يهود داخل الجيش الألماني- بين القلنسوة والزي العسكري
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٧يحرص جيدون رومر هيلبرشت على ارتداء القلنسوة اليهودية في الصلوات والمناسبات الخاصة حتى وهو يرتدي الزي العسكري للجيش الألماني ولكنه يضع القبعة فوقها وهو يسير في الشوارع لأسباب أمنية ويقول: "أشعر بالخوف من التعرف على هويتي كيهودي".
ويخدم الجنرال رومر هيلبرشت في الجيش الألماني وهو أمر لا يمكن للكثير من اليهود تفهمه. ويشعر الجنرال داخل صفوف الجيش الألماني بالأمن بشكل أكثر مما يشعر به في "الخارج". ويرى المفتش العام فولفجانج شنايدرهان أن وجود جنود يهود في الجيش الالماني "إشارة تبعث على الأمل" وتؤكد في الوقت نفسه أن "الزي العسكري الألماني لم يعد مصدرا للرعب".
"رابطة الجنود اليهود"
وبعيدا عن الصخب الإعلامي أسست مجموعة صغيرة من الجنود قبل نحو عام "رابطة الجنود اليهود" التي يصفها رئيسها ميشائيل برجر بأنها "نبتة رقيقة". ويأتي تأسيس هذه الرابطة بعد مرور 68 عاما على أحداث الهجوم المنظم على اليهود خلال حقبة النازية. وينظر رومر هيلبرشت إلى الوضع بشكل إيجابي باستثناء بعض المنتديات الخاصة اليمينيين على شبكة الانترنت والتي يعربون فيها عن أملهم أن توقع حركة طالبان بعدد كبير من الجنود اليهود المشاركين في مهام عسكرية بأفغانستان ضمن الجيش الألماني.
ويقول برجر إن "النازيين حاولوا محو الذاكرة تماما فيما يتعلق بالجنود اليهود"، مشيرا إلى مشاركة نحو 100 ألف جندي يهودي في الحرب العالمية الأولى باسم ألمانيا. وتحاول رابطة الجنود اليهود إحياء ذاكرة الألمان فيما يتعلق بهؤلاء
الجنود.
"جيش للديموقراطية"
ولا يلزم القانون الألماني الشبان اليهود من أبناء اليهود الذين تعقبهم النظام النازي بأداء الخدمة العسكرية حتى الجيل الثالث. وكان ميشائيل فورست هو أول يهودي يدخل الجيش الألماني عام 1966. ويقدر عدد الجنود اليهود داخل الجيش الألماني البالغ قوامه 250 ألف جندي في الوقت الحالي بنحو 200 جندي.
ومن الممكن أن يكون عدد الجنود المسلمين أو البوذيين في الجيش الألماني أكبر من ذلك، بيد أنه لا توجد إحصائيات حول العقائد الدينية للجنود. ويقول رومر هيلبرشت إن اليهود داخل الجيش الألماني غالبا ما يشعرون بأنهم يعيشون في موقفين مختلفين، غير أنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود استعداد ملحوظ داخل أفراد الجيش للتعامل مع زملائهم اليهود الذين تقع على عاتقهم من ناحية أخرى مهمة شرح بعض الأمور فيما يتعلق بقواعد الطعام أو حظر العمل أيام السبت.
ويعرف بيرجر أن الكثير من اليهود "يدركون بعقولهم ولكن ليس بمشاعرهم" أن القوات المسلحة الألمانية كجيش للديمقراطية لا يمكن مساواته مع جيش النازية. ويطلق الجيش الألماني أسماء رجال يهود خدموا في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى على بعض الثكنات العسكرية للتذكير بتاريخهم ومصيرهم.