انطلاقة جديدة لدورتموند بدعم من الخصم
١٠ نوفمبر ٢٠١٤بعد أن صرخ بكل ما لديه من قوة فرحا بفوزه على بروسيا مونشنغلادبخ بهدف دون رد في ختام المرحلة الحادية عشرةمن البوندسليغا، ركض مدرب دورتموند يورغن كلوب باتجاه كريستوف كرامر لاعب بروسيا مونشنغلادبخ لمواساته بعد أن حقق هذا الأخير هدفا بالخطأ في مرمى فريقه لينقذ بذلك دورتموند من القاع.
دورتموند قدم يوم أمس الأحد (التاسع من نوفمبر 2014) عروضا رهيبة في المباراة ولاشك، وكان متفوقا في جميع تفاصيلها وعلى رأسها الطلعات الهجومية الخطيرة وعدد التسديدات باتجاه مرمى الخصم، حيث بلغت 22 لصالح دورتموند ومرة واحدة فقط لصالح غلادباخ. ورغم ذلك فشل رجال المدرب كلوب في حسم المباراة لصالحهم وكانوا بحاجة إلى دعم بطل العالم، كريستوف كرامر لاعب خط وسط مونشنغلادباخ الذي أهداهم الفوز على أرضهم وأمام ثمانين ألف متفرج.
كرامر أصبح جزءا من دورتموند
أخطأ كرامر في توقيت إعادة الكرة إلى حارس مرمى يان سومر من مسافة 40 مترا لتستقر الكرة في شباك فريقه، وليخرج دورتموند فائزا بعد سلسلة من ست هزائم متتالية في سبع مباريات. وكان كلوب محقا عندما قال عقب المباراة: "لقد أصبح لكريستوف كرامر بدون قصد مكانا في تاريخنا الآن".
دخل يورغن كلوب في نشوة فرح غير مسبوقة، شاركه فيها الآلاف من مشجعي الفريق الأصفر، كما لو أنه فاز بأحد الألقاب الكبرى. رغم كل هذا مازالت هناك أميال تبعد دورتموند عن فرق الصدارة، حتى ولو كان هذا الفريق ومازال بطل الإثارة بدون منازع. دورتموند لم يسجل الهدف بنفسه، بل جاء فوزه نتيجة هدف عكسي. ويجب القول، إن كثرة الأخطاء الفردية على مستوى الدفاع والعجز التهديفي الذي بدا واضحا في مباراة أمس الأحد، كانت أيضا من بين أسباب تراجع دورتموند بطل عامي 2011 و2012 ووصيف بايرن ميونيخ الموسم الماضي إلى المركز الخامس عشر حاليا مكتفيا بعشر نقاط فقط من 11 مباراة، و12 هدفا مقابل 17 هدفا دكت شباكه.
استقرار أداء دورتموند
ويعترف المدرب كلوب أنه لولا هدف كرامر، لتعذر على دورتموند الفوز في هذه المباراة، خاصة بعد أن ارتطمت الكرة بالقائم إثر تسديدتين من ماركو رويس، وإهدار هينريك مخيتريان ولوكاس بيتشيك لفرص رهيبة. في المقابل بدا غلادبخ منهكا، خاصة لاعبوه الأساسيين مثل مارتين شترانزيل وتوني يانتتشيك وكريستوف كرامر ورافائيل. وعلل المدرب لوسيان فارفي إخفاق فريقه في الهجوم بالقول: "مارس دورتموند ضغطا كبيرا".
إضافة إلى هدف كرامر، كان دفاع دورتموند هو سر فوز الفريق، بعد أن تخلص من الأخطاء الفردية التي كلفته الكثير من النقاط في الأسابيع السابقة. لقد اعتمد كلوب على ذات التشكيلة للمرة الثالثة على التوالي، بما في ذلك إدخاله لنيفين سوبوتيتش عوض المصاب ماتس هوميلس. وبعدما كان خط الدفاع يطيح بتقدم خط الهجوم، بدا في مباراة البارحة عودة الاستقرار في الصفوف الخلفية. بينما أضحى الفريق يأمل في أن تشكل مباراة يوم أمس الأحد انعطافة جديدة في مسيرته هذا الموسم، مما جعل المدرب كلوب يؤكد أيضا أنه "لو تحولت هذه المباراة لتكون نقطة بداية جديدة لموسمنا، فإنني سأقبل بها كما هي". ويبقى التحدي الكبير أمام دورتموند هو القفز إلى الأدوار المؤهلة للمسابقات الأوروبية، أما أمله الأوَلي في مطاردة بايرن متصدر الترتيب فقد أصبح بطبيعة الحال أمرا مستحيلا، أمام فارق 17 نقطة.