الإخوان ينتقدون الموقف الغربي والظواهري يهاجم "صنم العجوة"
٣ أغسطس ٢٠١٣رفض عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي قال فيها إن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري ولكنه يقوم بالأحرى بمهمة "استعادة الديمقراطية" بطلب من "ملايين المصرين".
وقال العريان في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية الصادرة السبت (الرابع من أغسطس/ آب 2013): "تصريحات كيري تضر بالموقف الأمريكي ... الموقف الأمريكي كان ملتبساً في البداية (في 2011) ثم أصبح صريحاً عندما اعتبر أن ما حصل ثورة، وهنا يثور السؤال عما يحدث الآن. أليست ثورة أيضاً؟" في إشارة إلى اعتصام الآلاف من أنصار الإخوان.
وأضاف: "نرفض مواقفهم الأخيرة ونتعشم أن يراجعوها". ولم يستبعد العريان أن يلتقي وفد من الجماعة نائب وزير الخارجية الأمريكي ويليام بيرنز، الذي يزور مصر حالياً ومن المفترض أن يلتقي بقيادات مصرية من مختلف الأطراف. وأشار العريان في هذا الصدد: "سنحسم قرارانا خلال ساعات، لكن موقفنا هو لقاء الجميع".
وانتقد العريان الاتحاد الأوروبي الذي رأى أنه "يحمل أجندة الانقلابيين في الفترة الأخيرة ومعه الأمريكيون ... يجيئون لممارسة ضغوط غير أخلاقية على الإخوان للقبول بالأمر الواقع. لم يبق إلا القليل من الوقت ليقولوا إن الانقلاب تم برعايتنا". وعن الأفكار التي كان طرحها مبعوثو الاتحاد الأوروبي على أساس انخراط الإخوان في العملية السياسية الجديدة، قال نائب حزب الحرية والعدالة: "لا حل من دون عودة الشرعية والدستور".
من ناحيته، أكد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي على ضرورة أن تتاح للجميع المشاركة في الحياة السياسية الجديدة، مشيراً إلى أن العمل على إعادة الأمن والاستقرار في الشارع ليس مناقضاً للمصالحة وأنه يعتبره "شرطاً للمصالحة".
وتابع رئيس الوزراء المصري في حوار مع صحيفة الأهرام المصرية السبت بالقول: "الحقيقة الموجودة علي الأرض أن هناك أناس غير مطمئنين علي حياتهم ويتعرضون لقطع الطرق وأن هناك أناس كثيرين معهم سلاح والدولة في سبيل حماية الحقوق والحريات لابد أن تكون حاسمة في عودة الأمن والاستقرار والشعور بالأمان لدي الناس ... لا توجد دولة تقبل ألا تعرف ما يحصل فيها."
الظواهري يهاجم "صنم العجوة الديمقراطي"
من جهة أخرى، دخل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على خط الأزمة في مصر، إذ نصح الإخوان بالتخلي عن الديمقراطية والسعي للحكم من خلال التطبيق الكامل للشريعة.
وقال الظواهري في تسجيل مدته 15 دقيقة بثته مواقع جهادية السبت: "أتوجه بالنصيحة لمن أيدوا حكومة مرسى فأقول لهم بداية يجب أن نقر بأن الشرعية ليست في الانتخابات والديمقراطية، ولكن الشرعية هي الشريعة." وأضاف: "ليست الشرعية هي انتخاب مرسي رئيساً للجمهورية كرئيس لدولة علمانية وطنية".
وهاجم الظواهري أيضاً السياسة الأمريكية والجيش المصري، قائلاً: "اجتمع الصليبيون والعلمانيون والجيش المتأمرك وفلول مبارك وثلة من المنتسبين إلى العمل الإسلامي مع المال الخليجي والتدبير الأمريكي على إسقاط حكومة محمد مرسي". كما اتهم زعيم القاعدة الأقباط وبطريركهم البابا تواضروس الثاني بالسعي لإسقاط مرسي من أجل إنشاء دولة قبطية في جنوب مصر. كما انتقد بعنف شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب. وحمل الظواهري بعنف على العلمانيين، معتبراً أنهم "صنعوا صنم الديمقراطية من العجوة ثم أكلوه ليسقطوا حكومة مرسي وتناسوا الديمقراطية والانتخابات والتداول السلمي للسلطة وكل الخرافات التي يخدعون بها السذج". وأكدت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أنه تعذر إجراء فحص مستقل للشريط الصوتي الذي تم بثه.
ع.ج.م/ ي.أ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)