لبنان في مرآة الصحافة العربية والعالمية 25 يوليو/تموز 2006
٢٥ يوليو ٢٠٠٦صحف عربية
حول فكرة إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف الناتو إلى جنوب لبنان كتبت صحيفة الراية القطرية في تعليقها:
"لقد بدا واضحا أن الدول الغربية قد اتفقت علي إرسال قوات تابعة لحلف الأطلسي إلي جنوب لبنان بدلا عن القوات الدولية الموجودة وأن هذه الفكرة والتي سبقت زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للمنطقة ومؤتمر روما قد وجدت تأييداً من إسرائيل وواشنطن ولذلك زيارة رايس ومحادثاتها التي تمت هي تحصيل حاصل وهدفها ليس إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة علي لبنان وإنما الضغط عليه وإيجاد مبرر لتل أبيب قبل نشر هذه القوات. إن ثمة شكوكا حول دور هذه القوات وأهدافها وإصرار الدول الغربية علي إرسال قوات أطلسية أولا. فكان الأجدى أن تلزم إسرائيل بوقف اعتداءاتها وهجماتها ضد لبنان باعتبار أن هذا الطلب هو الأهم والملح للشعب اللبناني الآن الذي ينتظر الحماية وان تلك لن تتحقق إلا بوقف الهجمات الإسرائيلية. ان التفكير في إرسال قوات أوروبية من حلف الأطلسي يجب ألا يكون وسيلة ضغط جديدة علي لبنان وشعبه بل يجب أن تكون موافقة الحكومة اللبنانية علي نشر هذه القوات هي الأساس وليس فرضا عليها كما يجب أن يكون دور هذه القوات واضحاً ومحدداً بحيث لا يكون غطاء أمريكياً وغربياً علي إسرائيل لحماية شمالها من صواريخ حزب الله. (.....) إن وجود أية قوات أجنبية يجب أن يكون بأهداف واضحة وأهم هذه الأهداف حماية الشعب اللبناني من اعتداءات اسرائيل ولذلك فإن الأمر يتطلب أن تعمل هذه القوات تحت غطاء الأمم المتحدة لدعم القوات الدولية الموجودة أصلاً والتي فشلت حتي الآن في أداء دورها بسبب الممارسات الإسرائيلية."
وفي تعليقها على الموقف العربي إزاء التطورات الخطيرة، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً، كتبت صحيفة الأهرام المصرية:
"لعل العرب يستيقظون من حالة الغياب أو الغيبوبة الاختيارية بإرادتهم التي طالت لعدة عقود، فيكتشفون الحقيقة المرة حولهم، وخداع العالم لهم. لقد قدمت إسرائيل درساً جديداً للعرب الغافلين عن أبسط حقوقهم - حق حماية الوطن والحفاظ علي ما بقي من الأرض! وتأكد أن حزب الله وحماس والجهاد ليسوا سوي ذريعة لتنفذ إسرائيل مخطط الولايات المتحدة, وتبني شرق أوسط جديدا, يتماشي مع مقاييس ومصالح واشنطن, فقد كشفت آلة الحرب الإسرائيلية المدعومة بالانحياز الأمريكي وميوعة أوروبية وانتهازية روسية حقيقة المؤامرة الأمريكية التي تدبر في الشرق الأوسط, فالقاتل تحول إلي ضحية والمدافع عن شرفه وأرضه أصبح الإرهابي الذي يجب القضاء عليه. الكارثة أن إسرائيل نجحت في تدمير المؤسسات والمدن والقري الفلسطينية،وقتل وتشريد واعتقال مئات الفلسطينيين بسبب أسر جندي إسرائيلي واحد، ثم تسعي الآن لتدمير لبنان (.....) ثم يقع العرب أسري لخداع إعلام أمريكي وصهيوني مضلل، فيصدقون الكذبة والضلال بأن حزب الله وحماس هما سبب العدوان الإسرائيلي! المأساة أن العرب - برغم هذا النفاق - لم يعد لهم صديق يقف علي الحياد في صراعهم ضد الإرهاب الإسرائيلي, وهم يبتلعون طواعية الأكاذيب الأمريكية - الأوروبية والاكثر مأساوية أننا لم نعد أصدقاء لأنفسنا!"
صحف إسرائيلية
صحيفة جروزاليم بوست وصفت الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على حزب الله بأنها "خدمة كبيرة للمجتمع الدولي":
"لا يمكن وصف عمل بعثة الأمم المتحدة المتواجدة حالياً في لبنان، إلا بأنه عديم الفائدة. فلقد قامت هذه البعثة بحماية حزب الله من الجيش الإسرائيلي أكثر مما حمت المواطن الإسرائيلي من هجمات إيران غير المباشرة. لذلك من الممكن أن نتفهم المعارضة، التي أظهرتها إسرائيل في البداية لفكرة إيفاد بعثة سلام دولية إلى لبنان. وقبل الدخول في نقاش حول هذا الموضوع لابد أولاً من حل البعثة الأمم المتحدة الحالية.(.....) بجانب الدفاع عن نفسها تسدي إسرائيل خدمة كبيرة للمجتمع الدولي بتدميرها لذراع إيران الإرهابية حزب الله. وليس من الواضح حتى الآن أي الشعوب عليها أن تقوم طوعاً بالمساعدة في تنفيذ مهام إسرائيل القادمة أي نزع سلاح ما تبقى من عناصر حزب الله والحيلولة دون تنامي قوة هذه المنظمة مرة أخرى، لكن إذا كان الغرب لديه رغبة جادة في دعم أمن إسرائيل واستقلال لبنان والتصدي للتهديدات الإيرانية فعليه أن يقبل هذا التحدي."
صحف عالمية
صحيفة لا كروا الصادرة في باريس تطرقت في تعليقاتها إلى الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط:
"تظهر زيارة رايس المفاجئة لبيروت والتصريحات، التي أدلت بها هناك، ثمة تحول في موقف الولايات المتحدة. (.....) لكن علينا ألا نغتر، فهذا الشعور المرهف تجاه معاناة اللبنانيين ومطالبة طرفي النزاع بوقف عاجل لإطلاق النار لا يعني بأي حال من الأحوال أن هناك اختلاف ما في الرأي بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول عملياتها العسكرية في لبنان. وليس هناك حتى مجرد تباين ضئيل فيما يتعلق بأهداف هذه العمليات، فالحكومتان تسعيان إلى التخلص من تهديدات حزب الله، الذي يتلقى دعماً من دولتين مارقتين هما سوريا وإيران."
أما صحيفة نيويورك تايمز فعلقت على زيارة كوندوليزا رايس لمنطقة الشرق الأوسط:
بعد مرور اسبوعين على اندلاع الصراع الدامي بين إسرائيل وحزب الله توجهت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أخيراً إلى المنطقة. نتمنى أن يعني ذلك أن لواشنطن رغبة جادة في التوصل إلى حل لإنهاء المواجهات بين طرفي الصراع في الشرق الأوسط. إن توقف رايس في بيروت كأول محطة في زيارتها للشرق الأوسط كان مقصوداً من أجل إظهار الدعم للديمقراطية المعتدى عليها في لبنان، كما أن مطالبة رايس بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني تلقى استحساناً لدى الجميع، إلا أن ذلك كان ضئيلاً وجاء متأخراً كثيراً"