أوباما يواصل حملة إقناع الكونغرس بعملية عسكرية ضد نظام الأسد
٣ سبتمبر ٢٠١٣قبل توجُّه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء اليوم الثلاثاء (3 سبتمبر/ أيلول 2013) إلى السويد يجتمع أوباما صباح الثلاثاء برؤساء لجان أمنية رئيسية في الكونغرس ليعرض عليهم حججه بشأن التدخل في سوريا تحت شعار حماية المصالح الوطنية الأميركية. ويشارك وزير الخارجية كيري وكبير المسؤلين العسكريين ديمبسي ووزير الدفاع هيغل اليوم في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ ليدلوا بأقوالهم حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا.
ويأتي ذلك بعد إلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مهمة اتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا على عاتق الكونغرس، إثر توجيه انتقادات له تتهمه بالفشل في التواصل بشكل شخصي ونشط مع أعضاء الكونغرس. وبالتوازي مع اتصالات البيت الأبيض بالكونغرس يدور الحديث عن محاولة أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين بارزين من مجلس الشيوخ التوصل لإصدار قرار في المجلس بكامل هيئته. ومن المقرر أن يعقد الكونغرس الأمريكي في (9 سبتمبر/ أيلول) الجاري جلسة لاتخاذ قرار بشأن الأزمة السورية.
وكانت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس عقدت مع جون كيري وديمبسي ومدير المخابرات الوطنية كلبر أمس الإثنين جلسة إطلاع غير سرية لأعضاء مجلس النواب الديمقراطيين واجتمع أوباما مع السناتورين الجمهوريين مكين وغراهام. ويحشد كبار المسؤولين ومنهم نائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري زملاءهم السابقين في الكونغرس، في حين يجري أوباما اتصالات شخصية بأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب لعرض موقفه. وما لم يفعله أوباما منذ أن أدلى بتصريحاته يوم السبت الماضي هو مناشدة الجماهير التي يقول الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء أنها ستكون حاسمة، إذ تظهر استطلاعات الرأي عدم وجود حماس يذكر لقيام الولايات بأي عمل عسكري في أي مكان.
وقال السناتور جون مكين بعد اجتماع مع أوباما في البيت الأبيض يوم الإثنين إن "رفض هذا القرار سيكون كارثيا ليس فقط عليه بل على مؤسسة الرئاسة ومصداقية الولايات المتحدة". بدوره حذر السناتور غراهام من ارتدادات أي تراجع أميركي في الملف السوري ولا سيما على إيران. وقال: "إذا لم نفعل ما يجب فعله لإعادة سوريا إلى الطريق الصحيح فإن إيران سترى في هذا حتماً إشارة على أننا لا نبالي ببرنامجها النووي". ولاحقا أكد السناتوران المؤيدان بشدة للحرب أن الإدارة الأميركية تعد خطة لتعزيز القدرات العسكرية لدى مقاتلي المعارضة السورية. ويقول المسؤولون إن التصويت بلا على توجيه ضربة عقابية للرئيس السوري بشار الأسد، إثر اتهامه باستخدامه سلاح كيماوي، قد يقوّض موقف أوباما في الشرق الأوسط، إذ تسعى إدارته لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي والتوسط في السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وكانت جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرامية لإقناع الكونغرس بتأييد خطته في شن هجوم على سوريا قوبلت بتشكك يوم الإثنين من مشرعين في حزبه الديمقراطي، الذين عبّروا عن مخاوفهم في انجرار الولايات المتحدة إلى حرب جديدة بالشرق الأوسط. ويأتي تكثيف أوباما اتصالاته مع المشرعين في بلاده وإجرائه مشاورات مع أعضاء الكونغرس بعد أن اتخذ أوباما قراره بأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا أمر ضروري، على خلفية استخدام السلاح الكيماوي. لكن تمرير قرار في مجلس النواب يظل هو المشكلة الأكبر، إذ يبدي المشرعون تشككهم بشأن تدخل الولايات المتحدة في حرب جديدة وفي مدى فاعلية الضربة المحدودة التي اقترحها أوباما.
ع.م/ ح.ز (رويترز ، أ ف ب)