ملف خاص: أول انتخابات تعددية في تاريخ الرئاسة المصرية
بمشهد لم يسبق لأحد أن تابع مثله عبر تاريخ مصر الحديث يبدأ في الـ 7 من أيلول/سبتمبر 2005 فصل جديد من فصول الحياة السياسية المصرية. يتمثل هذا المشهد في اقتراع سري مباشر على شخص صاحب أرفع منصب رسمي في البلاد. أما تفاصيل ما سيلي هذا المشهد من أحداث ووقائع فلا يمكن معرفتها إلا بعد أن يسدل الستار على معركة انتخابية حامية الوطيس. وبغض النظر عن مدى جدوى الانتخابات المقبلة، والتي ما زالت مواقف مراقبيها تتأرجح بين مؤيد ومعارض، فان مجرد إجرائها هو في حد ذاته نقطة تحول هامة في الحياة السياسية المصرية، التي اعتراها الجمود لأعوام وعقود طويلة. البعض يأمل بأن تكون هذه النقطة هي أول الغيث وبأن النقطة تتحول إلى "موجة ديمقراطية" جديدة تنطلق من مصر وتنتقل بعدها إلى دول الشرق الأوسط المحيطة وكافة البلدان العربية. أما الآخرون فيذهبون إلى أن الانتخابات المقبلة لا تتعدى مجرد مسرحية هزلية تشابه في نهايتها المسرحيات السياسية المعهودة في العالم الثالث، وأن الهدف الأساسي لهذه الانتخابات هو إضفاء الشرعية على نظام سياسي شاءت الظروف له أن يتجه نحو "ديمقراطية موقوفة التنفيذ".
الملف التالي يتناول بالشرح والتحليل هذه التجربة غير المسبوقة في تاريخ العالم العربي ويعرض بعض وجهات النظر الألمانية فيها: