موجة جفاف شديدة تجتاح القرن الأفريقي
٥ مارس ٢٠٠٦تجتاح بلدان القرن الأفريقي موجة جفاف كبيرة بسبب عدم هطول الأمطار. وكان من نتائجها تهديد حياة 11 مليون إنسان في بلدان افريقية عدة، كما أنها أثرت على الهجرة السنوية لبعض حيوانات القارة بين بعض بلدانها. تلك الهجرة التي تمتد لمئات الأميال بحثاً عن مراع جديدة تعرض هذه الحيوانات البرية الى الكثير من الأمراض الجديدة. فرعاة المنطقة أصبحوا يقودون قطعانهم الى المحميات الطبيعية، كما تفيد السلطات الكينية. وهذا يهدد بالطبع الحيوانات البرية التي تعيش بحرية في هذه المحمية الطبيعية، إذ ان نظام المناعة لديها، رقم قوته وتفوقه على مناعة الحيوانات الداجنة، قد لا يصمد أمام الأمراض المتفشية بين قطعان الماشية في المنطقة، والتي يمكن ان تنتقل اليها.
الجفاف يهدد البقاء
تعاني منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ سنوات وذلك بسبب الأمطار الشحيحة في المنطقة. فالوضع الغذائي في تنزانيا مثلاً يزداد سوءاً أكثر وأكثر، مما دعا الحكومة الى التعبير عن قلقها الشديد من حدوث كوارث في المنطقة، لاسيما وان كميات الأمطار المتساقطة شحيحة جدا، الامر الذي أدى الى هلاك المحاصيل الزراعية. وفي هذا الصدد حذرت منظمة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة من انه من غير المحتمل هطول الأمطار قبل نيسان/ابريل القادم، الامر الذي دفع بعض حكومات البلدان الأفريقية الى طلب المساعدة من الدول المانحة، إذ طلبت تنزانيا نحو 100 ألف طن من المساعدات الغذائية لقرابة 3.7 مليون شخص يهددهم شبح المجاعة في القارة. ووجه الصليب الأحمر الدولي هو الآخر نداء لجمع نحو مليون يورو لمساعدة ضحايا الجفاف في اثيوبيا وحدها، حيث تهدد المجاعة حياة 6.2 مليون إنسان. من جهة أخرى حذر محقق خاص تابع للأمم المتحدة في وقت سابق من ان زهاء 11 مليون شخص مهدد بالمجاعة في كينيا والصومال وجيبوتي إثيوبيا بسبب الجفاف الذي يعم المنطقة.
الحيوانات مهددة هي الأخرى
نفق حتى الان ستون فرس نهر على الأقل في مناطق مختلفة في افريقيا نتيجة موجة الجفاف المستمرة. فمن المعروف أن فرس النهر، الذي يعتبر الى جانب الفيلة وحيوانات وحيد القرن من اكبر الحيوانات حجما المتبقية على الأرض، يحتاج الى كمية كبيرة من الماء والوحل من اجل تبريد جسمه الذي يصل وزنه الى 3.2 طن. كما نفق أيضا قرابة 40 من الحمير الوحشية الضخمة المهددة الانقراض، علماً أنها من اكبر وأخطر الأنواع الثلاثة المتبقية في افريقيا من فصيلة الحمار الوحشي. وكشفت مصادر صحية عن وفاة بعض هذه الحيوانات بالقرب من محمية سامبورو الطبيعية بوسط افريقيا بفيروس الجمرة الخبيثة. ويعتبر فيروس هذا المرض من الفيروسات المنتشرة في مناطق كثيرة من القارة الأفريقية، إذ ما تزال عصيات المرض محفوظة في التربة الجافة عبر عقود السنين الطويلة، والتي تصاب بها الحيوانات عندما تبدأ الحيوانات برحلة البحث عن النباتات في مواسم الجفاف.
المطر لا ينزل قبل آذار
تعاني المئات من حيوانات الجاموس البري والفيلة وكثير من أنواع الحيوانات الكبيرة الأخرى، التي تستهلك كميات كبيرة من الماء يومياً، من الجفاف الذي أصاب مناطق واسعة من القارة. عن هذا يقول سامسون لينير وهو احد العاملين في محمية ماساي- مارا في كينيا "إننا نرى، ان الوضع الصحي للكثير من الحيوانات آكلة النباتات الكبيرة يسوء يوماً بعد آخر." ويرى ان الوضع سيستمر سوءاً لان التوقعات تشير الى عدم نزول الأمطار قبل منتصف شهر آذار /مارس.
كما أثرت موجة الجفاف على هجرة أكثر من 1.5 مليون من حيوانات النو الكبيرة والحمار الوحشي وغيرها من الحيوانات التي تقتات على النباتات من ماساي- مارا في كينيا الى محمية سيرنغيتي المشهورة في تنزانيا. وكانت جموع الحيوانات المهاجرة تعد من أكثر المشاهد روعة عند الكثير من الأشخاص. إذ تنتقل الحيوانات الى سهول سيرنغيتي حيث ترعى هناك العشب وتضع صغارها، فالعشب هناك يتمتع بقيمة غذائية عالية لاحتوائه على الكالسيوم الذي يعتبر ذا أهمية كبيرة لإنتاج الحليب، كما تقول تيتوس ماينغيا المسؤولة عن المحمية التنزانية.