حملة ضد أكل لحومها ـ "عام الغوريلا" للفت الأنظار للمخاطر المحدقة بشبيه الإنسان
٣٠ ديسمبر ٢٠٠٨تم مؤخراً، بالتعاون مع الأمم المتحدة واليونيسكو والمنظمة العالمية لحدائق الحيوانات والأحياء المائية، إعلان عام 2009 عام الغوريلا بهدف لفت النظر إلى هذا النوع من الحيوانات والمخاطر المحدقة به والمهددة لبيئته الطبيعية. يذكر أن هذا النوع من الحيوانات لا يعيش في بيئته الطبيعية سوى في عشرة دول أفريقية، وبالرغم من إطلاق مشاريع لحماية بعض المجموعات منها إلا أنها ما تزال مهددة بالانقراض، ولذا نشأت فكرة "عام الغوريلا" للفت النظر إلى تدهور حال الغوريلا وتشجيع الجهود المبذولة لحمايتها.
ويشرح إيان ريدموند، وهو عالم أحياء يعمل في المناطق الاستوائية ومن المحافظين على البيئة وقد اشتهر بتجاربه مع القردة والأفيال، يشرح مدى أهمية وخصوصية الغوريلا يكمن في كونها أكثر القرود شبهاً بالإنسان ، حيث تشترك مع الإنسان في ثمانية وتسعين بالمائة من المادة الوراثية، ولذا فهي أقرب للإنسان من قرود الشيمبانزي والبونبوز.
الغوريلا "بستاني الغابات"
كما يرى ريدموند، ويشغل حالياً منصبً الرئيس الاستشاري لمشروع الأمم المتحدة واليونيسكو لحماية القردة العليا والذي ساهم في إطلاقه عام 2001،، أن روعة هذا الحيوانات لا تكمن في مجرد الاستمتاع برؤيتها، أوفي كونها عاملاً اقتصادياً هاماً في قطاع السياحة، بل يجب أن ننظر للهدف من وراء وجود هذه الحيوانات، ودوره في النظام البيئي. فيقول :"نحن لا نحاول فقط حماية هذه السلالة، بل نحاول إنقاذ الوظيفة الحيوية لهذه السلالة". وتلعب الغوريلا دوراً بيئياً هاماً لذلك يطلق ريدموند عليها اسم "بستاني الغابة"، فهي تأكل الثمار وتنشر البذور وتقلم الأشجار وتقص الأغصان، وسيؤدي فقدانها إلى فقدان كل النباتات التي تعتمد في وجودها على وجود هذا الحيوان.
حماية الغوريلا استثمار للمستقبل
سلامة الأرض تعتمد على الغابات الاستوائية، وفي أفريقيا تعتمد هذه الغابات على وجود الغوريلا والشيمبانزي والفيلة، أما غابات الأمازون فتعتمد على القردة والحيوانات الأخرى آكلة الثمار. وتعتمد غابات جنوب شرق آسيا على قرود الأورنج أوتان والفيلة. وتشكل الغابات والحيوانات من أهم مكونات النظام البيئي الذي تحتاجه الأرض لاستمرار الحياة عليها.
ويحذر ريدموند من أن استئصال الغابات من أجل الحصول على الخشب وتحويلها إلى أراض زراعية يؤدي بدوره إلى نتائج عكسية، حيث أنه يسلب الغوريلا مأواها الطبيعي، ويؤدي إلى تغيرات مناخية خطيرة، كما أن زيادة الوعي بخطورة استئصال هذه الغابات يقلل من آثار تغيرات المناخ، ويحافظ على أعداد الغوريلا المهددة بالخطر.
انتشار فيروس الايبولا بسبب أكل لحم القرود
كما أشار إلى أن هناك أخطارا أخرى تواجه الغوريلا، كالمرض الناتج عن فيروس الإيبولا والذي يهدد الإنسان أيضاً. فقد قضى مرض الإيبولا على أعداد كبيرة من الغوريلا. وتعتبر السلالات الأكثر عرضة للهلاك هي تلك التي تعيش في تجمعات مكثفة، حيث يسهل انتقال العدوى بينها. ويرجع انتشار مرض الإيبولا بين البشر إلى انتشار ذبح القردة في إفريقيا بغرض أكله، ويعرض أكل هذه اللحوم الملوثة الإنسان والحيوان للمخاطر الصحية.
ويعتبر أهم الأهداف التي يراد تحقيقها من خلال "عام الغوريلا" هو إيقاف ملاحقة وذبح القرود. ويؤكد ريدموند أن استخدام لحوم الغوريلا التجاري زاد عن حدود الاستخدام المحلي التقليدي، بحيث أصبح أكل لحم الغوريلا تقليعة مشهورة، فالهدف من هذه الحملة ليس منع أكل اللحوم البرية، بل التوقف عن أكل لحوم السلالات المهددة بالانقراض مثل الغوريلا والشمبانزي وسلالات أخرى بدأت في الانقراض. كما يجب تقنين عمليات الصيد حتى لا يتم القضاء على السلالات المسموح صيدها ومحاولة إيجاد مصادر بديلة للبروتين.
فعاليات مكثفة خلال عام الغوريلا
ويحاول المنظمون "لعام الغوريلا" إقناع المشاهير بهذه الفكرة بتقديم الدعم اللازم لإحياء هذه المناسبة. حيث يتم إقناعهم بالفكرة كي يتضامنوا معها من خلال إعلانهم أنهم لن يستهلكوا لحوم الحيوانات المهددة بالانقراض، وقد استجاب البعض لهذه الفكرة، ويسعى المنظمون لنشر هذه التصريحات والترويج لها من خلال وسائل وفعاليات مختلفة، وبتحديد عام لمثل هذا الهدف سيتم لفت الأنظار وتركيزها على مشكلة انقراض السلالات المختلفة.