مشاريع نموذجية لحماية التنوع الحيوي في إفريقيا بدعم ألماني وأوروبي
٢٥ مايو ٢٠٠٨تسعى بعض المؤسسات الألمانية إلى تقديم الدعم المالي والتقني وكذلك العلمي لمساعدة بعض البلدان الإفريقية في مواجهة تراجع التنوع البيولوجي، الذي يُعد ظاهرة عالمية، غير أنه يهدد البلدان الفقيرة أكثر من غيرها نظرا لقلة إمكانياتها المالية والعلمية. وفي إطار المؤتمر التاسع لحماية التنوع البيولوجي والذي تنظمه الأمم المتحدة من التاسع عشر من شهر مايو/أيار إلى الثلاثين من نفس الشهر، قدم ما يناهز ستة آلا مشارك من مختلف أنحاء العالم وذلك للبحث في سبل وقف تراجع التنوع الحيواني والنباتي وما يخلفه من أضرار جسيمة على البيئة والزراعة وكذلك الإنسان، خاصة مع تزايد التقلبات المناخية وارتفاع أسعار الموارد الغذائية.
محميات طبيعية في موريتانيا بدعم أوروبي
وفي هذا الإطار قدم عدد من الممثلين لوزارة البيئة الموريتانية للتعريف بمشاريع لحماية التنوع البيولوجي تم إنجازها بدعم أوروبي في هذا البلد الصحراوي الواقع على المحيط الأطلسي. فقد تم هناك إنشاء محميتين طبيعيتين في شمال ووسط موريتانيا وهما محمية حوض آرغين ومحمية دياولينغ.
وتم إنشاء المحمية الوطنية بحوض آرغين في منتصف السبعينات من القرن الماضي في منطقة خليج آرغين البحرية الواقعة في شمال موريتانيا وذلك بدعم أوروبي وألماني، حيث تتولى الوكالة الألمانية للتعاون التقني (GTZ) تقديم خدمات استشارية في مجال إدارة الثروات الطبيعية في محمية حوض آرغين. وتستمد هذه المحمية أهميتها بالنسبة للحفاظ على التنوع البيولوجي من كونها تعتبر قبلة لآلاف الطيور المائية المهاجرة القادمة من أوروبا وكذلك لعدد كبير من الأسماك المتنوعة.
كما تعد محمية دياولينغ من أهم المناطق المستقطبة للطيور المهاجرة من أوروبا وكندا، من بينها البجع الأبيض والخطاف الملكي والنحام الوردي. وتم إنشاء محمية دياولينغ في إطار تعاون أوروبي ـ موريتاني في منتصف التسعينات وذلك في إطار برنامج موسع لإعادة تأهيل النظام البيئي في منطقة الدلتا السفلى لنهر السنغال الواقعة في الوسط الموريتاني وذلك بعد بناء سدين على ضفاف النهر نجم عنها تراجع نسبة المياه إلى أدنى مستوياتها في حوض النهر، علاوة على فترة جفاف ضربت البلاد في السبعينات. وأدت هذه العوامل إلى تراجع التنوع النباتي في المنطقة وتحولها إلى منطقة قاحلة وكذلك تراجع نسبة الأسماك في النهر، مما أدى إلى نزوح السكان إلى مناطق أخرى.
من جهته، يقول مدير محمية دياولينغ الدكتور داف ولد سهلة ولد داف في حديث له مع موقعنا إن بلاده ترغب في استقطاب دعم ألماني لمشروع حماية ودعم التنوع البيولوجي في موريتانيا، نظرا لأهمية المحميات في البلاد على الصعيدين البيئي والاقتصادي، كما صرح مدير المحمية بأن موريتانيا تسعى من خلال إنشاء المحميات الطبيعية إلى استقطاب السياح الأجانب إلى البلاد وبالتالي النهوض بقطاع السياحة في البلاد.
دعم ألماني لحماية الغابات والقهوة الأثيوبية
وفي إطار المؤتمر نفسه يقوم المركز العلمي للدراسات التنموية التابع لجامعة بون بدراسات متنوعة لدعم زراعة القهوة في أثيوبيا وحماية الغابات فيها. ويهدف مركز الدراسات التنموية إلى حماية نبتة القهوة البرية في أثيوبيا، خاصة وأن صادرات القهوة تعد من أهم الموارد المالية للبلاد.
وفي هذا الصدد يقوم المركز بحملات مختلفة في بعض المدارس الابتدائية الأثيوبية لتوعية التلاميذ والأطفال حول أهمية حماية الغابات من أجل حماية البيئة والتنوع البيولوجي في البلاد.
وتعتبر الغابات الاستوائية في أثيوبيا موطنا لمئات الأنواع من النباتات، أهمها وأكثر شهرة نبتة القهوة التي تعرف بقهوة أرابكا. وبالرغم من أن زراعة هذا النوع من القهوة منتشر في أثيوبيا إلا أن قطع الغابات وقطف نباتات القهوة العشوائي يهدد التنوع الجيني لها. في هذا الإطار قام المركز بدعم من الوزارة الألمانية للتعليم والبحث العلمي بإنشاء بنك زراعية لحفظ شتائل نبتة القهوة وذلك في إطار برنامج يهدف إلى زراعة القهوة البرية على حافة الغابة وذلك لحفظ أصناف القهوة من الانقراض وبالتالي حماية الغابات الأثيوبية.