هل يتحايل برشلونة على قرار الفيفا من أجل غوندوغان؟
١٥ يونيو ٢٠١٥تحدث الإعلام الرياضي الإسباني عن أن إلكاي غوندوغان (24 عاما) نجم خط وسط بوروسيا دورتموند ومنتخب ألمانيا سوف يترك دورتموند وأن برشلونة يريد الحصول على اللاعب. وبالنسبة لغوندوغان نفسه فهو يكرر دائما أن برشلونة هو "نادي الأحلام" بالنسبة له. ويستنتج من ذلك أنه يريد الانتقال إلى بطل دوري أبطال أوروبا 2015.
ويبدو أن دورتموند لا يمانع في رحيل غوندوغان عن الفريق، لكن الجميع يعرفون أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يمنع برشلونة منذ أبريل/ نيسان 2014 من التعاقد مع لاعبين جدد حتى بداية العام المقبل، 2016، بسبب قيام برشلونة في الفترة بين 2009 و 2013 بالتعاقد مع عشرة لاعبين تحت السن القانونية، فهل ستحول تلك المسألة بين إلكاي غوندوغان وفريق أحلامه برشلونة؟ لا، يقول المتخصصون، فالفريق الكاتالوني يعرف كيف يتحايل قانونيا على قرار منعه من التعاقد مع لاعبين جدد، حسب ما ذكر موقع "فوكوس أونلاين". وقد أوضح المحامي الألماني باول لامبيرتس، المتخصص في القوانين الرياضية، خلال حديث مع الإذاعة الألمانية "دويتشلاند فونك" أن "قرار الفيفا يمنع نادي برشلونة من تسجيل لاعبين جدد، لكنه لا يمنعه من التعاقد معهم."
مشكلة أخرى لغوندوغان!
وبدون التسجيل لا يمكن أن يشترك لاعب في المباريات الرسمية؛ لكن بإمكانه الاشتراك في مباريات ودية، مثل تلك التي تقام خلال معسكرات تدريب الأندية. ويجري الحديث عن أن 20 مليون يورو تقريبا هي المبلغ الذي سيكون دورتموند مستعدا للتنازل عن غوندوغان لأجله علما بأن اللاعب مرتبط مع النادي بعقد حتى 2016 وأنه لن يجدده. وسيبقى اللاعب لمدة ستة شهور دون خوض مباريات رسمية، وربما تكون هذه المسألة فرصة لغوندوغان ليندمج مع برشلونة قبل أن يبدأ اللعب معهم رسميا بداية العام القادم، في حالة التعاقد معه فعلا. وهناك شائعات بأن هذا التعاقد سيعلن عنه اليوم الثلاثاء.
وبصرف النظر عن مشكلة برشلونة مع الفيفا، هناك مشكلة أخرى تواجه غوندوغان في حالة عدم مشاركته في المباريات الرسمية. فبسبب مضاعفات ومشاكل في العمود الفقري حُرِمَ النجم الشاب من المشاركة مع منتخب ألمانيا في مونديال البرازيل 2014. لكنه مصمم هذه المرة على أن يكون ضمن تشكيلة المانشافت في نهائيات كأس أمم أوروبا 2016 التي تحتضنها فرنسا، في حالة تأهل المنتخب الألماني لتلك النهائيات. وبإمكان غوندوغان حجز مكانه مع المانشافت في حالة واحدة هي مشاركته مع ناديه وثبات مستواه. فهل تدفع هذه الرغبة غوندوغان لرفض برشلونة؟ أغلب الظن لا، يقول موقع "فوكوس". فمن هذا الذي يرفض برشلونة؟ ومن هذا، الذي يرفض اللعب بجوار ميسي وسواريز ونيمار وأنيستا مهما كانت العواقب؟ مع الوضع في الاعتبار أن هناك أندية أخرى كبرى في أوروبا تسعى للتعاقد معه من بينها مانشيستر يونايتد، ومانشيستر سيتي وأرسنال لندن الإنكليزية، وأن صفقة لانتقال غوندوغان إلى بايرن ميونيخ فشلت بسبب عدم التوصل على اتفاق حول راتبه بحسب ما ذكرت صحيفة "بيلد"، التي أفادت أن غوندوغان سافر الاثنين الماضي إلى برشلونة، لكن اللاعب قال لبيلد "ليس لدي ما أعلن عنه." بينما نقل موقع "تي أونلاين" الألماني عن صحيفة "إلموندو ديبورتيفو" الإسبانية أن غوندوغان أجرى بالفعل كشفا طبيا في برشلونة، وأنه نجح في هذا الكشف.
ماذا سيفعل غوندوغان في برشلونة؟
بعد رحيل الأسطورة تشابي هيرناديز إلى السد القطري وتقدم سن أندريس أنيستا، الذي رغم تألقه لم يعد قادرا على لعب مباراة حتى النهاية، أصبح برشلونة في حاجة إلى من يقف بجوار إيفان راكيتيتش في منتصف الملعب، ليساعد ميسي ورفاقه. وغوندوغان هو الأنسب لهذه المهمة لما يملكه من إمكانيات كبيرة. غونتر نيتسر نجم ألمانيا السابق والمحلل الرياضي توقع قبل عامين تقريبا أن بإمكان غوندوغان أن يحل قريبا محل باستيان شفاينشتايغر في خط وسط المانشافت. وقال نيتسر معلقا على مباراة ودية خاضها منتخب ألمانيا أمام فرنسا إن غوندوغان أظهر إدراكه بأنه مسؤول عن إيقاع المباراة، وأنه "يعرف متى يأخذ الطريق المباشر إلى مرمى الخصم في أسرع وقت، ومتى يسعى لتهدئة اللعب". وأضاف نيتسر أن قدرات غوندوغان وأداءه الثابت تهدد مكانة المخضرم شفانشتايغر كأساسي في خط وسط المانشافت. وقد عادت للأذهان مجددا أقوال نيتسر خلال متابعة مباراة ألمانيا السبت الماضي (13 يونيو/ حزيران) أمام منتخب جبل طارق في التصفيات المؤهلة لأمم أوروبا. وقد ظهر جليا أن شفاينشتايغر لم يعد كما كان، وأضاع ركلة جزاء في المباراة التي فازت فيها ألمانيا 7- صفر. بل إن شفاينشتايغر نفسه اعترف بضعف الأداء بعد المباراة، بينما استطاع غوندوغان أن يؤدي جيدا وسجل الهدف الثالث لألمانيا من تسديدة من على بعد أحد عشر مترا.
صلاح شرارة