هل كان مقتل السفير الأميركي في الحادي عشر من سبتمبر مجرد صدفة؟
١٣ سبتمبر ٢٠١٢تزامن مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا مع تاريخ الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، فهل كان ذلك مجرد صدفة عابرة، أم أنه فعل مخطط له؟ هذه التساؤلات باتت تدور في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، خاصة وأن مسؤولين أميركيين اعتبروا أن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي بشرق ليبيا، مساء الثلاثاء، وقتل خلاله السفيرالأميركي وثلاثة أميركيين أخرين، ناتج عن عمل مخطط وليس فعلا عفويا.
وصرح مسؤول أميركي، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس مساء الاربعاء، أن الهجوم الذي نسب في البدء الى مسلحين غاضبين من فيلم مسيء للإسلام يبدو أنه منسق وليس عمل حشد غاضب. وقال المسؤول "هذه هي الفرضية التي نعمل عليها في الوقت الحالي". وأضاف إن المتطرفين استغلوا المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على الفيلم كذريعة للانقضاض على القنصلية الأميركية بأسلحة خفيفة ولكن أيضا بقاذفات صواريخ.
هل تقف القاعدة خلف الهجوم؟
من ناحيته، أعلن مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي أن الهجوم يحمل بصمات تنظيم القاعدة. وقال لشبكة "سي إن إن" التلفزيونية "هناك تفاصيل لا تزال غير واضحة، ولكنه تحمل بوضوح بصمات القاعدة". وأضاف "منذ أشهر نرى القاعدة تبحث عن أهداف غربية في أي مكان في شمال إفريقيا. رصدنا بعض النشاطات التي أتاحت لنا التفكير اليوم بأن الأمر يتعلق بمجموعة تابعة للقاعدة". وتحدث مسؤولون أميركيون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم عن "هجوم معقد" رافضين الإفصاح عن هوية منفذيه.
الحكومة الليبية لم تستبعد، بدورها، فرضية كون القاعدة هي المسؤولة عن الهجوم على القنصلية، إلا أنها حملت أنصارا للنظام السابق إلى جانب القاعدة المسؤولية. خاصة وأن السفير الأميركي الراحل كان من أشد المؤيدين لثورة الشعب الليبي ضد نظام معمر القذافي.وروى مسؤولون ليبيون لوكالة رويترز كيف أن وحدة من القوات الأمريكية، أرسلت جوا عبر الصحراء الليبية لإنقاذ الدبلوماسيين الأمريكيين المحاصرين، وقعت في كمين محكم، خلال الليل، أدى إلى سقوط قتيلين أمريكيين آخرين. لكن اثنين من المسؤولين الليبيين أحدهما قائد وحدة من قوات الأمن رافقت قوة الإنقاذ الأمريكية قالا إن الشواهد تدل على أن هجوما لاحقا على ملاذ آمن اختبأ فيه الدبلوماسيون نفذه محترفون وأن دقة إصابة القذائف لا يمكن أن ينفذها ثوار عاديون.
بالتأكيد لايمكن الجزم بمسؤولية هذا الطرف أو ذاك عما حدث، وتبقى تلك الاحتمالات مفتوحة حتى انتهاء التحقيقات التي أعلنت السلطات الليبية عن البدء بها، للكشف عن ظروف ذاك الهجوم وخلفياته.
ف. ي/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)