IV mit Prof. Dr. Clovis Maksoud
٢٩ أكتوبر ٢٠٠٨فيما يعول الكثير في العالم العربي على فوز باراك أوباما في أحداث تغيير ايجابي في المواقف الأمريكية إزاء المنطقة العربية، لاسيما بعد حقبة جورج دبليو بوش التي أدخلت المنطقة في أجواء الحروب والتوترات، تسود المخاوف من قبل البعض الأخر من أن يكون وصول جون ماكين، إلى البيت الأبيض، استمرارا لنفس السياسة التي انتهجها الجمهوريون في عهدي بوش الإبن وقبله بوش الأب.
وفي محاولة منا لاستقراء آفاق مستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة، والسيناريوهات المحتملة في حالة فوز باراك أوباما أو جون ماكين، حاور موقعنا المفكر السياسي اللبناني المعروف كلوفيس مقصود.
التنصل من إرث جورج دبليو بوش
في قراءته لملامح السياسة الخارجية الأمريكية يتوقع مقصود أن يكون هناك تغيرا في نمط التعامل مع القضايا العربية، وكذا مع قضايا العالم، من قبل الإدارة الأمريكية القادمة، وذلك من حيث محاولة التنصل من الإرث السياسي الذي تركته حقبة جورج دبليو بوش، والقائم على أساس "سياسية الإملاء" التي انتهجتها واشنطن عقب 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وخلقت غضباً وتمرداً على السياسة الأمريكية، وفقا لتعبير الخبير اللبناني.
ويلفت الدبلوماسي السابق النظر هنا إلى نقطة مهمة وهي أن الإدارة الأمريكية الحالية حاولت في الأشهر والأيام القليلة الماضية القيام ببعض "المبادرات الاحتوائية"، بهدف تقييد السياسات الأمريكية القادمة، بحيث لا تستطيع إي إدارة أمريكية قادمة، ديمقراطية كانت أو جمهورية،، إحداث تغيير جذري في سياستها الخارجية. وفي هذا السياق يصنف مقصود العملية العسكرية الأخيرة في الأراضي السورية، وكذا قصف بعض المناطق في باكستان.
"سياسة الإقناع ولي الذراع"
لكن أستاذ العلاقات الدولية في جامعة واشنطن يستدرك بالقول إنه في حالة فوز ماكين، فسوف يشكل ذلك استمرارا، بشكل أو بأخر، لمثل هذا النمط، فيما سيحدث فوز أوباما تحولاً، وإن لم يكن جذرياً، لكنه سيكون نوعياً في طريقة التعامل مع القضايا الدولية، ومن ضمنها بطبيعة الحال قضايا المنطقة العربية والشرق الأوسط. هذا التحول النوعي سوف يتمثل ـ في رأي الخبير في السياسة الدولية ـ في استبدال سياسة الإملاء بسياسة الإقناع والحوار، مصحوبة أحيانا باللجوء إلى أسلوب "لي الذراع"، عند استنفاذ وسائل الإقناع. ويؤكد مقصود بوضوح على انه "لا يجب أن نتوهم أن الولايات المتحدة سوف تقوم بتغير جذري وانقلابي في سياستها الخارجية في حالة فوز أوباما، لكن نمط التعامل مع الغير هو الذي سوف يتغير".
ويتوقع رئيس مركز دراسات عالم الجنوب بجامعة واشنطن قائلا إنه في حالة وصول أوباما إلى الرئاسة، سوف يكون هناك نوع من الاحترام للمواقف العربية، خاصة إذا كانت هذه المواقف أكثر توحدا و أكثر تنسيقا فيما بينها.
"ماكين سوف يكون أكثر تناغما مع اليمين الإسرائيلي"
وعند سؤاله عن توقعاته حول الطريقة التي سيتعامل بها الرئيس الأمريكي القادم مع الملفات الساخنة في المنطقة، مثل النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والملف النووي الإيراني والتوتر الدائم مع دمشق، قال مقصود إن ماكين سوف يتعامل معه هذه القضايا من خلال اجترار الماضي: أي كما حصل ويحصل الآن من قبل إدارة بوش، خاصة أن كبير مستشاريه هو السيناتور ليبرمان. وأعرب مقصود عن اعتقاده بأن ماكين سوف يكون "أكثر تشددا مع العرب وأكثر تناغماً مع اليمين الإسرائيلي"، لاسيما إذا فاز بينيامين نتنياهو في الانتخابات القادمة، فيما سيكون أوباما أكثر انفتاحاً.
هل سيشن الجمهوريون حربا جديدة في المنطقة؟
وحول مإ إذا كان وصول الجمهوريون إلى السلطة سيعني إن المنطقة ربما تكون على موعد مع حرب أو حروب أخرى، قال مقصود إن الجمهوريون سوف يستمرون في انتهاج السياسات التي تؤدي إلى افتعال بعض الحروب والانشقاقات داخل البلدان العربية، وعندما يكون هناك التفكيك بين الأقطار العربية يصبح التفتيت داخل كل قطر ممكناً. لكن الخبير الدولي استبعد، على الأقل في المرحلة الأولى، أن تكون سوريا هدفا "لحرب الجمهوريين"، معربا عن اعتقاده بأن إيران أكثر عرضة، وإن كانت الدبلوماسية الإيرانية ـ في نظر مقصود ـ تدرك ذلك وتحاول بالتالي بقدر الإمكان تجنب الوصول إلى مرحلة الحرب من خلال التناغم مع الظروف والمستجدات.