اختبار لقاء جبل طارق السهل أظهر عيوب المانشافت
١٤ يونيو ٢٠١٥لا يشكل اكتساح منتخب ألمانيا لكرة القدم "المانشافت" لمنتخب جبل طارق بسباعية نظيفة مساء السبت (13 حزيران/ يونيو) مقياسا حقيقيا لأداء بطل العالم. فالماكينات الألمانية تعطلت عن العمل طويلا وانتظرت حتى الشوط الثاني لتتحرك بالشكل الصحيح، بعد توجيهات المدرب يوآخيم لوف خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، في المباراة التي أقيمت ضمن تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لنهائيات أمم أوروبا لكرة القدم 2016. وسبق للمانشافت أن اكتسح فريق السامبا على أرضه في نصف نهائي مونديال عام 2014، بسبعة أهداف لهدف، خمسة منها نظيفة خلال الشوط الأول، بينما جاءت ستة أهداف من سباعية جبل طارق في الشوط الثاني.
في الشوط الأول من مباراة جبل طارق صعّب المنتخب الألماني الأمور على نفسه وأضاع فرصا كثيرة لتسجيل الأهداف، حسبما قال المدرب يوآخيم لوف نفسه خلال لقاء مع قناة RTL الألمانية. كما أضاع قائد الفريق باستيان شفاينشتايغر ضربة جزاء في الدقيقة العاشرة من المباراة بعد تسديدة ضعيفة، لا تليق بمستواه. وحتى هو نفسه انتقد أداء فريقه وتضييعه لضربة الجزاء، وقال: "لم نكن مصممين في الشوط الأول. تسديدة ركلة الجزاء كانت ضعيفة. لا يجب أن يحدث هذا. لكن الأهم أننا حققنا خلال الشوط الثاني، نتيجة يمكن للمرء أن يقبلها".
ورغم الفوز بنتيجة كبيرة على جبل طارق؛ انتقدت الصحف الرياضية الألمانية أداء بعض لاعبي منتخب بلادها خلال الشوط الأول من مباراة الأمس. بيد أن هناك أسماء كانت السبب في تحقيق الفوز باللقاء، ومن بينها الحارس رومان فايدنفيلر بأدائه الجيد وتصديه لكرات صعبة كادت أن تغير النتيجة في مجريات الشوط الأول لصالح منتخب جبل طارق. فايدنفيلر كان ربما يتوقع أن تكون المباراة نزهة، لكنها جاءت اختبارا لم يخلو من الصعوبة أبدا لحارس نادي دورتموند المخضرم، في مباراة قد تكون الأخيرة لفايدنفيلر في مسيرته مع المنتخب الألماني، بعد أن صرح يوآخيم بوضوح في جزيرة فارو حيث أقيمت مباراة جبل طارق أن "المستقبل يخص حراس المرمى الشباب". وقد ذكر لوف بالاسم حارس برشلونه ومنتخب ألمانيا تحت 21 عاما مارك-أندريه تير شتيغن، وكذلك بيرند لينو، وتيموه هورن، وكيفين تراب.
أما أندريه شورله، فهو نجم المباراة الأول، فرغم بدايته البطيئة، إلا أنه حرك المياه الراكدة في الفريق من خلال جهد فردي وسجل الهدف الأول في الدقيقة 28 من المباراة، مكملا أداءه الرائع من خلال هدفين آخرين في الشوط الثاني. كما أجاد كريم بلعربي في تلك المباراة أيضا، وسجل الهدف الرابع للمنتخب الألماني، كما أنه كان السبب في حصول المنتخب الألماني على ضربة الجزاء التي أهدرها شفاينشتايغر خلال الشوط الأول. وفي الشوط الثاني غير المدرب يوآخيم لوف من مركز لاعب ليفركوزن ليلعب على جهة اليمين بدلا من اليسار، وأظهر قدرة دينامكية وسرعة ومراوغة أتعبت مدافعي منتخب جبل طارق كثيرا.
ومن بين قائمة اللاعبين الأفضل في اللقاء، كان مسعود أوزيل. فمسعود بدأ اللقاء برغبة للاستمتاع باللعب، لكن جاء أداؤه في الشوط الثاني مختلفا تماما. فتمريراته كانت هي السبب في تسجيل الهدف الثاني عن طريق إلكاي غوندوغان والهدف الرابع بتوقيع شورله، والسادس الذي كان من حظ ماكس كروزه، الذي سجل هدفين في جبل طارق.
أما بالنسبة لمن ظهر بمستوى متواضع خلال اللقاء فهو الكابتن شفاينشتايغر، وزميله لوكاس بودلوسكي، الذي واصل أداءه الضعيف وتراجعه عن مستواه المعهود.
لكن من الإنصاف القول إن أغلب اللاعبين تركوا خلفهم موسما مرهقا سواء في الدوري الألماني أو الدوريات الأوروبية الأخرى. ولا يمكن مقارنة بطل العالم الذي هزم منتخب البرازيل على أرضه قبل عام ووصل إلى النهائي وفاز على المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي، مع المنتخب الحالي. منتخب اليوم يحتل الآن المركز الثاني بثلاث عشرة نقطة في ترتيب المجموعة الرابعة بتصفيات بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2016 خلف بولندا المتصدرة بأربع عشرة نقطة.
والمدرب لوف لازال يقوم بالتجربة والدراسة، وهناك أسماء ربما لن تشارك في التشكيلة النهائية للمنتخب. فالماكينة الألمانية بحاجة لقطع غيار جديدة تحركها بعزم أقوي وأداء ثابت.