صحف أوروبية: ليس على جثث الخصوم تبنى الديمقراطية في مصر
٣٠ يوليو ٢٠١٣سلطت عناوين الصحف الألمانية الأوروبية هذا الأسبوع الضوء على مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، ما بين تطور الأحداث في مصر عقب عزل الرئيس محمد مرسي من قبل الجيش وما تبعها من مظاهرات دامية، وإعادة استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية.
صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية تطرقت إلى إعادة استئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشيء من السخرية في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الشرق الأوسط ساحة مدرسة". وكتبت الصحيفة تقول:
"هذا المشهد نراه عادة في ساحة المدرسة، عندما يتشاجر تلميذان ويضطر المعلم للتدخل كي يجبرهما على التصالح. التلميذان يتصافحان والعناد في عينيهما وهم لا يريدان ذلك في حقيقة الأمر، إلا أنه لا رأي لهما في ذلك. هذا ما يصف بدقة كبيرة الوضع في الشرق الأوسط ...لقد تعرضت إسرائيل مؤخراً للضغط عليها من قبل الاتحاد الأوروبي، فيما هددت واشنطن الفلسطينيين بتقليص مساعداتها لهم. ومن المحتمل أن يصبر الطرفان على هذه الضغوط حتى تهدأ، إذ لا توجد أي مؤشرات على استعداد أي منهما للتنازل".
أما صحيفة "دير ستاندارد" النمساوية فقد عنونت افتتاحيتها بـ"على جليد الرقيق"، في وصف فرص محادثات السلام بين الجانبين، وتابعت بالقول:
"بعد مرور عشرين عاماً على انطلاق محادثات السلام في أوسلو و46 عاماً على احتلال إسرائيل للضفة الغربية، الذي استبدل الاحتلال الأردني، يعود الفلسطينيون والإسرائيليون إلى طاولة المفاوضات مجدداً. هذه الجملة يجب أن تقال بنوع من التقييد، فإن خرج أحد الطرفين بمطالب جديدة – أو بصياغة جديدة لمطالب قديمة – قد يهدد ذلك بفشل المحادثات بكل سرعة. قاعدة هذه المفاوضات من الجليد الرقيق التي يحاول المرء أن يعيد استئناف محادثات كانت متوقفة منذ ثلاث سنوات".
وإلى الشأن المصري، الذي ما زالت تطوراته تشغل العالم والصحف الأوروبية أيضاً. صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية كتبت في تعليق بعنوان "ديمقراطية مبنية على الجثث":
"لقد كانت نهاية أسبوع جيدة بالنسبة لأهم القوى السياسية في مصر، فجماعة الإخوان المسلمين عرضت عشرات الجثث لمن قُتلوا في سبيل الديمقراطية. ويبدو أن الجميع نسي فترة رئاسة مرسي الكارثية وتحريض الشعبويين الإسلامويين الأعمى على القتل ...أما وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي فقد ترك الجموع تحتفل به كمخلّص. وحصل على شيك مفتوح لعمل أي شيء، سيما بعد حمام الدم الذي حصل يوم السبت الماضي...كثير ممن انتخبوا مرسي يحتفل بمقتل كل عنصر من الإخوان المسلمين، محملين أمريكا وإسرائيل وسوريا وحماس والغرب المسؤولية...حكام البلاد الجدد وجزء كبير من المصريين يزعمون بإمكانية بناء الديمقراطية على جثث الخصوم السياسيين. لكن البلاد أبعد ما تكون الآن عن الحرية".
أما صحيفة الغارديان البريطانية، فقد عنونت افتتاحيتها "حان الوقت للتراجع"، في إشارة إلى المؤسسة العسكرية في مصر. وكتبت الصحيفة:
"الجمود الذي أجبرت مصر عليه بعد تدخل الجيش في السياسة يزداد خطراً في كل يوم. وفي كل مرة تفتح فيها قوات الأمن النار على المتظاهرين، فإن مصداقية مهمتها في إعادة الأمن والنظام والحياة الاجتماعية تزداد تضعضعاً... وستدخل البلاد في حلقة مفرغة، فالشهداء سيفرزون احتجاجات والاحتجاجات ستفرز المزيد من الشهداء، في تصاعد لا متناه من العنف... ينبغي على الإخوان المسلمين أن يعيدوا التفكير في موقفهم إذا أرادوا إعادة المياه إلى مجاريها في مصر. لكن على الجيش أن يتخذ الخطوات الأولى".
وأخيراً حذرت صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية من تصاعد وتيرة العنف في البلاد بين أنصار مرسي ومعارضيه وكتبت:
"هناك خطراً لأن تغرق البلاد في دوامة من العنف بين أنصار مرسي ومعارضيه... ليس هناك شك في أن العسكريين سيكون لهم خلال ذلك الكلمة العليا في البلاد ... لذلك فإنه من المأمول أن يستمع الجيش إلى نداء نائب الرئيس (محمد) البرادعي - صوت العقل داخل النظام - لإجراء حوار وضبط النفس".