ميركل تؤكد استمرار عمل التحالف الحكومي رغم اعترافها بوجود خلافات جوهرية
٢١ نوفمبر ٢٠٠٧أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن الائتلاف الحكومي الذي تقوده سيستمر في أداء مهامه وسيحافظ على تماسكه حتى موعد الانتخابات المقبلة عام 2009. وقالت ميركل في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الصفراء واسعة الانتشار نشرته في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "أضمن أن نأخذ تفويض الناخبين لنا على محمل الجد، ونواصل انتهاج سياسة تستهدف تحقيق مصلحة المواطنين".
وردا على تكهنات بعض المراقبين بإمكانية تفكك الائتلاف الحاكم ، المكون من التحالف المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي قبل موعد الانتخابات المقبلة بسبب الخلافات بشأن عدد من الموضوعات بين الجانبين ، أكدت ميركل أن "مسألة إجراء انتخابات مبكرة غير مطروحة".
وعلى الرغم من ذلك، أقرت المستشارة التي تتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي، بوجود "خلاف جوهري بين طرفي التحالف حول سياسة سوق العمل التي يتعين انتهاجها لاسيما فيما يتعلق بتحديد حد أدنى للأجور.
وبمناسبة مرور عامين على تشكيل الائتلاف الذي تتزعمه، وصفت ميركل التعاون بين أعضاء الحكومة بالجيد، وقالت في هذا السياق: "تعرفنا على بعضنا بشكل أفضل داخل الائتلاف، وهو الأمر الذي زاد من احترامي لقدرات الطرف الآخر".
ميركل تدافع عن سياستها تجاه الصين
وعلى صعيد مواقفها في مجال السياسة الخارجية، رفضت المستشارة الألمانية بشدة الانتقادات التي وجهت إليها بسبب استقبالها للدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبت في برلين خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وهو الأمر الذي أثار حفيظة بكين وأدى إلى إلغاء عدة لقاءات مع مسؤولين ألمان. وقالت ميركل في هذا الصدد : "أقرر بنفسي كمستشارة من سأستقبل وأين". ودعت في الوقت نفسه جميع الأطراف المشاركة في الائتلاف الحاكم إلى توحيد كلمتهم حيال هذه المسألة ، وقالت: "أتمنى أن يساند الجميع في الحكومة موقفي، عدا ذلك فإن احترام الصين لنا لن يكون أكبر".
حزب الخضر: "شرودر لم يهتم بإثارة موضوع حقوق الإنسان"
وكان وزير الخارجية الألماني شتاينماير والمستشار السابق غيرهارد شرودر (كلاهما من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) وجها انتقادات لسياسة ميركل الخارجية، لاسيما تجاه بكين وموسكو. وجاء في الانتقادات أن هذه السياسة تسيء إلى علاقات ألمانيا الجيدة مع البلدين.
وإضافة إلى ميركل، رفض وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله الذي ينتمي إلى حزب المستشارة (الحزب المسيحي الديمقراطي) هذه الانتقادات معتبرا أنه من غير المعقول عدم استقبال الدالاي لاما من قبل شتاينماير في الوقت الذي استقبله جميع وزراء الخارجية الألمان سابقاً.
وقال شويبله في مقابلة مع جريدة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" إن حزبه حريص أيضاً على علاقات جيدة مع الصين دون أن يعني ذلك السكوت عن سياساتها في مجال حقوق الإنسان. وفيما يتعلق بروسيا فإن العلاقات معها لا ينبغي أن تتم على حساب العلاقات مع بولندا وبلدان البلطيق والكلام للوزير.
وبشكل مفاجئ، أيد ميركل في مواقفها أيضاً حزب الخضر الذي كان شريك الائتلاف الحكومي السابق بزعامة شرودر. وقالت رئيسة الحزب كلاوديا روث في مقابلة مع جريدة "فرانكفورتر روندشاو" إن ميركل تختلف عن شرودر الذي اتبع سياسة ودية تجاه كل من بكين وموسكو من منطلق اقتصادي "دون الاهتمام بإثارة موضوع حقوق الإنسان وهو الأمر الذي ألحق اضراراً بسياسة ألمانيا الخارجية"
دويتشه فيله وكالات (ا.م)