زيادة معاداة الصحفيين في ألمانيا رغم تراجع الهجمات عليهم!
٩ أبريل ٢٠٢٤أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" -المعنية بحقوق الصحفيين- انخفاضا ملحوظا في عدد الهجمات على الصحفيين في ألمانيا العام الماضي 2023 مقارنةً بما كان عليه الأمر خلال الجائحة، إلا أنها لا ترى في ذلك مدعاة لوقف دق ناقوس الخطرلأن عدد هذه الاعتداءات بقي أكبر مقارنةً بما كان عليه قبل الجائحة. وجاء في تقرير المنظمة "لقطة مقربة عن ألمانيا" الصادر يوم الثلاثاء (التاسع من أبريل / نيسان 2024) أنه في عام 2023 وثقت المنظمة 41 هجوما على العاملين في مجال الإعلام في ألمانيا، مقابل 103 هجمات عام 2022. وللمقارنة: في عام 2019 -أي قبل جائحة كورونا- تم تسجيل 13 هجمة فقط.
وذكرت المنظمة في التقرير: "خلال الجائحة ارتفع عدد الهجمات على المراسلين بشكل كبير. وتشير مراجعتنا للعام الماضي أيضا إلى أن هذا الاتجاه لم يتراجع تماما بعد"، مضيفة أن هناك ظاهرة عدوانية جديدة تتمثل فيما يسمى بـ "حصار الجرَّارات [والحرَّاثات]" ضد مؤسسات إعلامية ألمانية.
وخلصت المنظمة إلى أن "الأجواء المناهضة للصحافة انتشرت في ألمانيا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة". وجاء في التقرير: "في العام الماضي تعرض مراسلون مجددا للضرب، ودُمرت معداتهم، وتعرضوا لتهديدات واسعة النطاق على الإنترنت". وأشارت المنظمة إلى أن العام الجديد لم يبدأ بشكل جيد أيضا، حيث تعرض صحفي لاعتداء جسدي وحشي خلال مظاهرة في مدينة لايبزيغ.
وقال ميشائيل ريديسكه، عضو مجلس إدارة المنظمة: "نلاحظ أيضا نوعا جديدا خطيرا من العدوان: فقد منع مزارعون مؤخرا تسليم صحف في العديد من الولايات الألمانية عبر عمليات حصار بالجرارات وأكوام الروث... هذا يدل على أن حرية التغطية الإعلامية بشكل مستقل ليست مهددة في هذا البلد فقط من خلال اعتداءات على بعض العاملين في وسائل الإعلام، لكن يبدو أيضا أن عدم الرضا عن تغطية إعلامية يُزعم أنها محدودة عن احتجاجات المزارعين كافٍ لخفض مكابح الهجوم على حرية الصحافة".
كما سجلت منظمة "مراسلون بلا حدود" الطرق التي تعرض بها الصحفيون لسوء المعاملة. وجاء في التقرير: "الطرق الأكثر شيوعا في عام 2023 كانت الركلات واللكمات أو الضرب بأشياء مثل مشاعل أو عُصِّي طبول. وتُصنف مثل هذه الوقائع على أنها هجوم إذا أصابت بالفعل أجساد الصحفيين أو معداتهم.
كما تم انتزاع معدات عاملين في مجال الإعلام، أو إلقائها على الأرض، أو رشقها بالرمال والحجارة، أو تم في إحدى الحالات تلطيخها بالبراز". وبحسب البيانات، فإن معظم الهجمات الـ 41 التي تم التحقق منها لعام 2023 وقعت في ولاية سكسونيا (12)، تليها بافاريا (6)، وبرلين (5)، وشمال الراين-ويستفاليا (5)، وسكسونيا السفلى (4)، وهامبورج (2)، وهيسن (2)، وراينلاند-بفالتس (1)، وتورينجن (1)، وشليسفيج-هولشتاين (1). وأشارت المنظمة إلى أنه تعذر تحديد هجومَيْ قرصنة جغرافياً.
ووفقا للتقرير كانت أخطر الأماكن بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام عام 2023 هي التجمعات السياسية، مثل الفعاليات الحزبية أو المظاهرات أو الاحتجاجات. وتم هنا إحصاء 32 حالة من أصل الـ 41 حالة. وأشارت المنظمة إلى أن التجمعات التي تهيمن عليها نظريات المؤامرة أو التجمعات اليمينية المتطرفة صارت معادية بشكل خاص للتغطية الإعلامية، حيث وقع جزء كبير من الهجمات هنا في عام 2023 (18 حالة).
ع.م/ع.ج (د ب أ)