كونراد اديناور- أول مستشار لجمهورية ألمانيا الاتحادية ورمز إعادة إعمارها
١٩ أبريل ٢٠٠٧عندما انتخب كونراد اديناور في عام 1949 بأغلبية صوت واحد (صوته كان الصوت الحاسم في البرلمان الألماني ) كأول مستشار لجمهورية ألمانية الاتحادية (الغربية سابقاً) كان يبلغ سنه 73 عاماً آنذاك. لم يكن يعتقد أحد في ظروف ألمانيا العصبية في ذلك الوقت أن هذا "المستشار العجوز"، الذي شغل منصب رئيس بلدية كولونيا من عام 1917 حتى أجبره النازيون على التخلي عنه بعد وصولهم إلى سدة الحكم في عام 1933، سينجح في إخراج هذه الجمهورية اليافعة من عنق الزجاجة وتأمين عودتها إلى المجتمع الدولي.
فبفضل خبرته السياسية الطويلة ساهم أديناور بشكل فعال في تجاوز ألمانيا للمرحلة العصيبة التي تلت الحرب العالمية الثانية، حيث شارك بعد انتهائها في تأسيس الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي قاده إلى الفوز بأول انتخابات ديمقراطية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وإلى هيمنة شخصيته القوية على الحياة السياسية الألمانية لمدة 14 عاماً متتالية.
التهديد السوفييتي كان هاجس الأكبر
كان التهديد السوفييتي لكيان جمهورية ألمانيا الاتحادية الهاجس الأكبر الذي أقلق مضجع هذا السياسي المخضرم، وهو ما دفعه إلى التشديد على ضرورة تكافل العالم الحر للوقوف في وجهه. كما اعتبر اديناور أن إعادة تسليح الجيش الألماني والدخول في حلف أوروبي غربي تتحول فيه ألمانيا الاتحادية إلى حصن قوي يقاوم خطر الامتداد الشيوعي يمثل "الإمكانية الوحيدة المتوفرة على أرض الواقع لضمان حريتها واستقلالها". هذا الموقف الصارم قام على قناعته الراسخة بأن المعسكر الشيوعي لا يفهم إلا "سياسة القوة".
ورغم تحفظات ناقديه، الذين خشوا من أن تدفع ألمانيا ثمناً باهظاً لهذه السياسة الأحادية الجانب وتفقد كل فرص إعادة وحدتها يوماً ما" إلا أن اديناور لم يرى أي تعارض بين سياسته وتحقيق الوحدة الألمانية.
رفض اديناور عروض ستالين الخاصة بمقايضة مناطق ببعضها البعض عام 1952. وعلى هذا الأساس مضى قدما في وضع حجر الأساس لمشروع الوحدة الأوروبية إضافة لتحقيق المصالحة التاريخية مع فرنسا. وفي عام 1963 قام بتوقيع اتفاق المصالحة الفرنسي-الألماني مع الزعيم الفرنسي شارل ديغول الذي ارتبط معه بصداقة خاصة. ولد كونراد اديناور في عام 1876 في مدينة كولونيا وتوفى في عام 1967.