وهران - مهد "الراي" وبوابته إلى العالمية
٥ سبتمبر ٢٠١٤تعد أغاني الراي طابعاً موسيقياً اشتهرت به الجهة الغربية للجزائر. لكن ولادتها الحقيقية كانت في مدينة وهران، لتشق بعد ذلك طريقها نحو العالمية، إذ عبر بها فنانون على غرار الشاب خالد ومامي الحدود الوطنية، لتصل إلى أوروبا وبالتحديد فرنسا كأوّل محطة.
ويقول بوحسون تشيكو، الباحث في التراث الموسيقي لمدينة وهران، إن "موسيقى الراي هي سفير للتراث الموسيقي المتنوع الذي تزخر به بلادنا.. ووهران هي التي احتضنت هذا الفن وطورته بفضل أبنائها الموسيقيين والمغنين، وفي مقدمتهم الشاب خالد".
وتابع تشيكو: "أغاني الراي جاءها المخاض في محافظة بلعباس (التي تبعد 500 كيلومتر غرب العاصمة)، لكنها رأت النور في وهران، مدينة الفن والفنانين". ومضى تشيكو قائلاً: "الراي بقي مسجوناً في الجزائر وكان يمارس عليه الحظر من قبل الإذاعة والتلفزيون الحكوميين في الثمانينيات، واعتبرت أغانيه خادشة للحياء، لكن الشاب خالد استطاع في التسعينيات أن ينقله إلى ما وراء البحار".
أما المغني الشاب مراد، فيشير إلى أن الانطلاقة الفعلية لموسيقى الراي كانت في الثمانينيات على يد مغنين أمثال الشيخة الرميتي والشيخ بلمو وفرقة "راينا راي"، الذين أدخلوا على الراي آلات موسيقية عصرية مثل الساكسفون و"السينثيسايزر"، ما جعلها تنفصل نهائياً عن الشعر الملحون وتدخل عالم العصرنة. لكن من أوصلها إلى العالمية في نظره هو الشاب خالد مع بداية التسعينيات، حين حملها إلى فرنسا، التي التقى فيها بمنتجين نشروها في كامل أوروبا، لا سيما أغنية "دي دي" وهي كلمة عامية جزائرية تعني "خُذ"، حققت شهرة عالمية.
وجاء من بعد الشاب خالد، الملقب بـ"ملك الراي"، الشاب مامي، المعروف بـ"أمير الراي"، الذي ساهم بفضل أغانيه الناجحة في شهرة هذا الطابع الموسيقي في أوروبا، خاصة بعد تلك الأغاني الثنائية التي جمعته بفنانين مشهورين، على غرار المغني الإنجليزي "ستينغ".
ورغم شهرتها العالمية، تبقى موسيقى الراي أكثر الأشكال الموسيقية إثارة للجدل في الجزائر، نظراً للانتقادات التي باتت توجه في السنوات الأخيرة لمؤدي هذا الطابع الموسيقي، إذ يُتهم كثير منهم بإفساد الذوق العام بكلمات هابطة وأحياناً خادشة للحياء، بعدما أضحى هؤلاء يفضلون الغناء في النوادي الليلية، التي يعتبرونها مصدراً لجني الأموال الطائلة.
و.ب/ ي.أ (القدس العربي)