دراسة: تدريس الإسلام في المدارس الألمانية يساهم في درء مخاطر الإرهاب
١٦ أبريل ٢٠٠٨أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن إدخال حصص الدين الإسلامي كمادة تدرس في المدارس العامة الألمانية من الممكن أن يحمي البلاد من مخاطر "الإرهاب" والتطرف الديني. وعلى عكس ما يعتقده الكثير من أن "الإرهابيين الإسلاميين" يفقهون بشكل جيد الأمور الدينية الخاصة بالإسلام، أوضحت الدراسة التي نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء أن غالبية "الإرهابيين" لم يتلقوا التعليم الديني، حيث أن مفاهيمهم عن القرآن والسنة وأحاديث وسيرة النبي محمد محدودة وضيقة جدا.
وتدحض هذه الدراسة التي قام بها "معهد أبحاث الإرهاب" في ألمانيا مخاوف كثير من الألمان من أن تتسبب محاضرات الدين الإسلامي في تطرف الشباب المسلمين، حيث أثبت الدراسة أنه من يبدأ في التعرف على الدين الإسلامي في سن مبكرة لا يقع بسهولة فريسة في أيدي "دعاة الكراهية".
وفي النهاية، أكدت الدراسة أنه لا يوجد ثمة خطر من إدخال محاضرات دينية إسلامية في المدارس الألمانية كما دعا إليها مؤتمر إسلامي عقد مؤخرا في ألمانيا، كما توصلت الدراسة إلى أن هذه المحاضرات تعد جزءا من حل مشكلة التطرف ومكافحة الإرهاب لأنها لا تعمل فقط على تحسين سياسة الاندماج في البلاد، بل إنها تحمي أيضا الأطفال والشباب من الوقوع تحت في فخ المتطرفين.
الجهل بالدين يقود إلى التطرف
وتأتي نتائج هذه الدراسة مصدقة لنتائج دراسة الطبيب النفسي والخبير في شئون الإرهاب مارك ساجمان الذي بحث في كتابه "جهاد بلا قيادة" بيانات متعلقة بالسيرة الذاتية لأكثر من 500 إسلامي من أنصار أيديولوجية تنظيم القاعدة. وتوصل ساجمان إلى أن 13بالمائة فقط من هؤلاء الإسلاميين الذين يطلقون على أنفسهم "المجاهدين في سبيل الله" تعلموا في مدارس إسلامية ، وأن 25 بالمائة منهم تربى منذ الصغر تربية دينية بينما تعلم نحو 70 بالمائة منهم في مدارس عامة وتربوا بين عائلات مستنيرة، أما باقي المجموعة فتحولوا إلى الإسلام.
و أوضحت الدراسة أن الجيل الثالث من الإسلاميين المتشددين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة لم يتلقوا أي تعليم ديني ولم يبدأوا في قراءة القرآن والسنة إلا في منتصف العشرينات من عمرهم، كما أنهم لا يهتمون بمعرفة تاريخ الإسلام ويقومون بتفسير آيات القرآن بأنفسهم أو يتبعون تفسير أئمة متشددين ممن يطلق عليهم في أوروبا "دعاة الكراهية".