مؤسسة أوتو بنيكه ومؤسسة دويتشه فيلّه الاعلامية: يداً بيد لدعم اندماج المهاجرين
تحت شعار "ألمانيا بحاجة إلى المهاجرين، والمهاجرون بحاجة إلى الاندماج" شهد أورقة مقر دويتشه فيلّه في بون يوم أمس، 15 أيلول/سبتمبر 2005، احتفالاً فريداً من نوعه. كان من أهم مباهج هذا الاحتفال هو مرور أربعين عاماً على قيام مؤسسة أوتو بنيكه، التي تدعم اندماج المهاجرين الأجانب في المجتمع الألماني من خلال مشاريع عديدة. ويرجع تميز هذا الحدث إلى أنه لم يسبق من قبل أن جمع مكان واحد غير حكومي هذا العدد الضخم من القائمين على سياسة الاندماج في ألمانيا.
منظمة إنسانية
تعد مؤسسة أوتو بنيكه إحدى المنظمات الإنسانية المعترف بها دولياً، إضافة إلى كونها من أهم المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجالات الهجرة والاندماج ورعاية الأقليات العريقة على مستوى العالم. تم إنشاء المؤسسة عام 1965 بمبادرة قام بها اتحاد الطلبة الألمان بجامعة برلين التقنية. وتحمل هذه المنظمة اسم أوتو بنيكه، أحد أهم رموز الحركة الطلابية في ألمانيا في الفترة ما بين الحربين العالمتين. تمول مؤسسة أوتو بنيكه من قبل وزارة التعليم والبحث العلمي الاتحادية، والتي تكلفها بتنفيذ مشاريع اجتماعية ضخمة، منها تقديم المساعدات الإنسانية ورعاية المهاجرين واللاجئين السياسيين، الذين يرغبون في الدراسة والبحث العلمي في ألمانيا، بالإضافة إلى تشجيع مساعيهم من أجل الحصول على وظائف تشابه الوظائف التي كانوا يشغلونها في أوطانهم. لذلك فإن توجيه المهاجرين الأجانب للحصول على فرص أفضل في المجتمع الألماني هو شغل المؤسسة الشاغل منذ ستينيات القرن الماضي. ولبلوغ هذا الهدف يسهر العاملون في المؤسسة على إعداد وتنظيم برامج مكثفة لتوعية وإرشاد المهاجرين، فضلاً عن إعانتهم مالياً من خلال المنح الدراسية.
حشد ضخم
بدء الاحتفال بندوة مطولة استمرت لمدة 9 ساعات، دار فيها الحوار حول التطور الهائل الذي طرأ على عملية اندماج المهاجرين الأجانب في المجتمع الألماني. أما الكلمة فكانت لشخصيات ألمانية بارزة مثل الدكتور ديتر أوبرن دورفر، أستاذ العلوم السياسية ورئيس معهد أرنولد بيرغ شتراسر والدكتور ألبرت ماكسمليان شميد، رئيس المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، والسيدة كورنليا شمالس ياكوبسن، مكلفة الحكومة الاتحادية السابقة بشؤون الأجانب والدكتور كلاوس ليفرنيغ هاوزن، مكلف حكومة شمال الراين وستفاليا السابق بشؤون الاندماج، بالإضافة إلى عدد كبير من الناشطين ذوي الأصول الأجنبية، الذين يقفون مع مواطنيهم الألمان جانباً إلى جنب من أجل إنجاح عملية الاندماج في المجتمع الألماني. احد هؤلاء صرح لموقعنا قائلاً: "لست هنا من أجل المشاركة في احتفالية مؤسسة أوتو بنيكه فحسب، ولكن لكي أحتفل أيضاً مع أصدقائي الألمان، بهذا التطور الهائل الذي طرأ على سياسة الاندماج في ألمانيا."
يداً بيد من أجل الاندماج
وعلى الرغم من أن الحاضرين، والذين بلغ عددهم ما يزيد عن 300 شخص، ينتمون إلى ديانات وثقافات وتيارات سياسية مختلفة، إلا أن هذا الاختلاف لم يشكل أي عائقاً أما الاحتفاء سوياً بمؤسسة ألمانية عريقة يشير لها الجميع بالبنان هى أوتو بنيكه. وبالإضافة إلى المشاريع المشتركة التي تربط مؤسستنا بمؤسسة أوتو بنيكه يرجع سبب اختيار مكان الاحتفال إلى الخبرة الطويلة التي تملكها دويتشه فيلّه بعملية إدماج المهاجرين الأجانب في المجتمع الألماني، إذ "يعمل هنا منذ خمسينيات القرن الماضي ما يزيد عن 1500 شخص من ذوي الأصول ألمانية والأجنبية على قدم المساواة، وذلك من أجل نقل صورة شافية عن ألمانيا ثقافة وسياسة ومجتمعاً لشعوب العالم المختلفة"، كما قال إيرك بيترمان، المدير العام لدويتشه فيلّه خلال حفل الافتتاح. وأكد إيرك بيترمان على دعمه الكامل لمشاريع دعم اندماج المهاجرين بوجهة عام، وخصوصاً ما تقوم به مؤسسة أوتو بنيكه من نشاطات.
"طرق الاندماج"
أما أخر مشروع تعاون مشترك جمع بين دويتشه فيلّه ومؤسسة أوتو بنيكه فكان من ثماره اسطوانة مدمجة بعنوان "طرق الاندماج". تشرح هذه الاسطوانة السبل الممكنة لاندماج المهاجر في ألمانيا اجتماعياً ووظيفيا،ً كما تخص العقبات والتحديات التي تواجه المهاجرين القادمين من دول أوربا الشرقية بالشرح والتحليل. أما كيفية تخطى هذه العقبات فهو ما يتم شرحه عن طريق الاسطوانة من خلال عرض سير ذاتية لثمانية أشخاص، هاجروا من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى ألمانيا. الجدير بالذكر أن هذه الاسطوانة، التي قد أنتجتها مؤسسة أوتو بنيكه بالتعاون مع القسم الروسي بإذاعة دويتشه فيلّة، يتم حالياً توزيعها بالمجان على المهتمين.
علاء الدين سرحان