Wie der nächste US-Präsident mit Europa umgehen sollte
٢٠ أكتوبر ٢٠٠٨رغم اختلاف الأجندة السياسية لكل منهما، فإن فوز أي من الديمقراطي باراك أوباما أو الجمهوري جون ماكين بالسباق إلى البيت الأبيض سيكون له تأثير ملموس على العلاقات الأمريكية ـ الأوروبية، التي شهدت فترة تراجع خلال فترة رئاسة جورج دبليو بوش. ولكن في أي اتجاه؟ الإجابة على هذا السؤال كانت موضوع حلقة نقاش في واشنطن، شاركت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية مارجوت والستروم.
في البداية قالت والستروم إن أول نصيحة تقدمها للرئيس الأمريكي القادم هي " أن نعمل سويا"، مذكرة في هذا السياق بأن الجانب الاقتصادي يحتل حيزا كبيرا في العلاقات عبر الأطلسي. وبلغة الأرقام، فإن الاتحاد الأوروبي، وفقا للمسؤولة الأوروبية، يعد أكبر مستثمر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تبلغ قيمة هذه الاستثمارات أربعة بليون دولار في السنة، كما أن عدد الوظائف التي يوفرها هذا الاستثمار للجانبين يصل إلى 40 مليون وظيفة. من هذا المنطلق تتمنى والستروم من خليفة جورج دبليو بوش القادم أن يقر بحرية التجارة ويخفف القيود المفروضة على البضائع المستوردة، أو ما يسمى بسياسة الحماية التجارية، وهي السياسة التي يتبناها الجمهوريون في البيت الأبيض.
مزيد من المشاركة الأوروبية في العراق وأفغانستان
وطالبت المسؤولة الأوروبية التخلي عن سياسة الأحادية، وهو ما أعلنه المرشحان الديمقراطي والجمهوري. وهذا يعني أيضا أن كل من باراك أوباما وجون ماكين سوف يعملان على إشراك أوربا بشكل اكبر في المسؤولية. في هذا الجانب قالت أولبرايت إن الرئيس الأمريكي القادم سوف يطلب من الأوروبيين دعم أكبر في العراق، وكذلك لعب دور فيما يتعلق بالأزمة في جورجيا وطريقة التعامل مع روسيا على خلفية النزاع الأخير في القوقاز.
وأضافت الوزيرة الأمريكية السابقة قائلة إنه لا يمكن للأوروبيين أن يستمروا في ترك الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر في عملية إعادة الاعمار في العراق. الأمر الأهم الآن هو، في رأي أولبرايت، أن مصالح الأوروبيين بدأت تتأثر، وهو ما يحتم عليهم التحرك. فباراك أوباما مثلا سيجعل، في حال وصوله إلى البيت الأبيض، أفغانستان في بؤرة الحرب الدولية على الإرهاب، ومن ثم سوف يطلب من الأوروبيين مزيدا من المشاركة. من الناحية العسكرية ستكون المهمة مناطة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أما على صعيد إعادة الاعمار والتعليم مثلا، فسيكون دور دول الاتحاد الأوروبي مطلوبا.
قواسم مشتركة كثيرة رغم نقط الخلاف والاختلاف
من ناحيتها أكدت والستروم أن الأوربيين هيئوا أنفسهم لمهمة طويلة الأجل في أفغانستان، مشيرة بصفة أساسية إلى الدعم المالي الكبير الذي ساهموا به في هذا الجانب، وهذا من شأنه أن يشكل أرضية للحوار بين الأوربيين والأمريكيين. وتابعت المسؤولة الأوروبية قائلة: "نحن ملتزمون فيما يتعلق بالمهمة في أفغانستان، فالجنود الأوربيون الذين يعملون ضمن قوات الناتو في هذا البلد يشكلون الجزء الأكبر من تلك القوات. نحن ندرك تماما أنه يتوجب علينا أن نركز جهودنا في هذه المنطقة."
ولفتت المسؤولة الأوربية النظر إلى انه، رغم الخلاف بين الأمريكيين والأوروبيين بشأن حرب العراق، إلا أن الطرفين يتعاونا بشكل وثيق فيما يتعلق بالحرب الدولية على الإرهاب. على كل حال ـ أردفت والستروم ـ يتجنب الأوروبيون استخدام مصطلح "الحرب على الإرهاب"، كما أن النقاش سيستمر حول حماية البيانات الشخصية مثل إعطاء معلومات عن المسافرين بالطائرات.
ووفي قضية أخرى، حثت نائبة رئيس المفوضية ألأوروبية من الرئيس القادم العمل على اجتثاث "جذور شر البلية"؛ الفقر، مطالبة في السياق بضرورة العمل على بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية، ومكافحة الفقر والظلم الاجتماعي ونشر الديمقراطية، وخلصت المسؤولة ألأوروبية إلى نتيجة مفادها أنه "في الدول الديمقراطية ليست هناك مجاعات".
تبادل الأدوار فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني
وفيما يتعلق بالنزاع حول الملف النووي الإيراني قدمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة تصورا واضحا لسياسة أوروبية أمريكية مشتركة، بعد مغادرة جورج دبليو بوش للبيت الأبيض. ويتلخص هذا التصور في الآتي: على الأمريكيين أن يقدموا الحوافز لطهران، وعلى الأوروبيين ممارسة الضغط عليها، وذلك "لكي نتبادل دورا الشرطي الطيب والشرطي الشرير". لكن يتوجب علينا في كل الأحوال أن نفعل ذلك معا، كما أضافت أولبرايت. ويتطابق تصور الوزيرة السابقة، من الحزب الديمقراطي، مع سياسة باراك أوباما، الذي سبق أن أبدى استعداده للدخول في محادثات مع إيران.
لكن يظل السؤال الأهم هو كيف تنظر الشعوب إلى مستقبل العلاقات الأمريكية ـ الأوروبية؟ تقول أولبرايت إن الأمريكيين يتطلعون إلى علاقات صداقة ودية مع الأوروبيين، لكن هناك نقاط خلاف عالقة. وتشير الوزيرة الأمريكية السابقة إلى أن هناك في الغالب شعورا لدى الأمريكيين بأنه يتوجب على الأوروبيين أن يعملوا الكثير مما يجب عليهم عمله، على سبيل المثال في العراق، في أفغانستان، في مهام السلام والتعاون في إطار المم المتحدة.
من ناحيتها ركزت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية على القواسم المشتركة، مشيرة في هذا السياق إلى أن "هدفنا المشترك هو بناء عالم يسوده السلام والرفاهية، يقوم على أساس الديمقراطية وحقوق الإنسان. إننا نعتبر أنفسنا حلفاء على رغم الخلافات والاختلاف في الرأي في الفترة الماضية".