تحرش وشغب خلال "حفلات إفريقيا" بإيطاليا يثيران جدلاً واسعاَ
١٥ يونيو ٢٠٢٢
"لقد عشنا يوماً من الحرب"! هكذا وصفت عمدة مدينة بيسكيرا دل غاردا الإيطالية ما حصل يوم الثاني من حزيران/يونيو 2022 في المدينة الساحلية الواقعة على بحيرة غاردا.
في ذلك اليوم قام مئات الفتيان، "معظمهم من شمال إفريقيا"، بأعمال شغب وتخريب وتحرش بالنساء واعتداء على السياح، واشتبكوا مع الشرطة ورموها بحجارة وزجاجات، كما نقل موقع "بيلد" الألماني، الذي أضاف أن عددهم كان يترواح بين 1500 و2000 شخص.
ورغم أن ذلك اليوم كان يصادف "يوم الجمهورية الإيطالية"، إلا أن أولئك الفتيان كانوا يرددون هتافات "هنا إفريقيا"، بحسب موقع "برلينر تسايتونغ". وكان الفتيان قد أعلنوا عن الاحتفال في المدينة على منصة "تيكتوك" تحت شعار "إفريقيا في بيسكيرا"، كما جاء في موقع "دير ستاندرد".
وأضاف الموقع أن العديد من الفتيات تعرضن للتحرش الجنسي والإهانة من قبل "الفتيان الأفارقة" على متن قطار من بيسكيرا إلى ميلانو، مشيراً إلى أن الفتيات، اللائي كن في طريقهن إلى بيوتهن من منتزه غاردالاند الترفيهي، اتصلن بآبائهن الذين أبلغوا الشرطة.
وبحسب "بيلد" و"دير ستاندرد"، تجري السلطات الإيطالية تحقيقات مع نحو ثلاثين فتى. وذكر "دير ستاندرد" أن معظم المشتبه بهم هم من مواليد إيطاليا لكنهم ينحدرون من شمال إفريقيا ومعظمهم من المهاجرين المغاربة، مضيفاً أن معظمهم يعيش في إقليمي لومباردي وفينيتو.
إدانات وجدل حول الاندماج
وأدانت أحزاب إيطالية أعمال الشغب بشدة. واتهمت عمدة بيسكيرا أوريتا غايولي، مدير الشرطة المحلية بعدم الاستعداد بشكل كافٍ. كما دعا لوكا زايا، محافظ إقليم فينيتو وعضو حزب "ليغا" اليميني الشعبوي، إلى "عدم التسامح مطلقاً مع المجرمين".
من جهته كتب ماتيو سالفيني، رئيس حزب "ليغا" اليميني الشعبوي ووزير الداخلية الإيطالي السابق، على وسائل التواصل: "العنف والتهديدات غير مرحب بها، إذا لم يعجب هذا هؤلاء الفتيان، فيستطيعون مغادرة إيطاليا مع آبائهم المتواطئين أو المنشغلين عنهم".
وقد شبهت صحف إيطالية ما حدث في مدينة بيسكيرا الإيطالية بأحداث رأس السنة 2016 في مدينة كولونيا الألمانية، عندما تعرضت مئات النساء لتحرش جماعي من قبل مئات الشباب، معظمهم من شمال إفريقيا، حسب ما ذكرت السلطات آنذاك.
وتعليقا على أحداث غاردا الإيطالية، كتب عالم النفس الألماني الإسرائيلي أحمد منصور، على تويتر: "الأمر لا يبدأ بأن يتحرش فتيان بالنساء في الشارع، بل يبدأ بتصورات النقاء والشرف بأن على المرأة أن تحافظ على عذريتها، وإذا لم تمتثل لذلك، فإنها تعتبر ناقصة الكرامة".
دعوات أخرى!
ويبدو أن الدعوات لاتخاذ إجراءات صارمة لم تثن الفتيان الأفارقة عن إعلان "حفلات إفريقية" أخرى. فبعد يومين من أحداث بيسكيرا، تم الإعلان عن "حفلة إفريقية" أخرى في نفس المدينة. وفي يوم الجمعة الماضي (10 حزيران/يونيو 2022)، تم نشر مقطع فيديو آخر يحتوي على نص يقول: "كانت بيسكيرا مجرد مقدمة، نراكم في ريتشوني". ويظهر في الفيديو أعلام مغربية وعبارة "بيسكيرا هي إفريقيا، ريتشوني هي المغرب". ونتيجة لذلك، زادت السلطات بشكل كبير من الاحتياطات الأمنية في بيسكيرا ومنتجع ريتشوني الساحلي على البحر الأدرياتيكي وفي ريميني القريبة.
لكن لم تتم إقامة أي من هذه "الحفلات". ويبدو أن الفتيان إما أرادوا خداع السلطات، أو أنهم بدأوا يشعرون بالقلق من زيادة تواجد الشرطة، كما نقل موقع "دير ستاندرد". وبدلاً من ذلك، تجمع أعضاء جماعة "كاسا باوند" للفاشيين الجدد يوم السبت (11 حزيران/يونيو 2022) أمام محطة القطارات في بيسكيرا تحت شعار "الدفاع عن بلادنا وشعبنا".
م.ع.ح