ألمانيا تدعو إلى التعقل في الأزمة السورية-التركية
٤ أكتوبر ٢٠١٢أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشدة الهجوم السوري على تركيا، داعية كافة الأطراف المشاركة في النزاع إلى التعقل. وقالت ميركل اليوم الخميس (4 تشرين الأول/ أكتوبر 2012) في برلين: "التعقل هو ما ينبغي فعله الآن". وأضافت "نحن ندين تماما الهجمات السورية على تركيا وفي الوقت نفسه نناشد الجانبين إظهار قدر كبير من التعقل". وأكدت ميركل بالقول "نحن نقف بجانب تركيا ونحن على اتصال بتركيا على جميع المستويات ".
وفي وقت سابق اليوم الخميس قال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله في برلين: "إننا نقف بجانب تركيا، شريكتنا في حلف الأطلسي. هذا أمر ليس فيه شك، لكننا ندعو إلى التعقل وإلى التعامل بطريقة مناسبة مع هذا الوضع المتفاقم".
وطالب فيسترفيله نظام الأسد باحترام سيادة وسلامة الأراضي التركية والدول المجاورة، محذراً من اندلاع حريق شامل في المنطقة. ورفض فيسترفيله الإفصاح عما إذا كان يرى أن رد فعل تركيا مناسب، مؤكداً أن مشاورات حلف الأطلسي حول الهجمات التي وقعت بين الطرفين لا تدور حول حالة التحالف التي تلزم الشركاء بالدعم العسكري للدولة العضو في الحلف.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لرويترز الخميس إن الرد العسكري التركي على الهجوم السوري بقذيفة مورتر، الذي أسفر عن مقتل مواطنين أتراك، يمكن "تفهمه لكن يجب تفادي تصعيد الموقف". وأضاف بالقول "الرد التركي مفهوم فقد حدث عمل شائن. قتلت قوات من دولة أخرى مواطنين أتراكاً داخل تركيا... وبالتالي نعبر عن تضامننا الشديد مع تركيا، لكننا لا نريد أن نشهد تصعيداً مستمراً لهذه الحادثة". وقال هيغ إن على الحكومة السورية أن تضمن ألا "تتكرر أي حادثة من هذا القبيل حتى يمكن تفادي هذا النوع من التوتر على المناطق الحدودية مع تركيا أو غيرها من دول الجوار".
كما نددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بالهجوم بقذيفة مورتر من سوريا على تركيا ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وقالت في بيان "أدين بشدة قصف القوات السورية لبلدة حدودية تركية أمس... مرة أخرى أحث السلطات السورية على وضع نهاية على الفور للعنف وعلى الاحترام الكامل لوحدة الأراضي وسيادة جميع الدول المجاورة."
أما روسيا فقد حثت سوريا على إعلان أن الهجوم على الحدود التركية "كان حادثاً عارضاً". وقالت وكالة الإعلام الروسية إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حث سوريا اليوم الخميس على أن تعلن أن "الهجوم بقذيفة مورتر الذي وقع على الحدود التركية كان حادثاً عارضاً لن يتكرر". كما دعت وزارة الخارجية الروسية إلى التحلي بضبط النفس بعد الهجوم الذي قتل فيه خمسة مدنيين أتراك أمس الأربعاء. ونقلت الوكالة عن لافروف قوله خلال زيارة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد "من خلال سفيرنا في سوريا تحدثنا إلى السلطات السورية التي أكدت لنا (...) أن ما حدث على الحدود مع تركيا كان حادثاً مأساوياً وأنه لن يحدث مرة أخرى". وأضاف "نعتقد أن من المهم للغاية أن تعلن دمشق هذا رسمياً".
البرلمان التركي يجتمع
وعقد البرلمان التركي الخميس اجتماعاً طارئاً مغلقاً لمناقشة السماح رسمياً للجيش بتنفيذ عمليات في الأراضي السورية. ويناقش النواب الأتراك نصاً اقترحته الحكومة ينص على الحصول على إذن لإصدار أوامر بتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا "إذا دعت الحاجة" لأن "النشاطات المعادية التي تستهدف الأراضي التركية على وشك التحول إلى هجوم عسكري (...) وبالتالي فهي تهدد أمننا القومي". يذكر أن الإذن البرلماني في تركيا صالح لعام واحد.
وإن كان حزبان في المعارضة قد أعلنا أنهما سيصوتان ضد الاقتراح، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، يتمتع بغالبية واضحة في الجمعية الوطنية ويتوقع تمرير النص دون أي مفاجآت. وينص الدستور التركي على ضرورة الحصول على الموافقة المسبقة للبرلمان لأي عملية عسكرية خارجية.
قتلى في القصف التركي على أهداف سورية
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "عدداً من عناصر القوات النظامية" السورية قتلوا في القصف المدفعي الذي شنه الجيش التركي ليل الأربعاء الخميس على مركز عسكري سوري على الحدود بين البلدين. وقال المرصد في بيان تلقته وكالة فرانس برس "لقي عدد من عناصر القوات النظامية مصرعهم" إثر القصف الذي استهدف المركز العسكري في منطقة رسم الغزال قرب مدينة تل ابيض بمحافظة الرقة.
وتصاعدت حدة التوتر مساء الأربعاء بين سوريا وتركيا، التي تدعم المعارضين السوريين، عندما سقطت قذائف على قرية اكجاكالي التركية التي تقع قبالة مركز تل ابيض الحدودي السوري ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين أتراك بينهم أم وأولادها الثلاثة. كما أُصيب 10 أشخاص بجروح، إصابة اثنين بالغة. وبعد ساعات وفي ختام اجتماع ضم أقرب مستشاريه أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي رد بقصف "أهداف" لم يحددها داخل الأراضي السورية.
وقصف الجيش التركي مجدداً صباح الخميس مواقع للجيش السوري على الحدود بين البلدين، كما أفاد مصدر أمني لوكالة فرانس برس. وقال المصدر طالباً عدم كشف اسمه "استؤنف القصف المدفعي هذا الصباح (الخميس) بعدما قصفت المدفعية التركية طوال مساء الأربعاء مواقع تابعة للجيش السوري على الحدود". وأعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي فتح تحقيق لمعرفة مصادر النيران، مقدما "التعازي باسم سوريا" إلى الشعب التركي "الصديق".
وشهد مركز تل أبيض الحدودي في الآونة الأخيرة معارك بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ومقاتلي الجيش السوري الحر.
ودان الحلف الأطلسي والولايات المتحدة بشدة هذا الحادث، الذي يعد الأخطر منذ إسقاط المضادات الأرضية السورية مقاتلة تركية في حزيران/ يونيو الماضي، وأكدت تضامنهما مع أنقرة.
"جبهة النصرة الإسلامية" تتبنى هجوم حلب
على صعيد آخر، أعلنت "جبهة النصرة الإسلامية" المتطرفة مسؤوليتها عن سلسة الهجمات الانتحارية التي استهدفت الأربعاء "مراكز أمنية" في وسط مدينة حلب، وذلك في بيان نشرته مواقع جهادية عدة. وقال التنظيم الإسلامي المتطرف في بيانه إن العملية، التي أُطلق عليها اسم "غزوة نسف الأوكار" في ساحة سعد الله الجابري ومحيطها في حلب، "اشتملت على عدة ضربات متزامنة مستهدفة المربع الأمني التابع للعدو النصيري"، وهي التسمية التي يطلقها المتطرفون السنة على العلويين الذين ينحدر منهم الرئيس بشار الأسد.
ع.غ/ ش.ع (د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)