ميركل تلتقي بوتين وسط تباين المواقف حول الملف النووي الإيراني
١٤ أكتوبر ٢٠٠٧تلتقي المستشارة الألمانيةأنجيلا ميركل اليوم الاثنين الرئيس الروسي بوتين في إطار القمة الألمانية الروسية، التي بدأت أمس الأحد في مدينة فيسبادن وتستمر لمدة يومين. ومن المتوقع أن يتصدر الخلاف حول الملف النووي الإيراني جدول أعمال اللقاء، في وقت هددت فيه ميركل طهران بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية في حالة عدم تجاوب الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفشل المساعي الرامية لحث إيران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. كما أن هناك قضايا خلافية وشائكة أخرى تتصدر أعمال تلك القمة التي تعقد في إطار حوار سان بيترسبورغ السنوي بين روسيا وألمانيا، والذي بدأ في عام 2001 من جانب بوتين والمستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر للنقاش حول مختلف جوانب العلاقة بين البلدين بحضور عدد كبير من السياسيين والمفكرين المعروفين.
سبل التعاطي مع الملف النووي الإيراني
ومن بين الموضوعات السياسية العالمية التي سيتم بحثها خلال القمة البرنامج النووي الإيراني. فروسيا ترفض رفضا قاطعا فرض عقوبات بهدف إجبار طهران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وفي المقابل فإن ألمانيا أوضحت في مناسبات عدة أنه يجب على طهران أن تقدم إجابات كافية بحلول منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل على الأسئلة التي طرحتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من غير التخلي عن الحاجة إلى إيجاد حل عن طريق التفاوض للأزمة الراهنة. وفي هذا السياق أوضح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأسبوع الماضي أن على طهران الإجابة بشكل يثير الارتياح على تلك الأسئلة أو مواجهة عمل دولي مشترك.
وفي سياق متصل قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية إن إيران تهدد أمن إسرائيل، إضافة إلى "أمن المنطقة وأوروبا والعالم"، الأمر الذي يجعل ميركل تتحدث عن فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران، في حالة عدم تجاوبها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقالت ميركل: "لا يمكننا أن نغض الطرف عن تلك التهديدات. وأنا من جانبي أؤيد بقوة ضرورة إيجاد حل عن طريق المفاوضات، ولكننا يجب أن نستعد لفرض مزيد من العقوبات إذا لم تتراجع إيران عن موقفها ". ومن المتوقع أن تكون هذه القضية على رأس جدول أعمال القمة خلال لقاء اليوم بين المستشارة الألمانية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيتوجه يوم غداً الثلاثاء إلى العاصمة الإيرانية طهران للمشاركة في قمة الدول المطلة على بحر قزوين.
تأمين إمدادات الطاقة على رأس الأجندة
اختيار مدينة فيسبادن عاصمة ولاية هيسن جنوب غرب ألمانيا لاستضافة القمة لم يأتِ من فراغ، فالمدينة قريبة من الثقافة الروسية، حيث كانت في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى منتجعا سياحيا يجذب نبلاء روسيا. غير أن من المستبعد أن تستطيع ألفة المكان إخفاء الخلافات بين الجانبين في أكثر من مجال.
أولى هذه المجالات تأمين إمدادات الطاقة، إذ أعربت ألمانيا عن قلقها بشأن استغلال روسيا للطاقة كورقة للضغط السياسي تجاه الغرب الذي ينتقد سجلها في مجال حقوق الإنسان. وتعد روسيا أحد أهم الموردين للطاقة إلى أوروبا. من ناحيتها تشتكي روسيا من القوانين الأوروبية المتعلقة بحماية السوق الأوروبية من المنافسة الأجنبية، وترى أنها تحد من قدرة الشركات الروسية، بما فيها شركة الغاز الروسية/ غازبروم، على المنافسة. في هذا السياق قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف إن أولوية أجندة الروس سوف تكون "معرفة" موقف ميركل بشأن آفاق الاستثمارات بين البلدين وعلى الأخص بالنسبة لاستثمارات شركة جازبروم الروسية العملاقة للطاقة في أوروبا.
جدير بالذكر أن ألمانيا تعد أكبر شريك تجاري لروسيا إذ بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين 53 مليار يورو (75 مليار دولار) خلال العام الماضي، أي بزيادة نسبتها 38 بالمائة عن العام الذي سبقه. وتستورد ألمانيا من روسيا حوالي ثلث احتياجاتها من النفط والغاز.
خلافات حول قضايا عدة
ويتوقع أن تبحث ميركل وبوتين كذلك الخطط الأمريكية لإقامة نظام دفاعي صاروخي في بولندا وجمهورية التشيك. فحتى الآن لم تحسم ألمانيا موقفها بشكل واضح من هذه الخطط التي تعد مثار خلاف كبير بين موسكو وواشنطن، حيث تعتبرها روسيا تهديدا حقيقيا لها، في حين تقول واشنطن أن الغرض منها حماية أوروبا من هجمات قد تشنها دول مارقة، وهو المصطلح الذي تستخدمه الإدارة الأمريكية للإشارة إلى دول مثل إيران وكوريا الشمالية. وانتهت يوم أمس الأول محادثات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في موسكو دون إحراز تقدم يذكر على طريق ردم الهوة بين الجانبين.