IV mit dem ägypt. Botschaft in Berlin
٢٩ أغسطس ٢٠٠٨مع حلول الشهر الجاري يغادر سفير مصر وعميد السلك الدبلوماسي العربي في ألمانيا برلين عائدا إلى بلاده بعد سبع سنوات من العمل المكثف لتعزيز العلاقات العربية الألمانية بشكل عام، والمصرية الألمانية بشكل خاص. الرئيس الألماني هورست كولر استقبله بهذه المناسبة وقلده وسام الدولة الفيدرالي تقديرا لجهوده، وهذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها سفير مصري على هذا الوسام الرفيع. وقبيل مغادرته ألمانيا خص السفير العرابي موقعنا بحديث تناول فيه عدة قضايا أبرزها العلاقات المصرية الألمانية والجهود التي تبذلها السفارة لتعزيزها.
العلاقات المصرية الألمانية تتعزز في مختلف المجالات
فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الألمانية ذكر العرابي بأنها تشهد مزيدا من التحسن والازدهار. ومن الأمثلة على ذلك استمرار تبادل الزيارات الدورية بين المسؤلين الألمان والمصريين، وكان آخرها زيارة الرئيس مبارك لبرلين في أبريل/ نيسان الماضي ولقاءه مع المستشارة ميركل ووزير الخارجية الألماني شتاينماير. وقد تم خلال الزيارة الإعلان عن تشكيل لجنة مشتركة لدفع العلاقات بين الطرفين بخطوات أسرع إلى الأمام.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية قال السفير بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى حوالي 1.2 مليار يورو خلال العام الماضي. وهناك الكثير من البرامج واللجان ومراكز التعاون التي تدعمها السفارة المصرية في برلين بقوة مثل مركز الطاقة المتجددة واللجنة الحكومية للطاقة وترشيد استهلاكها. أما في المجال السياحي فيستمر تدفق السياح الألمان إلى مصر بكثافة، إذ وصل عددهم خلال العام الماضي إلى أكثر من 1.2 مليون سائح.
ويتم في ألمانيا حاليا بناء متحف جديد عن الحضارة المصرية في ميونيخ. وفي المجال التعليمي ذكر العرابي أن الهيئات الألمانية المختصة تقدم الكثير من المنح للطلاب المصريين الراغبين بالدراسة في ألمانيا والذي يصل عددهم إلى 700 سنويا.
صورة الإسلام السلبية في ألمانيا لا تساعد على إقامة مساجد فيها
وحول الجدل المثار في ألمانيا بخصوص بناء مساجد في مدن ألمانيا مثل كولونيا، ذكر السفير بأن من أسباب ذلك الدور الثانوي الذي يلعبه الدين في ألمانيا مقارنة بما هو عليه الحال في الدول الإسلامية. كما أن الصورة السلبية المنقولة عن الإسلام في ألمانيا من قبل وسائل الإعلام وغيرها تعيق تفهّم الألمان لإقامة مساجد في بلدهم بشكل عام. يضاف لذلك أنهم يخشون على راحتهم من نداء المؤذن خمس مرات في اليوم.
وهناك مخاوف كذلك من تحول المساجد إلى مراكز لإيواء إرهابيين وتأهيلهم. ويزيد من هذه المخاوف قيام بعض خطبائها بالتحريض على العنف تحت غطاء الدعوة إلى الجهاد. لكن العلاقة بين المسلمين والجهات الألمانية تشهد من جهة أخرى أوجه تعاون كثيرة في إطار جهود تبذل لتصحيح صورة الإسلام. وفي هذا الإطار ستصدر مدينة كولونيا على سبيل المثال كتيبا يتحدث عن شعائر الإسلام والمسيحية واليهودية بشكل مبسط بغية تعريف الألمان العاديين بها.
الجالية المصرية في مقدمة الجاليات المندمجة في المجتمع الألماني
وحول تقييمه لاندماج الجالية المصرية في المجتمع الألماني قال العرابي بأن هذه الجالية التي يبلغ تعدادها 45 ألف فرد تعد في مقدمة الجاليات الأجنبية المندمجة فيه. ويرجع ذلك إلى قدرة المواطن المصري على تعلم اللغة والتأقلم مع مجتمعه الجديد دون فقدان هويته.
وفي هذا السياق نصح الذين يريدون الهجرة إلى ألمانيا وغيرها بتحضير أنفسهم من خلال تعلم اللغة والاستعلام عن البلد المضيف بشكل جيد. وعن تجربته في ألمانيا ذكر العرابي أن وجد في الألمان شعب مجد ومحب للعمل وراغب بالمعرفة والتعرف على الآخر. كما أنه بنا معهم صداقات ستستمر بعد عودته إلى بلاده.
وعن أبرز النشاطات التي واكبها خلال عمله على رأس السفارة المصرية في ألمانيا ذكر على سبيل المثال جهودها التي أثمرت في إدراج اللغة العربية في عدة مدارس ألمانية. من ناحية أخرى تفتح السفارة أبوابها للطلاب والمهتمين الألمان من خلال جولات يطلعون خلالها على مختلف أوجه العمل الدبلوماسي وسيره اليومي.