1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تطورات الساحة اللبنانية في مرآة الصحافة العالمية 21 يوليو/تموز 2006

٢١ يوليو ٢٠٠٦

تشدد تعليقات الصحف العالمية على ضرورة وقف الحرب في لبنان وإنهاء قصف الأحياء المدنية بأي وسيلة وترى أن الوقت يكاد أن ينفذ وأن الكره والحقد أصبح لهما زمام الأمور حالياً.

https://p.dw.com/p/8puE

فيما يلي مقتطفات من الصحافة العربية والألمانية والعالمية حول الأوضاع في لبنان:

صحيفة القدس الصادرة في فلسطين تعتبر أن تطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية هو الطريق الوحيدة لتحقيق السلام:

"من يشاهد صور ضحايا التصعيد العسكري الإسرائيلي واسع النطاق ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وما خلفه من خراب ودمار في البنى التحتية ومنازل المواطنين والمؤسسات الشعبية والرسمية بما فيها المدارس والجامعات والوزارات يعتقد أن ذلك من مخلفات العصور الوسطى حيث كانت تسود شريعة الغاب، وليس من القرن الحادي والعشرين حيث الحضارة والتطور التكنولوجي وغزو الفضاء والوصول الى المريخ. ومن هنا فقد آن الأوان للمجتمع الدولي اتخاذ قرارات حاسمة تضع حداً لمآسي شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من وطأة الاحتلال رغم ان جميع شعوب العالم تحررت من الاحتلال المباشر الذي بات من الماضي باستثناء شعبنا رغم أننا في القرن الحادي والعشرين. كما تقع على عاتق المجتمع الدولي تطبيق قرارات الشرعية الدولية بشكل كامل وبشمولية وليس بطريقة انتقائية فهناك قرارات دولية متخذة بشأن قضية شعبنا الوطنية منذ عدة عقود ولكنها لم تنفذ حتى الآن في حين يطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات أخرى لا يتجاوز عمرها عدة سنوات فقط، بينما نراه لا يسأل عن القرارات الأخرى كقرار 194 المتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم وكذلك قراري مجلس الأمن الدولي رقم 242 و 338 المتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة عام 1967. وعلى مجلس الأمن الدولي الذي لم يتخذ حتى الآن قرارا بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني حسم أمره واتخاذ قرار بتنفيذ كافة قراراته السابقة واللاحقة دفعة واحدة لان من شأن ذلك فقط تحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم اجمع"

وتحت عنوان "لا وقف للنار" انتقد عبدالوهاب بدرخان في صحيفى الحياة اللندنية موقف المجتمع الدولي من معاناة الشعب اللبناني:

"أخيراً، سُمح لكوفي انان بأن يتلفظ بالدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري، لكن مقابل أن يدين المعتدى عليه، وأن يكتفي بلوم إسرائيل على «الاستخدام المفرط للقوة». لا إدانة لإسرائيل على الدمار الكبير الذي أنزلته بلبنان، ولا ادانة للمجازر التي ارتكبها الإسرائيليون، وإنما بعض من الكلام عن «منع سقوط مزيد من الضحايا بين الأبرياء»، وعن الإفساح في المجال لأعمال الإغاثة وللعمل الدبلوماسي. وهكذا، فبعد أكثر من أسبوع من الوحشية والارهاب الإسرائيليين، يأتي كلام انان دون مستوى الكارثة، بل يحاول التخابث في تحديد المسؤوليات ويسجل من موقعه أن الحرب التي شنتها إسرائيل تتمتع بـ «الشرعية الدولية» لأنها «دفاع عن النفس ». لم يكن هناك أي حس إنساني في قاعة مجلس الأمن الدولي، وإنما كانت هناك مرارة للاضطرار إلى مجرد الحديث عن وقف النار. فهذا يعني في حد ذاته أن نوعاً من العد العكسي قد بدأ من دون أن تقدم إسرائيل أي مؤشر إلى أنها اقتربت من إنجاز هدفها بالقضاء على «حزب الله». ولن يصبح وقف النار فعلياً إلا عندما تتأكد إسرائيل أنها لن تستطيع أكثر من هذا التدمير والتقتيل، فتعطي عندئذ الإشارة لواشنطن كي تبدأ الحملة الدبلوماسية المكملة للحرب.

وتتابع الصحيفة:

ستأتي رايس بحثاً عن صفقة سياسية تجني لإسرائيل (وللولايات المتحدة) ما لم تتمكن من الحصول عليه عسكرياً، بالنار والدمار والمجازر. لكن سيكون على الوزيرة أن تفتش عن هذه الصفقة تحت الأنقاض وبين الجثث، وإذا أرادت ان تنجح سيكون عليها أن تتصل وتتحادث مع الجميع، لكنها لن تفعل. الصفقة لن تكون سهلة، والرهان الاميركي سيتركز على الحكومة اللبنانية، بالأحرى على ضعفها بفعل الكارثة التي حلت بالبلد. لكن هذه الحكومة لا تملك التنازلات المطلوبة، كما أن الغباء الاميركي لن يساعدها لأنه جرياً على عادته سيطلب تنازلات من دون مقابل. هذه الحكومة ليست طرفاً في الحرب، ولا تستطيع أن تكون مجرد وسيط بين المطالب الأميركية - الإسرائيلية وحزب لله".

وعن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط كتبت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في موقعها على شبكة الانترنت باللغة الإنجليزية:

"أسوء ما في الأمر أننا مضطرون إلى الدخول في حرب ضد لبنان، بالرغم من أنه أقل البلدان رغبة في الدخول في صراع مع إسرائيل. الشيء الوحيد، الذي يمكن للجميع الاتفاق عليه، هو أن سوريا وإيران هما سبب الحرب الدائرة حالياً. (.....) لكن ما هي الخيارات المتبقية أمام إسرائيل إذا لم تحارب حزب الله؟ هل يجب إعلان الحرب مباشرة على سوريا؟ ربما. (.....) الطيران الحربي السوري العتيق، الذي تم تصنيعه في الاتحاد السوفيتي سابقاً، لن يستطيع أن يمنع القوات الجوية الإسرائيلية من تحقيق أي هدف. لكن الهجمات الجوية لن تغني عن الحرب البرية. إنه الدرس، الذي تعلمه الأمريكيون في السنوات الأخيرة. (.....) والدخول في حرب برية يعني تكبد خسائر كثيرة. إذن إذا لم نحارب سوريا فماذا عن إيران؟ فيما يتعلق بحزب الله فإن طهران تمسك بخيوط اللعبة في يدها والمشاركة الإيرانية في الهجوم على الأهداف اليهودية عالمياً تشكل خطراً كبيراً يتربص بالطائفة اليهودية، لكن من الناحية العملية فإن الحرب ضد إيران ستكون أقل فائدة من الحرب ضد سوريا لأسباب منها بعد المسافة (....) وثانياً لأن الجيش الإيراني مجهز على نحو جيد للغاية. (.....)"

أما صحيفة بوستن جلوب الأمريكية فتخشى من أن يستفيد حزب الله من الصراع الدائر حالياً:

"هناك سببان مهمان لتمتع حزب الله بقبول واحترام حتى لدى المنتمين إلى طوائف أخرى غير الشيعية في لبنان. السبب الأول يكمن في السمعة وتقديم الخدمات الاجتماعية وكون حزب الله بعكس المنظمات اللبنانية الأخرى لا يعاني من الفساد. أما السبب الثاني فهو مقاومته للاحتلال الإسرائيلي في الفترة من 1992 حتى عام 2000. ولا يستطيع المرء أن يتجاهل تلك الحقائق السياسية والنفسية. وفي إسرائيل يعرف الجميع أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير دفاعه بيرتس تنقصهما الخبرة الحربية والنفوذ، الذي مكن شارون من الثبات أمام حجج الجيش الإسرائيلي بأنه من الضروري استعمال سياسة استعراض القوة لعدم تقديم تنازلات أحادية الجانب. لكن بالرغم من ذلك يجب على كل من اولمرت وبيرتس أن يدركا أنهما إذا استمرا في الهجوم على لبنان فإنهما يساهمان بذلك في تقوية حزب الله بدلاً من إضعافه."

صحيفة فرانكفورتر الغماينه Frankfurter Allgemeine الألمانية كتبت معلقة:

"بحربها على لبنان تريد إسرائيل تدمير مواقع حزب الله في جنوب لبنان. وبإقامتها لخط عازل هذه المرة تريد إسرائيل أن توقف إطلاق الصواريخ على مدنها الشمالية. لكن من المشكوك فيه تحقيق ذلك، فصواريخ حزب الله وصلت حتى حيفا بل إنها تهدد حتى تل أبيب. والقوات الإسرائيلية تريد إضعاف القدرات العسكرية لحزب الله. ومن أجل تحقيق ذلك جاءت الهجمات على بيروت وعلى مجموع البنى التحتية للبنان. لكن هذه الهجمات تضع نصب عينها هدفا سياسيا آخر. على اللبنانيين أن يدركوا بأن الراديكاليين الإسلاميين الذين يشاركون في الحكومة لا يجرون على البلد سوى الخراب. وإضعاف حزب الله عسكريا من شأنه أن يدفع بإخراج قرار الأمم المتحدة رقم 1559 إلى أرض الواقع والذي يطالب بنزع سلاح كل الفصائل وبسط سيطرة القوات اللبنانية على مجموع البلاد."

وتتابع الصحيفة:

"ارسال قوات أممية الى المنطقة مجرد وهم مادام حزب الله يحتفي بكل صاروخ يطلقة على إسرائيل ومادامت اسرائيل لم تحقق هدف عملياتها العسكرية، والى أن يتحقق ذلك، تقف المنطقة امام خطر توسيع مدى الصراع. فاطلاق صاروخ على تل أبيب من شأنه أن يدفع اسرائيل الى ضرب القوى التي تقف خلف حزب الله، وسيكون هدفها الأول دمشق، لكن الحكومة الإسرائيلية تعرف أن عملا مثل هذا قد يشعل كل المنطقة العربية".

من جهتها كتبت صحيفة دي تسايت Die Zeit الأسبوعية حول نفس الموضوع معلقة:

"يقف العالم أمام خطرين، أن تعمد اسرائيل الى زعزعة استقرار لبنان من جهة وأن تفوز ايران في هذه الحرب دون أن تطلق رصاصة واحدة. والسيناريوهان معا يمثلان لا ريب هزيمة للغرب. لبنان ليس غزة، واذا ما سقطت قنابل على بيروت تهتز بلدان كثيرة بين مصر وايران. فلبنان ساحة قتال لدول أخرى".

صحيفة زود دويتشه تسايتونغ Süddeutsche Zeitung قرأت طبيعة الصراع القائم بين حزب الله وإسرائيل بشكل أعمق وكتبت معلقة:

"حجر رحى الحرب بين حزب الله وإسرائيل، هو الصراع القائم في المنطقة بين الأصولية الإسلامية والحداثة. فحزب الله الذي يزعم دعم الفلسطينيين، يدمر الديمقراطية الوليدة في فلسطين، فلا مصلحة له في حركة حماس ديمقراطية، ولا مصلحة له في حكومة لبنانية مستقرة، قد تتحرر من تأثيره".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد