صحف أوروبية: في انتظار تقرير المفتشين الأمميين في سوريا
٢٢ أغسطس ٢٠١٣تناولت صحف ألمانية وأوروبية في تعليقاتها اتهام المعارضة السورية للنظام السوري باستعمال أسلحة كيميائية في الهجوم الذي أدى إلى مقتل مئات السوريين الأربعاء (21 آب/ أغسطس 2013). وقالت المعارضة أن القوات النظامية أطلقت صواريخ محملة بغازات مميتة على مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق مما أدى إلى مقتل رجال ونساء وأطفال وهم نائمون، بينما نفى النظام السوري ذلك. ودعت بعض الصحف إلى عدم التسرع في تحديد المسؤول عن هذه المأساة، كما رأت أن استعمال هذا النوع من الأسئلة يدعو إلى القلق بغض النظر عن طرف الصراع الذي لجأ إلى استعمال الغازات السامة.
ونبدأ هذه الجولة من تعليق في صحيفة التلغراف الهولندية التي كتبت تقول:
"ليس من قبيل المصادفة أن يكون المجتمع الدولي متحفظاً إلى أقصى الحدود في الوقوف علناً إلى جانب أحد طرفي هذا الصراع المعقد الذي يصعب التمييز فيه بين الخير والشر. وبالتالي يصعب اتهام أحد الطرفين. لذلك فتحقيق شامل من قبل الأمم المتحدة، سيكون مفيداً(...). لكن يجب أن يتم ذلك على عجل، لأن هذا الهجوم بيّن أن أحد أطراف الصراع لا يخشى استعمال أسلحة الدمار الشامل". وتابعت الصحيفة الهولندية أن هذا "الأمر في الوقت الحالي لا ينبغي التسامح معه تحت أي ظرف من الظروف، وأنه مبرر للتدخل العسكري".
ومن جانبها دعت جريدة نوير أوزنابروكر تسايتونغ الألمانية إلى عدم التسرع في الحكم بشأن استعمال الغازات السامة في سوريا، وكتبت تقول:
"حتى في العصور القديمة، كان من الدهاء إضفاء طابع الهمجية والقسوة بشكل خاص على الخصوم. فذلك يوحد الصفوف ويبرز الشجاعة الذاتية. ولهذا يتوجب الحذر عند الحكم، عندما تظهر صور كتلك القادمة من سوريا، التي تهدف إلى إثبات، وبوضوح، ارتكاب بشار الأسد لجريمة مقيتة". وتساءلت الصحيفة "أين هي الحقيقة؟ واستطردت أوزنابروكر تسايتونغ "من قتل من هنا، ولماذا وكيف تم ذلك، يجب أن يبقى مفتوحاً ومعه مسألة تحديد المسؤولية". وقالت الصحيفة أيضاً: "قصف الأسد على نطاق واسع لقرى بالغاز السام، في نفس الوقت الذي يتواجد فيه مفتشو الأمم المتحدة للبحث عن أدلة صغيرة على وقوع مثل هذا الفعل، أمر وارد، لكنه لا يبدو معقولا". وتابعت "إذا كانت هناك أسلحة كيميائية، فإنها قد تكون مودعة أيضا في مخابئ الإرهابيين لتفجيرها عند أي غارة جوية".
وتساءلت ا شترابينغر تاغبلات البافارية :
"هل نظام الأسد فعلا مجنون حتى يستعمل الغاز لقتل المئات تزامنا مع تواجد مفتشي الأمم المتحدة في البلاد؟ لا أحد يعرف، فالحقيقة هي أول من يموت في الحرب. كل طرف صراع يقارع من أجل كسب مساحة أكبر في جبهة الدعاية. ويصعب الحصول على معلومات مستقلة من سوريا. ويٌرجى أن تتاح للمفتشين فرصة البحث في هذه التهم الصادمة". واختتمت الصحيفة بأن معرفة "إن كانت قوات بشار الأسد قد أطلقت الغازات السامة مسألة ذات أهمية بالغة بالنسبة للمجتمع الدولي".
أما صحيفة دي مورغن البلجيكية فعلقت عن اتهام قوات المعارضة في سوريا للنظام السوري باستخدام غازات سامة قائلة:
"ماذا دار في رأس الرئيس السوري بشار الأسد حتى يستعمل في هجومه الأسلحة الكيميائية في هذا الوقت بالذات، حيث يتواجد فيه المفتشون الأمميون للبحث عن دلائل استخدام أي نوع من هذه الأسلحة؟ وماذا سيربح من خلال استعماله للغازات السامة في هجومه في حين أنه استرد مؤخرا كثيراً من المواقع من أيدي الثوار"؟. وكيفما كانت الأجوبة عن هذه الأسئلة، فإن الصحيفة البلجيكية ترى"أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر من أن المجتمع الدولي سيتدخل بمجرد تجاوز الأسد الخط الأحمر باستعماله الأسلحة الكيميائية". لكن العذر الذي يستعمل في تبرير عدم التدخل هو الإشارة إلى أن التحقق من الوقائع يحتاج إلى وقت، بحسب نفس الصحيفة التي ترى أن السبب الحقيقي الذي يمنع التدخل العسكري هو "اختلاف المجتمع الدولي، وأن واشنطن لم تعد لديها الوسائل لفتح جبهة أخرى". ومادام الحال كذلك، فإنه لن يحدث شيء، تتابع دي مورغن.