وزراء نقل أوروبا يتفقون على آلية توزيع التعاقدات الخاصة بمشروع "جاليليو"
٣٠ نوفمبر ٢٠٠٧ يستكمل وزراء النقل لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم مناقشات قد بدأوها أمس الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني، للتغلب على خلافات جديدة حول بعض القضايا التقنية والفنية المتعلقة بالمشروع الأوروبي الطموح لنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية؛ الذي يعرف بـــ"جاليليو". ووفقا للتقارير الواردة من بروكسل، فإن أحدث انقسام يتعلق بمحطات التحكم الأرضية، حيث تطالب أسبانيا وإيطاليا بأن تقام على أراضيهما.
ويهدد عدم الوصول إلى اتفاق بالتسبب في تأجيل آخر لإطلاق مشروع "جاليليو"، الذي من المقرر أن يدخل مرحلة التشغيل بحلول عام 2013. يذكر أن وزراء المالية في الاتحاد الأوروبي قد توصلوا الأسبوع الماضي إلى اتفاق بشأن كيفية التغلب على تمويل النقص البالغ 2.4 مليار يورو في ميزانية المشروع بعد شهور من الجدل والمشاحنات.
ارتياح ألماني
وكان وزراء النقل لدول الاتحاد الأوروبي قد وافقوا على خطة للمفوض الأوروبي للنقل جاك بارو بتحويل المخصصات غير المستغلة في ميزانية قطاع الزراعة وميزانيات أخرى إلى المشروع، لكن ذلك تم فقط بعد أن تلقت ألمانيا تأكيدات من أن شركاتها سوف تحصل على عدد كبير من التعاقدات الخاصة بالمشروع. وفي هذا السياق يقول وزير المواصلات الألماني، ولفجانج تيفن زيه: "ما اتفق عليه بشأن حصتنا من العقود كان أمرا جيدا". واعتبر في الوقت نفسه أن هذا الاتفاق سينعكس إيجابا على الشركات الألمانية العاملة في صناعة أنظمة الملاحة الجوية والفضائية.
وفي ضوء هذا الاتفاق، ستكون قاعدة التحكم الملاحي الرئيسة في النظام الملاحي الأوروبي في ولاية بافاريا الألمانية، حيث تعتبر هذه القاعدة "حجر الأساس في هذا المشروع الطموح"، كما قال الوزير تيفن زيه.
آليات توزيع العقود على الشركات
ووفق ما أوضحه وزير المواصلات الألماني، فإنه سيتم توزيع العقود المخصصة لبناء هذا النظام على شكل حزم تعاقدية تتعلق ببناء الأقمار الصناعية والتخطيط للنظام الملاحي وإعداد البرامج التقنية الخاصة به وإنشاء مراكز التحكم الأرضية وعملية إطلاق النظام وتشغيله. وأضاف الوزير تيفن زيه أن الشركات الأوروبية الكبرى العاملة في الصناعات الملاحية والفضائية ستحصل - في أقصى حد - على تعاقدين من مجموع العقود المطروحة لهذا المشروع.
وأضاف وزير المواصلات الألماني أن حوالي 40 بالمائة من التعاقدات ستعطى للشركات الصغيرة، التي تعمل في هذا المجال. واعتبر أن الآلية التي ستتبع في عمليات التعاقد مع الشركات من شأنها أن تعطي الفرصة لكل الشركات الأوروبية العاملة في هذا الحقل للاستفادة من هذا المشروع من ناحية، كما ستضمن عدم جعل هذا المشروع الأوروبي رهينة للشركات الكبرى من ناحية أخرى.
الجدير بالذكر أن مشروع "جاليليو"، الذي تبلغ تكلفته 3.4 مليار يورو، يهدف إلى أن يكون منافسا من الناحية التجارية لنظام "جي بي إس" الأمريكي (النظام العالمي لتحديد المواقع)، والذي يستخدمه حاليا مئات الملايين من الأشخاص حول العالم. ومن المفترض أن يتم في نهاية الأمر وضع مجموعة مؤلفة من ثلاثين قمرا صناعيا في مدارها لتقديم خدمة تحديد الأماكن على وجه الدقة، لكن حتى الآن لم يوضع سوى قمر صناعي اختباري واحد فقط في مداره.