فيللي براندت ـ أول مستشار اشتراكي الماني

ولد براندت، واسمه الحقيقي ايرنست فرام في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1913 في مدينة لوبيك الواقعة في اقصى شمال المانيا. تربى على يد جده حيث لم تشأ الاقدار له ان يرى والديه مطلقا. بدا براندت منذ صغره مولعا بالكتابة والسياسة فالتحق عام 1930 بالحزب الديمقراطي الاشتراكي ثم تركه وانضم الى حزب العمال الاشتراكي واصبح رئيس رابطة شبيبة الحزب في لوبيك، الامر الذي اثار انتباه النازيين ، مما اضطره للهرب الى النرويج عام 1933 حيث التحق بجامعة اوسلو ودرس التاريخ الى جانب ممارسة العمل الصحفي تحت اسم مستعار هو فيللي براندت الذي حل محل اسمه الحقيقي بالكامل.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانهيار النازية عاد براندت الى برلين وانضم من جديد الى صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، واخذ نجمه يسطع بكل وضوح في الساحة السياسية الالمانية. شغل براندت منصب عمدة برلين من 1957ـ 1966 كما اختير من قبل حزبه مرشحا لمنصب المستشار الالماني في انتخابات عام 1961 وعام 1966. تقلد منصب وزير الخارجية من 1966 ـ 1969 الى ان تمكن في انتخابات عام 1966 من الفوز بمنصب المستشار وبقي فيه حتى استقالته في عام 1974 بسبب فضيحة الجاسوس الذي غرسته المانيا الشرقية في طاقم براندت وكان اقرب مساعديه.

لا شك ان براندت هو الاب الروحي للحزب الاشتراكي الديمقراطي ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد كان رئيسا لهذا الحزب من 1964ـ1987. وفي عهده تم توطيد علاقات المانيا مع دول اوروبا الشرقية من خلال توقيع عدة معاهدات مع موسكو ووارسو. في السابع من كانون الأول/ديسمبر1970 لفت براندت انظار العالم كله اليه من خلال ركوعه الشهير على ركبتيه امام نصب تكريم ضحايا غيتو وارسو معبرا وبلا لبس عن اعتذار المانيا عن الجرائم التي ارتكبت في عهد النازيين. وفي عام 1971 نال براندت جائزة نوبل للسلام.

توفي فيللي براند في الثامن من تشرين أول/اكتوبرعام 1992 حيث تم تكريمه في حفل تأبين رسمي في مبنى الرايخ في برلين.