وثائق ويكيليكس تكشف خفايا زعماء عرب طالبوا بـ"قطع رأس الأفعى" الإيرانية
٢٩ نوفمبر ٢٠١٠كشف موقع ويكيليكس أمس الاحد (28 نوفمبر/تشرين ثاني) عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية اميركية، وسارع عدد من كبريات الصحف العالمية منها نيويورك تايمز، لوموند الفرنسية والغارديان البريطانية والباييس الاسبانية ودير شبيغل الالمانية الى نشر اعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الاميركية.
قلق خليجي من الملف النووي الايراني
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان هذه البرقيات "تقدم صورة غير مسبوقة للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم". وعلى سبيل المثال كشفت إحدى الوثائق ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة الى ضرب ايران و"قطع رأس الافعى" لمنعها من انجاز برنامجها النووي. واوردت صحيفة لوموند وثيقة كشفت ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اكد في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 لدى استقباله الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس انه "يجب وقف هذا البرنامج"، مضيفا ان "خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه". كما وصف رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2009 العلاقة بين بلاده وايران بقوله "انهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم".
مصر وفتح يرفضان دعم هجوم اسرائيل على غزة
من ناحية أخرى كشفت بعض الوثائق ان مصر وحركة فتح بزعامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفضتا طلب اسرائيل دعمها في الهجوم العسكري الذي شنته على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس في نهاية 2008. وبحسب برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الاميركية في تل ابيب ونقلها موقع ويكليكس فان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ وفدا من الكونغرس عام 2009 ان اسرائيل اجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية "الرصاص المصبوب".
وتابعت البرقية ان "باراك اوضح (للوفد) ان الحكومة الاسرائيلية اجرت مشاورات مع مصر وفتح وسألتهما ان كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس". واوضحت الوثيقة ان "باراك تلقى ردا سلبيا، وهو امر غير مستغرب". كما اشارت البرقية الى ان اسرائيل ابقت "الحوار" مع اسرائيل وكل من مصر وفتح خلال العملية.
تجسس على موظفي الأمم المتحدة
البرقيات المسربة كشفت أيضا عن محاولة واشنطن التجسس على موظفين في الأمم المتحدة، فقد كتبت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان وزارة الخارجية الاميركية طلبت في مذكرة توجيهية من دبلوماسييها جمع معلومات حول "اسلوب عمل وطريقة اتخاذ القرار" لدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
وبحسب الصحيفة فان واشنطن طلبت ايضا معلومات محددة جدا حول موظفي الامم المتحدة مثل ارقام بطاقات اعتمادهم المصرفية وعناوين بريدهم الالكتروني وارقام هواتفهم وحتى ارقام بطاقات جمع الاميال من شركات الطيران.
وكرد فعل على هذا الكشف اعلن متحدث باسم الامم المتحدة أمس الاحد ان المنظمة الدولية تعتمد على احترام الدول الاعضاء فيها لحصانتها وذلك اثر كشف موقع ويكيليكس الالكتروني وثائق سرية اميركية تشير الى ان واشنطن طلبت من مندوبيها التجسس على مسؤولي المنظمة. وقال الناطق في بيان بعد نقل عدة صحف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ان "الامم المتحدة ليست في موقع يخولها التعليق على صدقية الوثيقة التي تطلب جمع معلومات حول موظفي الامم المتحدة وانشطتهم".
زعماء العالم في مرمى سهام الدبلوماسيين
وقد تكون بعض الوثائق محرجة بالنسبة للقاءات مستقبلية بين الولايات المتحدة وشركائها. وفي هذا الصدد، نقلت مجلة در شبيغل تصريحات غير محببة اطلقها دبلوماسيون اميركيون ازاء المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اذ قالوا انها "تخشى المجازفة ونادرا ما تثبت انها ذات مخيلة واسعة".
اما بالنسبة الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فان اجهزة الاستخبارات الاميركية تعتقد بانه يبدي ريبة في تعاطيه مع الجميع و"احاط نفسه بحلقة من المستشارين الذين يمتدحونه الا انهم يكنون له الازدراء".
كما نال قادة آخرون حصتهم من هذه الوثائق الدبلوماسية، اذ ورد في احداها ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "شديد الحساسية وسلطوي"، فيما تصف احدى البرقيات الدبلوماسية رئيس الوزراء الايطالي بانه "ضعيف جسديا وسياسيا".
(ه ع ا/د ب ا/اف ب/رويترز)
مراجعة: منصف السليمي