كيف يمكن حماية اللاعبين النجوم من الإصابة المتعمدة؟
٢٤ نوفمبر ٢٠١٤كتب نجم نادي بروسيا دورتموند ماركو رويس على صفحته في الفيسبوك "يا ناس، أنا بخير، رغم الإصابة. سأعود إليكم من جديد". كتب رويس هذه الرسالة إلى مشجعي ناديه بعد الأنباء التي تحدثت عن إصابته في الرباط الخارجي خلال المباراة التي جمعت فريقه مع نادي بادربورن يوم السبت الماضي، وبعد تدخل قوي من قبل لاعب بادربورن مارفين باكالورتس. ومرة أخرى تبعد الإصابة رويس عن فريقه لفترة قد تستغرق هذه المرة حتى شهر كانون الثاني/ يناير القادم، مما يشكل مشكلة كبيرة لفريقه الذي يعاني أساسا من التعثر في الدوري الألماني بسبب الإصابات الكثيرة.
كثرة الإصابات في الدوري الألماني دفعت المتابعين لمناقشة الطرق المحتملة لحماية اللاعبين النجوم، خصوصا بسبب تأثير ذلك على الفرق المتنافسة، مثل فريق دورتموند. عدد من المتابعين طالبوا بعقوبات إضافية للاعبين الذين يتسببون في إصابة لاعبين نجوم، مثل رويس. وكان اللاعب السابق ديتمر هامان قد عبر عن اعتقاده في سكاي الرياضية قائلا:"يجب معاقبة باكالورتس وعدم السماح له باللعب حتى نهاية أعياد الميلاد" أي لمدة شهر تقريبا. كما ذكرت مجلة كيكر الرياضية في تعليقها عن الموضوع: "عقوبة حتى يعود المصاب لعافيته".
بيد أن البعض يعتقد أن مثل هذه الاقتراحات غير واقعية أساسا. فربما يحاول فريق ما، إطالة مدة إصابة لاعبه وعدم الإعلان عن تعافيه في محاولة لإطالة فترة إبعاد اللاعب الذي تسبب في الإصابة. وماذا لو طالت فترة الإصابة لستة أشهر أو سنة وكان اللاعب المتسبب في الإصابة، نجم مهم في فريقه مثل أريين روبن، أو روبرت ليفاندوفسكي في بايرن، أو مدافع دورتموند ماتياس هوملز؟ وهل يمكن أساسا القيام بتقييم غياب أحد هؤلاء اللاعبين المهمين في أنديتهم مع لاعبين آخرين أقل أهمية؟
كما إن كرة القدم رياضة قوية، لا يمكن تصورها دون وجود احتكاك مباشر بين اللاعبين. فماذا لو تسبب احتكاك بسيط بين اثنين في إصابة احدهم بطريقة غير مقصودة؟. كيف يمكن حينها تقييم العقوبة ونتيجة ما حدث؟
غياب لاعب وخسارة فريق
من جانب آخر، لا يمكن تجاهل ما يتركه لاعب نجم من فراغ في فريقه، حينما يغيب عنه بسبب تدخل متعمد وقوي من طرف لاعب فريق آخر. وليس بعيدا عن الذاكرة تلك الإصابة التي تعرض لها مهاجم المنتخب البرازيلي نيمار بعد تدخل مباشر من الكولومبي خوان تزونخا خلال ربع نهائي كأس العالم في البرازيل، والتي أدت إلى إحداث كسر في إحدى فقرات العمود الفقري لنيمار، فأبعدته عن منافسات البطولة وأثرت كثيرا على أداء فريق السامبا. حصل خوان تزونخا حينها على البطاقة الصفراء، وهي نفس البطاقة التي رفعها حكم مباراة دورتموندو بادربورن الحكم فولفغانغ ستارك، بوجه مارفين باكالورتس بعد إصابة رويس. فكيف للحكم أن يقيم البطاقة التي يلزم رفعها بوجه اللاعب المتسبب؟، الصفراء؟ أم الحمراء؟ وهل سيعتمد في ذلك على الظروف المحيطة أم على نجومية اللاعب المصاب؟
الحكم الايطالي السابق بيرويغي كونيلا أقترح في شهر آذار مارس الماضي أن يتم إخراج اللاعب المتسبب في الإصابة عن الملعب لحين عودة اللاعاب المصاب. لكن اقتراحه هذا لم يجد صدى حتى اليوم. فموضوع إصابة اللاعبين ليس على قائمة القضايا المهمة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم – فيفا. أما في ألمانيا فقد عاد النقاش بقوة حول كيفية عقوبة المتسبب في إصابة لاعب مهم. مدير نادي بروسيا دورتموند هانس- يواخيم فاتسكه تحدث عن إصابة رويس وقال: "يمكن مشاهدة الحادث بوضوح، كيف هاجم اللاعب الآخر رويس وكيف أصابه وكيف أن العقوبة لم تكن بحجم الحادث". ويؤيده في ذلك مدرب نادي هامبورغ جوزيف زينباور بقوله :"لو كان هذا لاعبي، لقلت نفس الكلام ".
بسبب الإصابة اضطر اللاعب رويس للغياب عن المشاركة مع منتخب بلاده في مونديال البرازيل 2014 ، حيث توجت ألمانيا باللقب العالمي الرابع. كما إنه عاد من إصابة أخرى لحقت به في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي خلال مباراة فريقه الأولى ضمن تصفيات كأس أوروبا 2016 ضد اسكتلندا، فأبعدته لمدة شهر تقريبا عن الملعب. ورغم ذلك لازال النجم رويس متفائلا ويطالب مشجعي ناديه بالتفاؤل أيضا، بصرف النظر عن كل الإصابات التي تعرض لها.