يوهان سباستيان باخ: خلق وعاش ليبدع
١٦ يونيو ٢٠٠٧إن القول بأن الموسيقار الألماني النابغة، يوهان سباستيان باخ ولد وترعرع في عائلة لها باع طويل في عالم الموسيقى لا يأتي في محاولة لتبرير إبداع واحد من أهم الموسيقيين الكلاسيكيين في عصر الباروك، بل من منطلق السرد الأمين لحياة موسيقي خلق وعاش ليبدع. فالموسيقار الذي ألّف قطعا موسيقية في جميع المجالات الموسيقية المعروفة، عدا الأوبرا ولد لأب امتهن عزف الكمان وكان له أخ كانت الموسيقى شغله الشاغل. وبعد موت والده يوهان أمبروزيس، عمل الموسيقار الشاب في عام 1703 لمدة قصيرة كعازف كمان في أوركسترا دوق فايمر. وبعد أشهر قليلة كشفت للمهتمين عن موهبة تستحق المتابعة والاهتمام، أصبح باخ عازف أورغن في كنيسة أرنتات، حيث بدأ بكتابة أولى مؤلفاته الموسيقية الدينية.
من مولهاوزن إلى فايمر
وفي عام 1707، انتقل باخ إلى مدينة مولهاوزن كعازف أورغن في كنيستها. وبعد مغادرته مولهاوزن وعودته إلى فايمر ، كتب أول أعماله الشهيرة للأورغن. وفي عام 1716، تقلد باخ منصب قائد فرقة موسيقى الحجرة التي عزفت في بلاط الأمير ليوبولد. وفي هذه المدينة، استطاع باخ أن يتحرر من الخدمة الكنسية متابعا التأليف الموسيقى للآلات، فكتب معظم الأعمال المهمة له ومنها ست حوريات براندنبورغية عام 1721. سميت هذه المعزوفة بهذا الاسم لأنها كانت مكرسة لأمير براندنبورغ.
فترة لايبزيغ
في عام 1723، انتقل باخ إلى مدينة لايبزيغ واستقر فيها لمدة ربع قرن. ولأن الإبداع يتطلب دائما الاستفادة من خبرات الآخرين ومواكبة آخر التطورات في مجال ما، قام باخ بعدة رحلات قصيرة إلى بعض المدن الألمانية تعرّف أثنائها على أشهر الموسيقيين فيها آنذاك. ولأن الموسيقى في ذلك الحين كانت حكرا على البلاط وأهله، فإن التحليق عاليا في عالم الموسيقى كان يتطلب دائما رضاء البلاط، فقد التقى باخ الملك فريدريك الكبير عام 1747 وقدم له قطعة موسيقية. وقبل نهاية حياة باخ بوقت قصير، بدأ بصره يضعف تدريجيا حتى فقد البصر تقريبا حتى وفاته في عام 1750.
الموسيقى الدينية
ويجزم المهتمون بسيرة الموسيقار ومؤلفاته بأن المذهب البروتستانتي كان أساسا لمعظم أعماله الموسيقية. ولأن آلة الأورغن تعتبر ركيزة مهمة في الموسيقى الكنسية، فإن هذه الآلة حظيت عند باخ بعناية خاصة، إذ ألف الكثير من القطع الموسيقية التي عزفت وما زالت تعزف على الأورغن. ولا يقتصر اهتمام باخ بآلة الأورغن، فقد ألف عددا لا بأس به من الكونشرتو. ومن أعمال باخ المهمة للآلات أيضا كتاب فن الفوغ الذي ألفه في أواخر حياته ولكنه لم ينجزه. وتعد الفترة التي عمل فيها باخ في لايبزيغ من أهم الفترات التي شهدت إنتاجا موسيقيا غزيرا، حيث كرس 15 سنة منها للموسيقى الدينية.