اشتباكات عنيفة في بنغازي وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى
١٩ فبراير ٢٠١١نقلت وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) عن شهود عيان يقيمون قولهم إن الجيش الليبي قصف السبت المناطق السكنية في المدينة بالقذائف لصاروخية. وأكد الشهود في إتصال إن هناك 25" جثة لشباب قتلهم مرتزقة أجانب يستخدمون الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، أمام منزلهم بجوار معسكر الفضيل بوعمر" بنغازي. وقالوا إن بنغازي "شيعت اليوم جنازة 13 شهيدا سقطوا برصاص المسلحين، بينما هم عزل وليس معهم أسلحة من أي نوع" . ولم ترد تأكيدات من مصادر مستقلة في ظل التعتيم الإعلامي الكامل الذي تفرضه السلطات الليبية.
فيما قال شاهد عيان في مقابلة تلفونية مع دويتشه فيله من بنغازي "إن ما يجري في بنغازي حاليا هي مجزرة حقيقية"، مؤكدا وجود "مرتزقة" يطلقون النار على المتظاهرين.
وكانت جماعة معارضة ليبية رئيسية قد ذكرت اليوم السبت أن آلاف الأشخاص خرجوا إلى الشوارع في مدينة مصراته الساحلية شمال البلاد، عقب أيام من الاحتجاجات العنيفة المؤيدة للديمقراطية والتي أسفرت عن مقتل العشرات. وقالت "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا" المعارضة إن المحتجين كانوا يسيرون في المدينة مرددين شعار "فليسقط القذافي ". وقد تركزت المظاهرات في الأيام القليلة الماضية حول بنغازي والبيضاء الواقعتين في شمال شرق البلاد.
وقدرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان أن 84 محتجا على الأقل قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية من الاحتجاجات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي، استنادا إلي حوارات هاتفية مع أطقم المستشفيات وشهود عيان.
أنباء عن إصابة المئات
وفي وقت سابق اليوم قال احد سكان بنغازي إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء اليوم السبت لتفريق حشد كان يشيع محتجين قتلوا في أسوأ اضطرابات على مدار أربعة عقود من حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. وتحدث مواطنون من المدينة مع وسائل إعلام عبر الهاتف، عن سقوط أكثر من 700 جريح في بنغازي اليوم السبت وعن دعوة مستشفيات المدينة للمواطنين بالتبرع بالدم. وقال شاهد عيان إن قوات الأمن في الشوارع ترتدي قبعات صفراء على خلاف الزي المعتاد للشرطة أو الجيش الليبي. ويجري الحديث بين صفوف المعارضة عن وجود مرتزقة من الأفارقة لقمع المتظاهرين دون وجود تأكيد لذلك من جهات محايدة.
من جانبه قال مصدر أمني في وقت سابق اليوم إن الاشتباكات لا تزال جارية في المنطقة بين بنغازي ومدينة البيضاء على بعد نحو 200 كيلومتر حيث قال سكان المدينة إن قوات الأمن قتلت العشرات خلال 72 ساعة الماضية. ومنع صحفيون أجانب من دخول ليبيا منذ بدء الاضطرابات وحظر على صحفيين محليين السفر إلى بنغازي. وتكرر انقطاع الخدمة عن خطوط الهاتف المحمول في المدن الواقعة بشرق البلاد.
صمت دولي وإدانة بريطانية
وفي لندن دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم السبت قمع المتظاهرين في ليبيا ووصفه بانه "غير مقبول ومروع" داعيا السلطات هناك إلى لجم الجيش. وقال هيغ "أدين العنف في ليبيا بما في ذلك التقارير عن استخدام نيران الأسلحة الثقيلة ووحدة من القناصة ضد المتظاهرين". ودعا السلطات إلى وقف استخدام القوة ولجم الجيش في مواجهة المتظاهرين، مؤكدا على أن غياب كاميرات التلفزيون لا يعني أن "انتباه العالم يجب أن لا ينصب على أفعال الحكومة الليبية".
(ع.ع. رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي