"نطالب الغرب بإجراءات ملموسة ضد نظام الأسد القاتل"
٣٠ أغسطس ٢٠١٣المعارضة السورية تتهم نظام بشار الأسد باستخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق. لماذا يُقدِم النظام السوري على هذه الخطوة؟ وخصوصا الآن مع وجود خبراء الأمم المتحدة في سوريا للتحقيق باستخدام أسلحة كيمياوية في مواقع سابقة؟
الموصلي: النظام السوري يعمل بالفعل منذ عدة أشهر لإخضاع المناطق الشرقية من دمشق لسيطرته. حيث أنه فقد سيطرته على الغوطة الشرقية منذ أشهر. فالثوار هم المسيطرون على تلك المناطق. والآن يظهر النظام نفسه متعاونا مع الأمم المتحدة من جهة. ولكنه يسعى من ناحية أخرى إلى تشويه سمعة الثوار. لهذا يريد النظام من عمله ذلك إرسال رسالتين: الأولى للشعب السوري ليقول لهم إنه لا أحد من المجتمع الدولي مستعد حقا لمساعدتهم. والهدف هو تحطيم معنويات الحاضن الشعبي للجيش السوري الحر.
والرسالة الثانية موجهة للأمم المتحدة ليبين لها أنه ليس من الممكن أن يقوم بمثل هذا العمل، في الوقت الذي تزور فيه لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة سوريا! من وجهة نظر المجتمع الدولي فإن هذا سبب آخر كي يكون متشككا حيال كلام المعارضة، هكذا يفكر النظام. ولكن في الواقع، فإن المجتمع الدولي يستغل ذلك كذريعة لتبرير سلبيته وعجزه.
هل تتوقعون تحركا من المجتمع الدولي؟
الموصلي: التجربة علمتنا أنه للأسف لا يتوقع الكثير من المجتمع الدولي. ومع ذلك، فمن حقنا كجزء من هذا المجتمع الدولي أن نطالب بالحماية والدعم. نحن نطالب باتخاذ إجراءات ملموسة ضد النظام القاتل، لشل قدرته عن العمل. ونطالب بمزيد من الضغوط على الدول المناصرة له، مثل روسيا والعراق وإيران والميليشيات الموالية له في لبنان.
نتوقع عمليات إغاثة ملموسة وفعالة لجميع المناطق المتضررة في سوريا. خاصة وأن هناك أكثر من مليون شخص، ممن فقدوا حياتهم أو هم في عداد المفقودين أو المعتقلين. وهناك أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل سوريا وخارجها، وهذا عدد كبير من المحتاجين الذين لا يملكون إلا القليل أو لم يعد يملكون شيئا في هذه الحياة.
وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطا أحمر في حال استُخدِمت الأسلحة الكيميائية. والآن، يبدو أن هذا الخط قد تم تجاوزه. فهل ستتحرك الولايات المتحدة؟
الموصلي: يجب علينا أن ندرك أن الدول تتخذ قراراتها على أساس المصالح المشتركة. فإذا لم تكن هناك مصالح مشتركة مع الدول الكبرى، فربما ستعتبرك مجرد قطعة شطرنج تستغلها. الولايات المتحدة وروسيا لديهما مصالح مشتركة، تتفاوضان بشأنها. والسوريون هم في هذا السياق مجرد موضوع للمفاوضات بين البلدين للأسف. وأوروبا تبدو في موقف التابع للولايات المتحدة. وكل هذا يتم على حساب دماء أطفالنا.
كيف ستتصرفون الآن في المعارضة السورية؟
الموصلي: المعارضة تتحرك سياسيا على المستوى الرسمي. إنها تحاول أن توفر بقدر ما تستطيع مساعدات مادية. ولكنها تعتمد على الدعم المقدم من أصدقاء الشعب السوري. ولكن للأسف فإننا نصطدم بسلبية كبيرة من طرف هؤلاء الأصدقاء. يجب علينا أن نعتمد بالدرجة الأولى على شعبنا. السوريون هم الوقود الحقيقي لهذه الثورة.
هناك من يتحدث في الآونة الاخيرة عن جيش جديد تعكف المعارضة السورية حاليا على إنشائه. هل هذا الأمر واقعي؟ وما الذي يمكن أن تحققه المعارضة من هذه الخطوة؟
الموصلي: جزء من المعارضة يتحدث حول إنشاء جيش ذي هيكلية منظمة تكون له قيادة مركزية. ومن شأن هذه الخطوة أن تضمن تنظيم جميع المجموعات المقاتلة لملء الفراغ الذي سيحصل بعد الإطاحة بالأسد. ولكن مثل هذه الخطوة يجب ألا تتسبب بأي حال من الأحوال في خلق مزيد من الخلافات بين السوريين. يجب أن يبقى الهدف الأساسي متجها دائما نحو إسقاط النظام.
وإذا بقيت الأدوار في الساحة الدولية على وضعها الحالي، فكيف يمكن للمعارضة تحقيق أهدافها؟
الموصلي: باعتقادي أن على المعارضة السياسية أن لا تبقي نفسها مقيدة بالقوى الإقليمية والدولية وردود فعلها. نحن جزء من أعظم ثورة في كل العصور. علينا أن نركز جهودنا على العمل على أرض الواقع. لأن هذا وحده هو الكفيل بضمان النصر للسوريين على هذا النظام الوحشي.
هناك دائما دول مساعدة تقدم لنا دعما غير مشروط. بهذه الطريقة يمكننا إسقاط بشار (الأسد) ونظامه. الحاملون الحقيقيون لهذه الثورة هم السوريين أنفسهم. فمن البداية لم يكن من الممكن حدوث شيء لو لم يقدم السوريون على ثورتهم. هذا الشعب العظيم صنع هذه الثورة العظيمة، وسينهي هذا الشعب أيضا ثورته بالنصر.
حقوق النشر: قنطرة 2013
صادق الموصلي معارض سوري وعضو المجلس الوطني المعارض، مقيم في ألمانيا منذ سنوات ويعمل كطبيب أسنان.