منظمات حقوقية: طرابلس تستخدم الأسلحة الآلية والثقيلة ضد المتظاهرين
٢٠ فبراير ٢٠١١أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة الأحد أن ما لا يقل عن 104 أشخاص قتلوا في ليبيا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية هناك الثلاثاء الماضي. وأضاف مدير مكتب المنظمة في لندن، توم بورتيوس، إن هذه الحصيلة تمثل فقط "صورة غير كاملة عن الوضع لأن الاتصالات مع ليبيا صعبة جداً. ولدينا مخاوف كبيرة ... من كارثة في مجال حقوق الإنسان".
وأكد بورتيوس "أن الحكومة قطعت كل اتصالات الانترنت في البلاد وتشوش على الاتصالات الهاتفية الثابتة والجوالة، ما يجعل جمع المعلومات أمراً صعباً جداً". ونقلت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، عن أحد العاملين في مستشفى الجلاء في مدينة بنغازي الليبية أن المستشفى تسلم أمس السبت أكثر من عشرين قتيلاً بين الساعة، وأن 25 جريحاً في حالة حرجة. ولفت إلى أن "معظم الجرحى تظهر عليهم إصابات بالرصاص في الرأس والعنق والكتفين".
وأفادت وكالة فرانس برس، نقلاً عن شهود عيان ومصادر إعلامية، أن مواجهات اندلعت بين متظاهرين وقوات الأمن، التي هاجمت في بنغازي حشداً كان يشارك في جنازة متظاهرين قتلوا الجمعة. وأضافت المصادر أن المتظاهرين ألقوا زجاجات حارقة على ثكنة عسكرية، وأن العسكريين ردوا بالرصاص الحي.
وذكرت شبكة الجزيرة الإخبارية نقلاً عن شهود عيان أن صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن جرت السبت في مصراتة، ثالث مدن ليبيا، موقعة قتلى وجرحى. وقال الشهود إن قوى الأمن تتلقى الدعم ممن وصفوهم بـ"مرتزقة أفارقة" يطلقون النار على الجموع "من دون أي تمييز".
إدانة للقوة المفرطة ضد المتظاهرين
من جانبها دعت منظمة العفو الدولية اليوم الأحد (20 فبراير/ شباط) الزعيم الليبي معمر القذافي إلى كبح جماح قوات الأمن فوراً، بعد ورود تقارير عن استخدام الأسلحة الآلية وأسلحة ثقيلة ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، وارتفاع حصيلة القتلى في بنغازي ومصراته ومدن أخرى.
وقال مالكولم سمارت، مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "إن قوات موالية للعقيد القذافي تستخدم دون مبرر قوة قاتلة ضد متظاهرين يدعون للتغيير والنتيجة متوقعة تماماً ... عدد كبير من الأشخاص يقتل والوضع يتصاعد بصورة تنذر بالخطر. أكثر من مائة شخص قتلوا حتى الآن".
وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج قادة العالم اليوم لإدانة قمع ليبيا تظاهرات مناهضة للحكومة. وقال هيج لقناة "سكاي نيوز" التلفزيونية: "ينبغي ألا يتردد العالم في إدانة تلك التصرفات. ما ينبغي على العقيد القذافي عمله هو احترام حقوق الإنسان الأساسية وليس هناك مؤشر على ذلك من خلال رد الفعل الرهيب والمفزع للسلطات الليبية تجاه هذه الاحتجاجات."
وكانت الحكومة النمساوية قد أعلنت إرسالها طائرة إلى مالطا من أجل إجلاء رعاياها ومواطنين أوروبيين من ليبيا وعدد من الدول العربية التي تشهد مظاهرات واحتجاجات شعبية ضد الأنظمة الحاكمة.
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي