ولايات ألمانية تعتزم تأهيل أئمة مسلمين في جامعاتها
٢٩ يوليو ٢٠٠٨في إطار الجهود التي تبذلها ألمانيا لدعم اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، بدأت بعض الولايات الألمانية في الإعداد لمشاريع تهدف إلى القيام بتأهيل أكاديمي في الجامعات الألمانية للأئمة المسلمين.
تأهيل أكاديمي للأئمة في ألمانيا
في هذا الإطار صرح وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى أوفه شونيمان بأن ولايته تعتزم تأهيل أئمة في مجال التربية الإسلامية. وقال في هذا الصدد إن تأهيل هؤلاء في الجامعات الألمانية يدعم عملية اندماج المسلمين في المجتمع الألماني. و أضاف في حديث له مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن تأسيس قسم خاص بهذا التأهيل يُعد نقلة نوعية، إذ سيعزز الاعتراف بالمسلمين وتقبل الدين الإسلامي لدى غالبية الألمان.
هذا، وقد اعتمدت جامعة اوسنابروك الألمانية دبلوم في مادة التربية الإسلامية منذ عام تقريباً. وفي هذا السياق سيتم بحلول الخريف القادم وضع خطة خاصة بتدريس الأئمة بالتعاون مع الإتحاد الإسلامي التركي. يُذكر إلى أن هناك مساعي من هذا القبيل في عدد من الولايات الألمانية الأخرى، حيث تعتزم ولاية هامبورغ الألمانية إنشاء أكاديمية في الدراسات الدينية تشمل الدين الإسلامي. أما جامعات ولاية بادن فورتنبيرغ الجنوبية فتقوم بتأهيل معلمين متخصصين لتدريس الدين الإسلامي في المدارس الألمانية.
دراسة تدق أجراس الخطر!
وفي مطلع شهر يوليو/تموز كشفت دراسة حول أئمة المساجد في ألمانيا أجراها راوف جيلان المتخصص في علم الاجتماع، كشفت عن نتائج تفيد بأن الواعظين المسلمين يُشكلون عائقا أمام عملية الاندماج في المجتمع الألماني. وقد أعد جيلان الذي ينحدر من عائلة كردية تركية تنتمي إلى الإسلام السني دراسته بناء على زيارات متكررة للمساجد استمع خلالها إلى خطب الجمعة وأجرى حوارات مع أئمتها.
وتبين من خلال الدراسة التي شملت خمسة وستين مسجدا في ولاية شمال الراين وستفاليا أن غالبية الأئمة يفتقدون إلى تكوين أكاديمي في الدين الإسلامي، وعلى عكس ذلك فإن على القساوسة المسيحيين حيازة شهادة جامعية في علم اللاهوت المسيحي. وذكر جيلان في الدراسة بأن الأئمة المسلمين، لاسيما الذين يتم استقدامهم من تركيا لا يتقنون الألمانية، ولا يعرفون سوى القليل عن الحياة في ألمانيا. كما تُشير الدارسة أن نحو 20 بالمائة من الأئمة ينتمون إلى تيارات إسلامية متطرفة. وعلى الرغم من أن هذه الفئة تشكل الأقلية، إلا أن تأثيرها قد تكون له أبعاد خطيرة خاصة على الأجيال الناشئة.
من جهة يقسم راوف جيلان المساجد في ألمانيا إلى فئتين، ففي حين تنتمي الفئة الأولى إلى نحو 2500 جمعية، تخضع بدورها لسلطة منظمات رسمية على غرار الإتحاد التركي الإسلامي و المجلس المركزي للمسلمين والمجلس الإسلامي، فإن الفئة الثانية تتشكل من مساجد صغيرة يُجهل عددها، وهي مُهمشة. وما يزيد الطين بلّة أن الأئمة فيها يفتقدون إلى تكوين أكاديمي ولا تخضع مضامين خطبهم لأية رقابة. وفي هذا السياق يؤكد راوف جيلان على ضرورة تأهيل هؤلاء وإعدادهم بطريقة أفضل للتعرف على حياة المسلمين في ألمانيا التي تختلف عن حياة المسلمين في تركيا أو في أي بلد مسلم آخر.