تعليق: "بوتين يغادر الكريملن ليعود إليه من الباب الخلفي"
٢ أكتوبر ٢٠٠٧بعد أن أصبح معروفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يخوض انتخابات البرلمان الروسي (الدوما) في ديسمبر/ كانون أول القادم كمرشح رئيسي عن حزب "روسيا المتحدة"، تكون النخبة الساسية في روسيا قد حسمت الموقف بقرارها هذا الذي أزاح الغموض ووضع حد للتكهنات التي سادت خلال الأشهر المنصرمة حول سيناريوهات اختيار خليفة بوتين.
بداية، تجدر الإشارة إلى أن المشكلة بالنسبة لفلاديمير بوتين وبطانته تكمن في أن الدستور الروسي يمنع ترشحه لفترة رئاسية ثالثة. وهذا الأمر جعل الروس بطبيعة الحال ينشغلون خلال الأشهر المنصرمة بالتكهن حول من سيجلس في مارس/ آذار من العام القادم 2008 على كرسي الرئاسة في الكرملين بعد بوتين.
أكثر من مجرد تبادل للأدوار
يبدو من خلال تصدر بوتين لقائمة المرشحين، كمرشح رئيسي عن حزب "روسيا المتحدة" في الانتخابات البرلمانية القادمة أن هناك حلا قد بدأ يلوح في الأفق لمشكلة من سيجلس على كرسي الرئاسة في العام القادم. أي أن بوتين سيتولى منصب رئيس الوزراء، بينما سيتم انتخاب أحد المقربين إليه لمنصب الرئاسة. هذا الخليفة قد يكون على سبيل المثال سيرغي إيفانون أو ديميتري ميدفيديف أو فيكتور زوبكوف.
لكن ـ ومع هذه التطورات ـ من المحتمل ألا يكون الأمر مجرد تبادل سهل للأدوار لأن صلاحيات رئيس الوزراء، وفقا للدستور الروسي تكاد تعادل صلاحيات وزير الاقتصاد. كما أن الوزارات المهمة، وهي الخارجية والداخلية تتبع، وفقا للدستور لرئيس الدولة مباشرة وليس لرئيس الحكومة.
لذلك فإنه من المنتظر أن يتم تقوية صلاحيات رئيس الحكومة في النظام السياسي الروسي، بينما تُقلص صلاحيات رئيس الدولة، ليكون دور الأخير مجرد منصب شرفي يمثل رمز الدولة. والمهم في الأمر هو أن الدستور الروسي لا يحدد فترة معينة لرئيس الوزراء، وهو ما يعني أن بإمكان بوتين من خلال منصبه الجديد كرئيس وزراء أن يظل يحدد مصير روسيا لسنوات قادمة.
صحيح أنه لابد من إجراء تغييرات دستورية تتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان الروسي عليها من أجل القيام بذلك، لكن هذه الأغلبية تبدو مضمونة للأحزاب الموالية للكرملين في انتخابات مجلس الدوما في ديسمبر القادم، ولاسيما مع وجود المرشح الرئيسي فلاديمير بوتين.