واشنطن تهدد بالانسحاب الكامل من أفغانستان مع تأخر توقيع الاتفاق الأمني
٢٦ نوفمبر ٢٠١٣أعلن البيت الأبيض أن مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس حذرت الرئيس الأفغاني حميد كرزاي خلال اجتماعها به في كابول الاثنين (25 نوفمبر/تشرين الثاني 2013) من أن التأخر في توقيع المعاهدة الأمنية بين البلدين إلى النصف الأول من العام المقبل "لن يكون حيويا".
وقالت الرئاسة الأمريكية في بيان إن رايس "كررت أنه إذا لم يتم التوقيع سريعا فإن الولايات المتحدة لن يكون أمامها من خيار سوى أن تبدأ بالتفكير في سيناريو لما بعد العام 2014 ليس فيه وجود للقوات الأمريكية في أفغانستان". وسيكون الانسحاب الكامل -ويطلق عليه اسم الخيار صفر- على غرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق قبل عامين.
وأضاف البيان أن رايس لمحت أيضا إلى أن التأخير قد ينعكس على وعود المساعدات التي كان حلف شمال الأطلسي قطعها لكابول. وتأتي زيارة مستشارة الأمن القومي الأمريكي إلى أفغانستان على خلفية توترات بين البلدين جراء تردد الرئيس كرزاي في التوقيع على المعاهدة الأمنية المشتركة التي تجري حولها مفاوضات شاقة منذ أشهر بين كابول وواشنطن.
كرزاي يثير حنق واشنطن
ولم يفصح كرزاي عن موعد توقيعه على الاتفاق رغم موافقة مجلس اللويا جيرغا (مجلس الأعيان الأفغاني) المؤلف من 2500 عضو على الاتفاق الأمني. وفي افتتاحه لقاء المجلس الخميس في كابول، أثار كرزاي غضب واشنطن، عندما قال إنه يرغب في تأجيل التوقيع على الاتفاق إلى ما بعد إجراء الانتخابات الرئاسية بنجاح في نيسان/ أبريل.
وتسمح المعاهدة الأمنية المشتركة لعدد من القوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان بعد انسحاب معظم قوات الحلف الأطلسي وعددها 75 ألف جندي من البلد المضطرب بنهاية 2014. وبحسب البيت الأبيض فقد أوضحت رايس للرئيس الأفغاني أن "الولايات المتحدة ترحب بمصادقة الأكثرية الساحقة" من أعضاء اللويا جيرغا على المعاهدة الأمنية، مؤكدة استعداد واشنطن "للتوقيع عليها في الأيام المقبلة".
كرزاي يقترح شروطا جديدة
وأضاف البيان أن "الرئيس كرزاي تحدث عن شروط جديدة للتوقيع على الاتفاق وأشار إلى أنه ليس مستعدا للتوقيع سريعا على المعاهدة الأمنية المشتركة". وفي كابول قال المتحدث باسم كرزاي إن الرئيس الأفغاني يريد أن توقف الولايات المتحدة جميع العمليات العسكرية على منازل المدنيين وأن تعيد المواطنين الأفغان المحتجزين في سجن غوانتانامو قبل توقيع الاتفاقية.
وتابع البيت الأبيض أن رايس أجابت كرزاي بأن "تأخير التوقيع حتى انتخابات العام المقبل ليس حيويا، لأنه لا يوفر للولايات المتحدة والحلف الأطلسي الوضوح اللازم للتخطيط لوجودهما بعد العام 2014"، محذرة من أن "عدم التوقيع على المعاهدة الأمنية المشتركة يعرض للخطر وعود المساعدات التي قطعها حلف الأطلسي ودول أخرى في مؤتمري شيكاغو وطوكيو في 2012".
ع.ش/ ح.ز (أ ف ب، رويترز)