Biologische Veielfalt Konferenz in Bonn
١٣ مايو ٢٠٠٨تنطلق في مدينة بون الألمانية في الـ 19 من آيار/ مايو 2008 فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة حول مخاطر استخدام الهندسة الوراثية في القطاع الزراعي. ويعد التنبؤ بنتائج هذا المؤتمر أمراً صعباً، في ظل المواقف المتباينة للمشاركين.
المؤتمر يجمع ممثلي الحكومات والمنظمات غير الحكومية من 190 بلدا، ومن بينهم المستشارة أنغيلا ميركل وأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون والرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا داسيلفا ورئيس الوزراء الياباني السابق جونتشيرو كويزومي. ويرى القائمون على المؤتمر أن الأوضاع الحالية توحي بأن الهدف الأممي، الخاص بخفض معدل الخسارة في التنوع البيولوجي بمجيء عام 2010، لن يتحقق. وإن كان المؤتمر التاسع من نوعه يركز على تحقيق هذا الهدف على المدى المتوسط والمدى البعيد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ممثلي بعض المنظمات غير الحكومية المشاركة في المؤتمر قولهم إن كبرى شركات الهندسة الوراثية في العالم تريد التوصل إلى اتفاق طوعي بدلاً من القوانين الدولية الملزمة بشأن المسؤولية القانونية والتعويضات، فيما يتعلق بالخسائر الناجمة عن استخدام الكائنات الحية المعدلة جينياً.
منظمة جرينبيس تطالب بإطار قانوني لوقف تدمير الغابات
ويسعى المشاركون في المؤتمر، وهم أطراف "بروتوكول قرطاجنة بشأن السلامة الحيوية" إلى وضع قواعد بشأن حقوق الحماية الدولية والمسؤولية القانونية في حال نقل نباتات معدلة وراثيا مثل الأرز أو الذرة أو فول الصويا عبر الحدود، لحماية البشر من المخاطر المحتملة لهذه المواد الزراعية.
يذكر أن "بروتوكول قرطاجنة" لا يتضمن بنودا واضحة بشأن التعويضات والمسؤولية القانونية في حال حدوث أضرار اقتصادية أو صحية ناجمة عن هذه المواد المعدلة وراثياً. ويشار إلى أن حوالي 147 دولة وقعت على هذا البروتوكول، غير أن الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين لم توقع عليه، وهي دول زراعية كبرى ما تزال تستخدم أساليب الهندسة الوراثية على نطاق واسع.
من ناحية أخرى، يطالب مارتن كايزر، منسق منظمة جرينبيس في المؤتمر باستصدار قرار بوقف تدمير الغابات في موعد غايته عام 2015 موضحا أن "الغابات الأصلية تختفي بمعدلات مأساوية ناجمة عن عمليات القطع غير القانونية المستمرة للأشجار بالإضافة إلى الحرائق وإلى استغلال تلك الغابات لتلبية الاحتياج المتزايد إلى ما يسمى بالوقود الحيوي". ويطالب كايزر بتبني إطار قانوني ملزم لاستخدام الوقود الحيوي قائلا: "إذا لم يحدث هذا في المؤتمر المنعقد بمدينة بون، فإن مشكلات ارتفاع درجة حرارة الكون وفقدان التنوع الحيوي والجوع والفقر ستزداد".
اعتراضات على المؤتمر ومؤتمر موازي
وقبل أيام من انطلاق هذا المؤتمر الدولي، تظاهر محتجون من 80 منظمة زراعية وبيئية ضد الجوع وانقراض الأنواع النباتية والحيوانية والهندسة الوراثية خارج الفندق الذي يعقد فيه المؤتمر. وقالت الناشطة الهندية فاندانا شيفا، الحاصلة على جائزة "نوبل البديلة"، والتي شاركت في التظاهر: "لن يكون لنا مستقبل على هذا الكوكب إلا إذا كان هناك تنوع زراعي". ووجهت شيفا انتقادات حادة لهذا المؤتمر الدولي متهمة الشركات الزراعية بالـ"جشع" وبعدم الاهتمام سوى بمكاسبها الخاصة.
وبالتوازي مع المؤتمر الدولي في بون يعتزم نحو 750 خبيرا في قطاع البيئة والتنمية والمنظمات الزراعية من نحو مائة دولة إرسال رسالة للمسؤولين في العالم من خلال مؤتمر بديل أطلقوا عليه اسم "كوكب التنوع". ويعتبر بينيديكت هيرلين من مؤسسة الزراعة في المستقبل والمشارك في هذا المؤتمر الموازي، أن السياسة الزراعية الدولية تحاول حاليا البت فيما إذا كان من الأفضل للعالم أن يستغني عن التنوع البيئي وتنوع الأحياء على الأرض معتمدا على زراعات موحدة كثيرة الإنتاج أم العكس. وفي هذا السياق، قال هيرلين إن التنوع البيئي هو القوة المتجددة للبيئة وأنها أثبتت جدواها عبر ملايين السنين حتى الآن وأن اختزال الزراعات إلى عدد قليل من الأنواع النباتية هو خطر كبير على البيئة.
وتبحث "القمة البديلة" أيضا أزمة ارتفاع أسعار الأغذية على مستوى العالم بالإضافة إلى قضية الوقود الحيوي. وفي هذا السياق يوضح رودولف بونسيل من "الخدمة التنموية للكنيسة البروتستانتية" أن انفجار أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم ليس نتيجة لتراجع المحاصيل الزراعية أو نقص في هذه الأغذية، بل إحدى تداعيات المضاربات والمنافسة غير العادلة في الأسواق الزراعية. ويضيف بونسيل قائلا: "في البداية تم جعل الدول النامية خاضعة لمستوردي المواد الغذائية من خلال تحرير التجارة في السلع الإستراتيجية، ومن خلال بيع هؤلاء المستوردين لهذه السلع بأثمان رخيصة داخل هذه البلاد، أصبحت هذه الدول على مشارف الهاوية بعد أن تم تدمير زراعاتها الوطنية وأصبحت أسعار هذه السلع الحيوية في غير متناول شعوب الدول النامية".