ليبيا: الكشف عن عملية سرية لاعتراض سفن أسلحة تركية
٢٥ مايو ٢٠٢٠أورد تقرير سري أعده خبراء من الأمم المتحدة تفاصيل مهمة أجنبية سرية في ليبيا لدعم المشير خليفة حفتر في بنغازي واعتراض سفن الإمداد التركية التي تنقل أسلحة إلى حكومة الوفاق في طرابلس.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، ونقلته مصادر ألمانية، والمكون من نحو 80 صفحة، شارك في العملية التي خططت لها بشكل أساسي شركات أمنية في الإمارات، 20 شخصاً على الأقل من أستراليا وفرنسا ومالطا وجنوب إفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة، نُقلوا إلى ليبيا من الأردن بذريعة إجراء أبحاث علمية.
ووفقاً للتقرير، تم التخطيط للعملية السرية بشكل أساسي من قبل شركات أمنية مقرها في الإمارات وهي "لانكستر6" و"أوبوس كابيتال أسيت"، والتي قامت، بحسب خبراء الأمم المتحدة، بتهريب ست مروحيات من جنوب إفريقيا وقاربين عسكريين من مالطا إلى ليبيا في حزيران/ يونيو 2019.
وقال الخبراء في التقرير إنهم يعتقدون أن أحد أهداف المهمة كان "تزويد حفتر بالقدرة على قطع الطريق البحري للأسلحة التي تقدمها تركيا لحكومة الوفاق في طرابلس". وهذا ما تؤكده محادثة بين الأطراف المعنية تقول إن المهمة تتضمن "دخول سفن إمدادات العدو وتفتيشها"، كما كان هناك حديث عن "مجموعة هجوم بحري".
لكن التقرير أشار إلى توقف المهمة السرية فجأة لأسباب غير معروفة بعد أقل من أسبوع من وصول المروحيات والقوارب العسكرية إلى بنغازي. ولم تتوفر على الفور مؤشرات على تنفيذ أي هجمات بالفعل.
ولم يستطع الخبراء في التقرير معرفة سبب الإخلاء، لكن محامياً لمجموعة من الأشخاص الذي يفترض أنهم شاركوا في العملية لكنهم عادوا من بنغازي إلى مالطا قال إنهم "كانوا عمال نفط واضطروا لمغادرة ليبيا بسبب الاضطرابات". لكن الخبراء يرون هذه الحجة "تستراً" على المجموعة.
وبحسب التقرير، فقد تم التخطيط للعملية "أوبوس" في ثماني دول على الأقل، وهي الإمارات، الأردن، مالطا، ليبيا، انغولا، بوتسوانا، جنوب إفريقيا، والولايات المتحدة. ولم تشر المعلومات الواردة في التقرير إلى علم حكومات تلك الدول بالعملية. وذكر التقرير أن شركات في مالطا، جزر العذراء البريطانية، والإمارات اشتركت في العملية، كما أن شركة في جنوب إفريقيا، عملت على تمويه هويات أفراد العملية والعقل المدبر.
ونقلا عن وكالة الأنباء الألمانية، فإن بعثة الأمم المتحدة في الإمارات لم تستجب لطلب إجابة عن استفسارات متعلقة بالموضوع، كما لم تجب شركتا "لانكستر6" و"أوبوس كابيتال أسيت" على طلبات مماثلة.
وبنغازي هي معقل قوات المشير خليفة حفتر الذي يحاول منذ أكثر من عام السيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دولياً. ويحظى حفتر بدعم من الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا وفرنسا، بحسب تقرير الخبراء والذي وثق وجود ما يصل إلى 1200 عضواً من شركة أمنية روسية في ليبيا.
لكن تقدم حفتر باتجاه طرابلس توقف بسبب الدعم الأجنبي لحكومة الوفاق وبشكل خاص من تركيا وقطر. وتم توثيق وصول شحنات عسكرية من أنقرة إلى طرابلس.
م.ع.ح/ع.خ (د ب أ)