ثلاثة أسباب وراء تواضع أداء دورتموند في الدوري الألماني

لم يعد دورتموند يحلم بإحراز لقب الدوري الألماني، ولا يحلم حتى باحتلال أحد المراكز المتقدمة فيه، بل ولم يعد يحلم حتى بالمنافسة الموسم القادم في بطولة الدوري الأوروبي. فقد أصبح طموحه في الوقت الحالي يقتصر على ضمان البقاء في دوري الدرجة الأولى الألماني- بونديسيلغا. فدورتموند الذي أقلق بايرن المواسم الماضية، وتناوب معه على قمة الدوري، وكان وصيفا له في نهائي بطولة دوري الأبطال لموسم 2012/ 2013، يقبع الآن ثالثا في أسفل ترتيب الدوري الألماني، ومهددا بالهبوط إلى الدرجة الثانية، إن لم يصحو ويستعيد عافيته. فما الذي حدث لفريق المدرب يورغن كلوب؟

لم يتحدث رئيس مجلس إدارة نادي دورتموند هانس- يواخيم فاتسكه عن إصابة نجم الفريق ماركو رويس في المباراة الأخيرة أمام بادربورن، خلال حديثه مع أعضاء النادي في الاجتماع السنوي الذي يعقده مجلس إدارة النادي. ولم يبحث عن حجج تبرر النتائج السلبية للفريق. لكن فاتسكه وجه لومه المباشر إلى لاعبي الفريق وحملهم مسؤولية وصول الفريق إلى هذا المستوى. وطالب أيضا كل أعضاء النادي بالوقوف سوية لتجاوز الأزمة التي يعيشها النادي.

عدم تطرق فاتسكه إلى قضية إصابة رويس الجديدة وتركيزه على حل مشاكل الفريق والضغط على اللاعبين يوضح أن لدورتموند ثلاث مشاكل تعصف به. أولا: أداء سيئ أمام الأندية الأقل قوة. ففي المباراة الأخيرة مع بادربورن خرج الفريق بنقطة واحدة فقط من التعادل 2-2 بعد أن كان متقدما خلال الشوط الأول بهدفين للاشيء. كما لم يفز فريق المدرب كلوب على فرق أخرى منذ بداية الدوري، مثل هامبورغ وشتوتغارت وكولونيا وأخيرا بادربرون.

التألق أمام الفرق القوية

لكن دورتموند قدم مستوى مختلفا أمام فرق أخرى قوية في الدوري مثل المتصدر بايرن، والثالث في تسلسل الدوري مونشنغلادباخ، عندما ودع دوامة الهزائم المتتالية واستعاد نغمة الانتصارات بهدف نظيف خلال المرحلة الحادية عشر من المسابقة. وفي دوري الأبطال يتصدر دورتموند مجموعته بـ 12 نقطة أمام ارسنال الانكليزي واندرليخت البلجيكي وغلاطة سراي التركي.

ويوضح هذا التناقض في النتائج في اللقاءات أمام الفرق القوية والأخرى الضعيفة أن دورتموند يعاني من مشكلة نفسية أمام الفرق الضعيفة. حتى أن مجلة "كيكر شبورت" ذكرت في عدد سابق أنه في الوقت الذي سجل فيه دورتموند أهداف بنسبة 40.6 من الفرص التي سنحت له في دوري الأبطال، فإن النسبة على مستوى بونديسليغا بلغت 17.2 بالمئة فقط.

لاعب لا يعوّض

ثانيا: أداء الكاي غندوغان الضعيف بعد الإصابة!. فقد غاب أمل الفريق غوندوغان لعام كامل عن الفريق بسبب التهاب في أحد أعصاب الظهر. وبعد عودته إلى الساحة الخضراء في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر لم يعد إلى مستواه الذي اعتادت عليه جماهير الفريق، خاصة وأن لاعبين مهمين مثل الياباني كاغاوا و الأرمني ماختاريان ليسا في المستوى المعهود أيضا.

ثالثا: رحيل روبرت ليفاندوفسكي من دورتموند إلى بايرن ترك فراغا كبيرا في خط الهجوم. فالبولندي روبرت لا يملك قدما عبقرية في تسجيل الأهداف فقط، بل يبرع أيضاً في تمرير الكرات الصعبة والطويلة لزملائه. وبالتأكيد لم يكن في وسع دورتموند الاحتفاظ بليفاندوفسكي، لكن رحيله أوضح الثقل الذي كان يحتله في دورتموند. ورغم وجود الهداف الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ والذي يسجل الأهداف أيضا، إلا انه لا يقارن بروبرت ليفاندوفسكي.

ثلاث مشاكل رئيسية تواجه المدرب يورغن كلوب، إن تغلب عليها سيتمكن من مغادرة المنطقة الحمراء في جدول ترتيب الدوري الألماني. وربما المنافسة على المراكز الأربع الأولى في الترتيب، وبالتالي المشاركة في دوري أبطال أوروبا الذي يحقق فيه دورتموند هذا الموسم نتائج طيبة. وسيكون المشهد غريبا لو أن دورتموند وصل إلى مراحل متقدمة في هذه البطولة القارية وتنافس على اللقب هذا الموسم، بينما يغيب عنها العام القادم بسبب عثراته في بونديسليغا.