صحف ألمانية: أردوغان وحلم "الريادة التركية"
٤ أكتوبر ٢٠١٢صحيفة دي فيلت نشرت تعليقا تحت عنوان "بدون أوروبا" جاء فيه:
"في خطاب إعلان مبادئ بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لحزب العدالة والتنمية الحاكم كشف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن تصوراته المستقبلية لبلاده والمنطقة برمتها حتى عام 2071. إنه مستقبل لم يجد فيه أردوغان ولا كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي. عوض ذلك تم الحديث كثيرا عن الإسلام. وكان من بين الضيوف الأجانب المستشار الألماني السابق غرهارد شرودر، وهو صديق قديم لأردوغان الممثل الوحيد (للغرب). باقي الأطراف الممثلة كانت حركة حماس وقرغيزستان ومصر والعراق، فقط بلدان ومنظمات إسلامية.
وتاريخ 2071 لم يتم اختياره اعتباطيا. إنه يجسد الذكرى الألفية لمعركة سجلت بداية نهاية امبراطورية بيزنطة المسيحية، وبداية التوغل التركي في اتجاه أبواب أوروبا. أردوغان بشر بمستقبل مشترك للبلدان الإسلامية مدفوعة بقوة الإشعاع الفكري لتركيا التي برهنت على أن الإسلام والحداثة بالإضافة إلى الديمقراطية ليست متناقضات".
صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ كتبت تعليقا بمناسبة المؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، وقالت:
"أردوغان حقق بلا منازع إنجازات كبيرة. فحتى لو أنه اضطر غدا للانسحاب، فإنه ضمن مكانة عالية في التاريخ التركي للقرن العشرين مباشرة بعد أتاتورك. فمنذ عقد من الزمن وحزب أردوغان (العدالة والتنمية) يتولى زمام الحكم بمفرده. ففي الانتخابات البرلمانية لعام 2011 حصل حزب العدالة والتنمية على نحو 49,9 في المائة من مجموع الأصوات... من مواليد 1954 نشأ أردوغان في حي ميناء إسطنبول قاسم باشا Kasimpasa. ومن يعيش هناك، عليه أن يتعلم في وقت مبكر أن يفرض نفسه أو أن ينحني ويتربص الفرصة السانحة. قاسم باشا كأسلوب في الحياة تجسد في شخصية أردوغان".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ كتبت تعليقا تحت عنوان "حلم أردوغان" جاء فيه:
"رئيس الوزراء يريد أن يصبح في 2014 رئيسا. لكن غالبية من الأتراك تفضل، كما عكس ذلك مؤخرا استطلاع للرأي أن يحتفظ الرئيس الحالي غول بهذا المنصب. وغول هو أقرب رفيق درب لأردوغان، لكنه يظهر في صورة أكثر ليونة من رئيس الوزراء الذي يرتبط طموحه بتاريخ معين. إنه يرغب في أن يكون أيضا في عام 2023 رئيسا عندما يصبح عمر الجمهورية مائة عام. وبذلك سينجح أردوغان المنحدر من حي هامشي من أحياء إسطنبول في تحقيق ما هو حكر على النخبة التركية. ويحلم أردوغان في أن تتمكن تركيا حتى عام 2023 من صنع طائرات وسيارات ودبابات من إنتاج ذاتي".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ تناولت الآفاق السياسية في أفغانستان التي صدرت حولها مؤخرا دراسة من إعداد جهاز الاستخبارات الألمانية رسمت صورة قاتمة عن مستقبل البلاد التي تهددها اعتداءات من داخل صفوف القوات الأفغانية، وكتبت الصحيفة تقول:
"الخبر الوارد من أفغانستان جاء كتأكيد. ففي شرق البلاد ُقُتل في نهاية الأسبوع من جديد جندي تابع للحلف الأطلسي من طرف زميل أفغاني. وتزامن ذلك مع إصدار مجلة دير شبيغل في عددها الأخير مضمون دراسة أعدها جهاز الاستخبارات الألمانية تحذر من تنامي هذا النوع من الهجمات الداخلية.
وطبقا لمعلومات قوة حفظ السلام الدولية ايساف فقد وقع الهجوم يوم السبت في شرق البلاد. والجندي المقتول مواطن أمريكي. وتتحول هجمات العناصر الأفغانية في الجيش أو الشرطة ضد جنود الحلف الأطلسي إلى مشكلة حقيقية. فهي تدمر ثقة القوات الغربية في زملائهم الأفغان وتعرقل بالتالي التعاون في عمليات مشتركة ضد طالبان ومتمردين آخرين. وهذا يهدد استراتيجية حلف شمال الأطلسي الرامية إلى تسليم مسؤولية أمن البلاد حتى نهاية 2014 للأفغان وحدهم. فقط من خلال ضمان هذا الأمر إلى حد ما يمكن تعليل انسحاب القوات".
مجلة دير شبيغل نشرت تعليقا تحت عنوان السياسة الخارجية الألمانية بين الرغبة والواقع، وكتبت تقول:
"الحكومة الألمانية تزعم أن أفغانستان تتجه في المسار الصحيح. والوضع في الحقيقة مقلق، كما يؤكد ذلك تقرير سري لجهاز الاستخبارات الألماني. الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يتكلم بما يرضي الغرب. وبعض الأمثلة يأتي صداها على النحو التالي: سنحارب الفساد بحزم كبير" أو "سنعمل بلا هوادة لإقامة حكم رشيد وتوظيف المساعدات بمسؤولية وفاعلية.
هذه الرسائل تحدث صدى إيجابيا في الغرب. فهي تتناغم مع السيناريوهات التجميلية التي يتم الترويج لها. فوزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أحرز في هذه المادة تألقا معينا، إذ أعلن مؤخرا: نحن في طريقنا إلى تحقيق انسحاب الوحدات القتالية الدولية والألمانية حتى نهاية 2014. ويشير في آن واحد إلى أهمية إدماج مقاتلين سابقين من صفوف طالبان في المجتمع الأفغاني.
طبعا جميع الأطراف تدرك أنه ليس في ذلك أية حقيقة. حكومة كرزاي فاسدة حتى النخاع، ومهتمة فقط بالحفاظ على السلطة. وعلى أنه ليس هناك ضرورة لبقاء وحدات قتالية غربية بعد 2014 في البلاد لضمان الاستقرار، فإن ذلك يفوق التصور. وليس هناك مؤشرات تدل على أن مقاتلين سابقين من طالبان يساهمون في بسط السلم داخل البلاد".