قرابة 300 ألف مسلم في ألمانيا بالإضافة إلى عشر شخصيات لا تنتمي إلى إي منظمة أو رابطة إسلامية الألماني.
شويبله "التنوع لا يشكل تهديدا بل إثراء"
وفي السياق نفسه أكد الوزير الألماني أيضا أن الحوار والتغييرات في وعي الرأي العام تعد من النتائج المباشرة للمؤتمر موضحا "أن المسلمين يشعرون اليوم في ألمانيا بأن وضعهم ومكانتهم أصبحت أفضل" واصفا "مؤتمر الإسلام" بأنه خطوة مهمة لا ينبغي التقليل من قدرها. كما أضاف: "إن الجزء غير المسلم من المجتمع الألماني يفهم الآن بشكل أفضل أن الإسلام أضحى جزءا من البلاد وأن التنوع لا يشكل تهديدا بل إثراء". ودعا شويبله في الوقت نفسه إلى إشراك بعض الأطراف التي تصف نفسها بغير المتدينة في الحوار معتبرا أنه من الخطأ أن تقوم بعض المنظمات المهمة بالقيام بدور الممثل لجميع المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا.
وحول مستقبل هذا المؤتمر في ضوء تغيير محتمل للحكومة أيد سياسيون من الحزبين الألمانيين الكبيرين اللذين يشكلان الإتلاف الكبير الحاكم، الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، مواصلة عقد هذا المؤتمر حتى بعد انتهاء الفترة النيابية للحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة الخريف المقبل. وقال الخبير في الشؤون الداخلية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ديتر فيفيلشبويت أن المؤتمر مازال ضروريا حتى في السنوات القادمة". من ناحيته دعا المتحدث باسم كثلة الاتحاد المسيحي في البرلمان الألماني فيما يتعلق بشؤون الاندماج، هارتموت كوشيك، إلى مواصلة عقد هذا المؤتمر في السنوات القادمة وقال: رغم أن الطريق مازال طويلا أمامنا، إلا أن أحد النجاحات التي حققها "مؤتمر الإسلام" هو أنه افتتح الحوار بن الدولة الألمانية والإسلام".
أما الباحث في العلوم الإسلامية، ماتياس رواه، فيرى أن الحوار بين الدولة الألمانية وممثلي المسلمين في ألمانيا، مازال يوجد في مراحله الأولى مضيفا أن الروابط والمنظمات الإسلامية مازال يهيمن عليها الإسلام التقليدي الذي يمثل صورة محافظة للمرأة والأسرة.
عملية اندماج المسلمين تتم بشكل أفضل مما يعتقد
وفي سياق متصل، كانت دراسة نشرت نتائجها أمس الثلاثاء في برلين أظهرت أن العدد الفعلي للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا حاليا أكبر مما هو معروف. وقدرت الدراسة عدد المسلمين في ألمانيا حاليا بين 3.8 و 4.3 مليون شخص وهو ما يعادل نسبة حوالي 5 في المائة من إجمالي عدد السكان. وكانت الأرقام المعروفة حتى الآن تقدر عدد المسلمين في ألمانيا بـ 3 إلى 3.5 مليون شخص وذلك بسبب عدم وجود إحصائيات كافية. ووفقا للدراسة فإن عملية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني تتم بشكل أفضل مما يعتقد ولكن الدراسة أشارت في الوقت نفسه إلى وجود بعض نقاط الخلل الواضحة لدى المهاجرين الأتراك الذين رصدت تراجع أداءهم في التعليم. وأجرت الهيئة الاتحادية للمهاجرين واللاجئين الدراسة التي حملت عنوان "الحياة الإسلامية في ألمانيا" وذلك بتكليف من مؤتمر الإسلام في ألمانيا.
ونصح القائمون على الدراسة بتعزيز الدعم للمهاجرين في مرحلة ما قبل المدرسة ومرحلة المدرسة وأيضا خارج المدرسة. وأكدت الدراسة أن اندماج المسلمين الذين ولدوا في ألمانيا من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين أفضل من الجيل الأول الذي جاء إلى ألمانيا للعمل والمنحدر غالبا من طبقات ليست ذات مستوى تعليمي مرتفع. وأرجعت الدراسة سبب تراجع الأداء الدراسي للأتراك في ألمانيا إلى الوضع السيئ للمرأة التركية في الجيل الأول من المهاجرين. ويشكل الأتراك غالبية المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا إذ يبلغ عددهم نحو 5ر2 مليون شخص مما يعني أن اثنين من كل ثلاثة مسلمين في ألمانيا له أصول تركية.
(ط.أ/ د ب أ/ أو تي أس/ كا ان اه)
تحرير: هيثم عبد العظيم